الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

امنحيه حريته

رسوم عماد عبدالمقصود
رسوم عماد عبدالمقصود

أنا زوجة ثانية أعمل طبيبة وزوجى أيضًا، ونحن من العراق، تزوّجنا منذ 12 عامًا، بسبب عدم تفاهمه مع زوجته الأولى ومشاكل، لكنه لم يطلقها حفاظا على أولاده والعائلة، ولكنه بعيد عنها كزوج، رزقنا الله ولدًا وبنتًا توأم، كنت معترضة على الزواج منه عندما تقدّم ولكن زوجى «عمل المستحيل» لكى يتزوجنى؛ لأنه وكما قال وقتها كان يحبنى بشدة، ولكن قبل ستة أشهُر شعرت بشىء مريب فى حياته، وبالصدفة وجدت رسائل بينه وبين زميتله فى الدوام، رسائل غرامية طبعًا، فحزنت وتألمت جدّا؛ لأنى أعرف جيدًا أنه لا يدخل فى علاقات محرمة، ومعنى ذلك أنه بالتأكيد يستعد لزيجة أخرى، تذكرت كلامه لى كان يقول (أتمنى تراب قدميك ولا أجد فى الدنيا ضفرك)، المهم عندما عرف أنى اكتشفت علاقته بزميلته، أقسَم لى أن الموضوع لا هو حب ولا زواج إنما أراد أن يجبر خاطر هذه المرأة لأنها حزينة ولديها مشكلة نفسية بسبب ظرف معين، وأنه لا ينوى الزواج بها، قلت له مجرد كلامك بهذه الطريقة الغرامية معها يعتبر خيانة للعهد الذى بيننا.. وطبعًا تحولت حياتى إلى جحيم؛ لأنه لايزال يراسلها وهى تتصل به وكأنه رجل خالى وغير متزوج، تتصل فى كل الأوقات دون أى إحراج وهو أمامى لا يرد على المكالمة، فقدت 12 كيلو من وزنى لأنى لم أستطع أن أضع شيئًا فى فمى من شدة حزنى، وعندما أسأله عن الموضوع يقول، قلت لك الموضوع مجرد صداقة وجبر خاطر  ولا تتدخلى فى حياتى، أنا حر، ولا أحد يستطيع منعى من شىء إذا أردته.. وأنا لا أستطيع تصديق هذا أو اعتبار الموضوع شيئًا عاديّا أو ممكن تجاهله، وهى إلى الآن تتصل به ولا أعرف كيف أنهى هذا الموضوع ولا أستطيع أن أعيش براحة، عصبيتى مع أولادى تؤلمنى وكله بسببه، هل هنالك حل، طبعًا تحمُّلى لهذا هو من أجل أولادى وأسرتى، حقيقة لا أعرف كيف أتعامل معه من شدة ألمى وحزنى ولا أعرف كيف أكمل حياتى بهذا الشكل، أن تكلمت تضخمت المشكلة، وإن سكت أتعذب ولا أرى نهاية للموضوع.. ماذا أفعل؟



عزيزتى..

أولًا قلبى عندك.. 

فهمتُ من كلامك أنك أصلا زوجة ثانية.. بمعنى أوضح أن زوجك قد تزوجك على زوجته الأولى ولم يطلقها مع بُعده عنها كزوج منذ 12 عامًا، وأتصور أن بُعده هذا وقراره بالزواج منك كان بسبب علم زوجته الأخرى بعلاقته بك ورفضها طبعًا لذلك مع عدم قدرتها على اتخاذ قرار واضح باستكمال الحياة والانحناء للعاصفة.. أتصور أنها فعلت ما تفعليه أنتِ معه الآن، وهذا ما جعله يتحول أيضًا حسب كلامك للجَهر بالعلاقة فى وجهها بل ورفضه لتدخلها فى تصرفاته.

خلينى أقولك المشكلة دلوقتى اللى تخصك فى هذا الأمر.

المشكلة أنك تريدى أن يفعل ما تريدينه أنتِ لأنك تحبيه طبعًا بالتأكيد ولخوفك من تدمير البيت وغضبك لكسره لعهدكما معًا الذى يفرضه الزواج.. ولكن المشكلة أن رجلك مثل أى إنسان لن يفعل إلا ما يريده هو فقط.. وإصرارك على مراقبة علاقته هو الذى حوَّل حياتك إلى جحيم كما تقولين.. أنتِ كزوجة «ثانية كمان» أكيد تُحسّين بالقهر الذى أحسّته بالتأكيد أيضًا زوجته الأولى، ولكنى أتصور أنها انصاعت للأمر الواقع حتى لا تهدم بيتها وأولادها وفضّلت الصمت.. وهذا اختيار من الاختيارات.

بالنسبة لكِ، أنتِ تقولين إن «عصبيتك مع أولادك تؤلمك وفى نفس الوقت تقولين إنك تتحملين من أجل أولادك.. بالله عليكِ هل تعتقدين أنك بهذا تعملين لصالح أولادك فعلًا؟!!.

وكزوجة؛ هل تحوّلك لمراقب له أثمَر عن النتيجة التى تسعين إليها ولّا جعل الموضوع يتعقد أكثر؟؟

الزوجة العاقلة وحدها هى التى تحمى بيتها بعدم مراقبة زوجها لحمايتها هى وأولادها وعلاقتها به.

كلنا عارفين إن أى مقارنة بين علاقة جديدة وعلاقة الرجل بزوجته مقارنة غير عادلة؛ لأن الزوج يقابل امرأة أخرى أوقات قليلة تكون هى فيها الشيك الجميلة المبتسمة حلّالة المشاكل الطيبة الجذابة، بينما الزوجة قد اعتاد عليها وهى لسّه صاحية وغير مهتمة بروحها وده شىء ما حدّش يقدر يغلبه.. العيشة حاجة والخروجات حاجة تانية.

لكن لو جينا لقلبه أكيد هو يحبك وهو متحمّل عصبيتك وانهيارك (كارهًا)؛ لأنه يحبك ويحب أولاده ولا يريد خرابًا لبيتكم.. والدليل زوجته الأولى وعدم تطليقه لها أيضًا.. أتصوّر أنه رجل يعرف مسئولياته ولا يتخلى عنها.. ولكن تجربة زواجك أنتِ منه منذ ١٢ عامًا ممكن تطلعك على المستقبل فيما يجرى فى حياتكما الآن.. إذا أصررتِ على إنك ناصحة وذكية قوى وبتواجهيه بعلاقته.. سوف تبعديه تمامًا عنك وعن بيتكما كما حدث مع زوجته الأولى.

مواجهتك له بالعلاقة سوف يضعك أنتِ فى مأزق كبير؛ لأنه بدلا من إخفاء العلاقة سيجهر بها.

وبدلًا من حرصه على رضاكِ.. سيضجَر من عصبيتك والنكد الدائم فى البيت.. ودى كلها نقط لصالح أى واحدة تانية غيرك.

لو بتحبيه فعلا.. انحنى للعاصفة.. والذكاء الحقيقى فى هذه الحالة هو عكس ما تفعليه بالضبط.

وإذا لم تستطيعى ذلك.. لكِ اختيار آخر وهو من حقك أيضًا وهو تركه وترك ما تسميه بالجحيم.

لو فكرتِ فى كل أفراد الأسرة بعقل الزوجة والأم أتصور أنك ستهدأى إذا كنتِ تريدين حماية حياتك معه والمرور بمركبك وسط العاصفة بهدوء.. أعلم أن ذلك صعب ولكنه ليس مستحيلا أبدًا إذا فكرتِ خارج نفسك.. ودى نصيحتى لحضرتك.. الشجاعة ساعات ما بتكونش بالمواجهة والخناق؛ لأن أى طفل صغير بيعمل كده.. ولكن عبقرية الشجاعة ساعات بتكون فى الصمت والتطنيش إذا كان المعرَّض للخطر أغلى من نفسك، وفى حالتنا أتصور أنها ليست فقط حياتك ولكنها حياة أولادك وكيانكم معًا.

تشجّعى.. وفكرى بعقلك.

مع حبى..