الإنسان لا «كتالوج» له!

لا أستطيع أن أحب نفسى ولا أثق فى تصرفاتى وأصبحت شخصية هجومية فى كلامى قليلة التعامل مع الناس غير اجتماعية ولا ودودة ولا أكوّن علاقات قوية ولا أعرف حتى ما هى مميزاتى.. كل ذلك بسبب أمى التى كانت تعاملنى دائماً معاملة سيئة حتى وفاتها، الأزمة الآن أننى لا أستطيع أن أتخلص من هواجس الماضى وآثار تلك المعاملة، أريد أن أتخطى هذه الفترة وأن أسامحها لأمضى فى طريقى خاصة أن عمرى 26 عامًا ومن المفترض أننى فى مقتبل العمر ولكنى لا أشعر بذلك؟

عزيزتى

حبك لنفسك موجود وبقوة، والدليل أنك لا تعيرين اهتمامًا لتعاملاتك الاجتماعية وتفعلين ما ترينه وتحسّينه، وعلى حد قولك أنت بشكل هجومى حتى فى كلامك مع الآخرين.

أنت تلومين والدتك (المتوفاة) إنها السبب فى ذلك لأنها «كانت» تعاملك معاملة وحشة. 

تمام.

طيب لماذا لم تتخذى خطوات حقيقية لتربية نفسك من جديد.. إذا كنت فعلاً تدركين مشكلتك لأنها فى إيدك. 

خلينى أقولك حقيقة من حقائق الدنيا..

مافيش طفل بييجى معاه دليل أو كتالوج.. وكل أم وأب منذ فجر البشرية وحتى الآن.. بيعملوا اللى يعرفوه.. بدون سوء نية لأولادهم على الإطلاق.

والخبر السعيد أنك تقدرى تعرفى حاجة أحسن وتتبنيها وتربى نفسك عليها.. ده الحل ببساطة.. والإنترنت مليااااانة بالمعلومات القيمة العظيمة اللى ساعدت ناس كتير تغير نفسها وتفكيرها بشكل واعى ومدروس وأنا شخصيًا منهم والمشوار ده رررراااائع.

ساعات دور الضحية بيكون ممتع لصاحبه لأنه كلنا عارفين أن مافيش ضحية شريرة ولا مسئولة.

لكن عيب دور الضحية ده إنك بتتحولى لإنسانة طاردة لكل من حولك.. لأن الناس جميعًا زيك بالظبط.. ما بيحبوش الشخص الشكاء البكاء المتطلب الغاضب غير المسئول حتى عن عيوبه وإصلاحها.. وبيهربوا منه لأنه غير جدير بالثقة وغير متوازن.

المشكلة إنك يا إما تبدأى فى تربية نفسك بجدية وقصد حقيقى فتصبحى فى وقت قصير إنسانة جاذبة للآخرين.. ده اختيار أتصور أنه الوحيد اللى حاينقذك من أزمتك مع نفسك..

يا إما تستسهلى دور الضحية لأن ده برضه اختيار.. بس تكونى عارفة يقينا إنك خططتِ لحياة وحيدة ليس بها علاقة مستمرة غير مع نفسك بس.. وده جحيم ذاتى ربنا بجد يعينك عليه.

نصيحتى.. اخرجى فورًا من سجن عقلك.. وأعطى نفسك مستحقاتها التى ولدتِ وفطرتِ عليها وهى الحب والسعادة والإنجاز..

باختصار.. 

اوعى من وشك.. الحياة أمامك رائعة وتستاهل إنك تشوفيها وتعيشيها..

مع حبى