الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

زوج مع إيقاف التنفيذ

أنا متزوجة من 11 سنة.. والزواج كان عن حب قبل فترة الخطوبة.. ورغم الفروق الكثير بيننا سواء مادية أو اجتماعية أو نفسية قبلت به الآن، أعترف أن السبب لم يكن الحب وحده ربما كنت لأنى أقلل من ذاتى كثيرًا وأرى نفسى أقل من أن يحبنى شخص أفضل منه، ولكن تزوجنا وأصبح لدينا 3 أطفال جميعهم كان الحمل بهم بواسطة عملية حقن مجهرى لأن كان لدينا مشاكل فى الإنجاب ولم أكن أريد أن أصبح مطلقة فرزقنى الله ببناتى الثلاث.. ومنذ بداية زواجنا وهو بخيل فى كل شىء، فى مشاعره وكلامه وإنفاقه على المنزل، كل تصرفاته تجاهى خذلان وتجاهل..لا يشعر بالغيرة علىّ كما يشعر أى رجل بالغيرة على زوجته.. رغم كل ذلك أكملت حياتى وللأسف قام أهلى بالإنفاق على فترة إلى أن وجدت وظيفة، لكن اضطررت لتركها للتفرغ لتربية بناتى.. وذات يوم قرر أن يترك عمله ويؤسس تجارة خاصة ورغم كل مواقفه معى دعمته بالمال أنا وأهلى لاحتياجه للدعم المادى وقتها، وللأسف لم ينجح وخسر كل شىء وأصبح مدينًا للجميع.. وأنا الآن أعانى أنا وأولادى ومضطرة للتكفل بمصاريف المنزل والبنات من خلال أهلى لأننى لم أستطع العودة للعمل.. ورغم ذلك لا يتوقف عن الشجار وإهانتى والآن رغم كل ما يفعله بى يريد منى أن أدعمه ماديًا ليبدأ مشروعًا آخر.. الأزمة أنه سقط من نظرى، وإذا سقط الرجل من نظر امرأة صعب أن تستطيع أن تكمل حياتها معه، ولكن الظروف كلها تمنعنى.. ماذا أفعل؟ ساعدينى.



عزيزتى

كتبت أن زوجك «كان» يحبك قبل الخطوبة هل قصدت أنك بعد إتمام الخطوبة لم يعد يحبك؟ وإن كان ده حصل.. كملتى الخطوبة لييييه؟

قلت أيضًا إنك أتممتِ الزواج لأن «تقديرك لذاتك كان قليلا» طيب ده شىء رائع وعظيم إنك مراقبة لنفسك وذاتك وواعية تمامًا لهذا العيب الذى يضمن لصاحبه الاختيار المغلوط باعتبار أنك لا ترين أنك تستحقين أن تكونى سعيدة أو جديرة بالحب والاحترام، ومع ذلك وافقتِ على إتمام الزواج رغم تحفظاتك الكتير على حد قولك سواء مادية كانت أو اجتماعية أو نفسية.. بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بالإنجاب برغم بخله وعدم اهتمامه وخذلانك المستمر وقلة غيرته عليك وكمان مشاكل إنجابكما الطبيعية حتى نجحت فى ذلك وأنجبت ثلاث جواهر هى بناتك ربنا يحفظهم ليكم.. وتبريرك أو أسبابك أنك لا تريدين أن تكونى صاحبة لقب مطلقة.. وذلك اختيار أيضًا.

وصفته أنه بخيل - كل تصرفاته تجاهك خذلان وتجاهل وقلة اهتمام -لا يتسم بالغيرة عليك (ولو انى مش عارفة إيه قصدك بجملة إنه مابيغيرش عليكى علشان اخد اللى عاوزه وخلاص؟!).

قلتى إنك تربيت على حمل المسئولية وأنه هو عكس ذلك تمامًا فهو قد تربى على الدلع..ضعيف - قليل الحيلة ومش قد المسئولية وفقدت أى أمل فيه أو فى نجاحه.

تريدين الطلاق لأنه نزل من نظرك وليس بسبب كرهك له.

بعد كل هذا.. السؤال اللى محيرنى أنا شخصيا دلوقتى: إيه اللى مانعك من ذلك؟

يا عزيزتى قرار الزواج بياخده ناس مسئولة وبتفكر فى المستقبل مع الشريك قبل إتمام الزواج لضمان الاستمرارية بشكل محسوب.. مش عشوائى

مشكلتك مشكلة بنات وستات كتير الحقيقة مالهاش دعوة خالص بصفات شريكك.. الأصل فى المشكلة عندك وجواكى أنت فقط.. وخلينى أكلمك فى المشكلة الأصلية اللى تسببت فى ما تحسيه الآن.

صورتك الذاتية الفقيرة عنك سببها يرجع لحاجات متعددة لم أعرفها منك هنا، ولكن أتصور أنها بسبب تربيتك بشكل فيه نوع من الخذلان وعدم الاهتمام من ذويك، وغالبا من الأب تحديدًا لأنه بيكون فى نظر الابنة النموذج الأول للرجل فى حياتها بما يقبل وبما يرفض فى طفولتها.

يمكن ده اللى بيخللى البنت أو أنت فى حالتنا هنا عايزة تثبتى لنفسك ولذويك وأولهم والدك أنك قادرة على انتقاء رجل مكسور.. غير ناجح وستستطيعين وحدك أن «تغيريه» لشخص مسئول وناجح لتجعلى كل من يراكم سويًا يصفق للمعجزة التى صنعتها والانتصار على ما آلمك من قلة تقدير وثقة فى طفولتك.

المشكلة أن ده وهم بيحرق حياة من يتبناه.

لن تستطيعى تغيير أحد لتحظى بالانتصار والنجاح والسعادة... أنت فقط المسئولة عن نجاحك وسعادتك.. والدليل ما تواجهينه الآن.

زوجك سيكون نفسه.. وما تستطيعين فعله تجاه ذلك هو أخذ قرار بالموافقة أو بالرحيل.

قلت إنك تربيت على حمل المسئولية.. عظيم.. خذى وقتك فى إرساء حياة مستقرة لنفسك ولبناتك فى حال أنك ستبقين معه أو سترحلين.. لأنك الوحيدة التى يجب أن تقررى ذلك.. بجدية حقيقية وبمسئولية عملية.

نعم أشجعك على موضوع الكورسات والبحث عن عمل والصبر على نفسك وزوجك وبيتك وبناتك حتى تقفى على قدميك بشكل مدروس ومخطط حتى لا تدمرى حياتك أو حياتهن بالتسرع.

أما عن زوجك حسبما رويته فهو مخطئ بالتأكيد ولا يعى معنى أن يكون رجلاً يرعى أسرته ماديًا ومعنويًا لأن ذلك واجبه وليس تفضلاً أو اختيارًا.

علاج الموضوع حسب تصورى أن تجلسا سويًا بهدوء للاتفاق على مستقبل بناتكما ووضع خطة حقيقية يبدأ هو أيضًا فيها التغيير ليس لأنك تريدين ذلك ولا تفضلاً منه ولكن لأن الزواج مسئولية طرفين اتنين.. مش واحد بس... هو بالإنفاق من ماله ووقته والمساندة وأنت بالتربية ورعاية أسرتك الصغيرة كزوجة وأم.

مع حبى