الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سقوط مارلين مونرو في مسابقة الجمال!!

إنذار بالصوت العالي.. أرسلته منظمات الدفاع عن حقوق المرأة في أوروبا.. إلي مسابقات الجمال في العالم.. تطالبها بتصحيح المسار بعد أن أدمنت تلك المسابقات اختيار مقاييس خاطئة لقوام المرأة.. واتهمتها بأنها مسابقات متحيزة لإقناع صنف الرجال أن صاحبة القوام النحيف تكسب.. وأن النحافة هي سر الجمال.. بما أدي بالرجال إلي الإعراض عن التعامل مع النساء صاحبات القوام الطبيعي والممشوق!



 

أكدت منظمات المرأة الأوروبية أن الأفضل هو تنظيم مسابقات جمال المتزوجات.. علي اعتبار أن المرأة المتزوجة تمتلك القوام المثالي.. عكس النحيفات اللاتي يمثلن مقاييس خاطئة لقوام المرأة.. وأنهن اضطررن للحفاظ علي مواصفات القوام الخاطئ طويلا.. لأنهن يرغبن في احتلال مواقع متميزة بالمسابقات العالمية.. بما يحيط بها من فرص عالية للسفر والفسحة والتتويج والشهرة والزواج بعد ذلك من واحد من المشاهير الأغنياء!

قالت المنظمات الحقوقية.. أن ملكات الحسن والجمال في وقتنا الراهن والسعيد.. بعيدات تماما عن عالم الأضواء وقلوب الجماهير.. وأن الناس تتفرج علي مسابقة الجمال وخلاص.. وأنه لو تقدمت النجمات جريس كيلي أو مارلين مونرو أو إليزابيث تايلور إلي المسابقة لرسبن جميعا.. مع أنهن ملكات متوجات علي قلوب الجماهير.. رغم رحيلهن منذ سنوات بعيدة.

زمان زمان.. احتفظت كل الجميلات بالشهرة والأضواء طوال حياتهن.. عكس الآن وقد اختلفت الأحوال.. فلم تعد هناك مسابقة واحدة تحظى بالاهتمام.. رغم تعدد المسابقات.. وهناك ملكة جمال العالم.. وملكة الكون.. وملكة القلوب.. وملكة الدنيا وغيرها من المسابقات والمثير أن جميع تلك المسابقات تضع شروطا قياسية قاسية.. والوزن لا يزيد  علي خمسة  وأربعين كيلو جراما.. والطول لا يقل عن متر وثمانين سنتيمترا.. بما يعني أن المسابقات مخصصة لملكات جمال النحافة.. ولو قدمت مارلين مونرو أو صوفيا لورين للمسابقة لكان الرسوب هو المصير.. علي اعتبار أن الوزن الطبيعي للمرأة البالغة في حدود الستين كيلو جراما.. وقد يزيد قليلا.. وهو ما ترفضه الشركات والمؤسسات المنظمة للمسابقات.. ويشترك معها بيوت الأزياء العالمية.. التي تضع شروطا خيالية لجسد المرأة المثالية.. والنتيجة أن تلك المسابقات مخصصة عمليا لمن تعاني الأنيميا والهزال.. في حين أن الجميلات بحق وحقيقي خارج المنافسة!

طالبت منظمات الدفاع عن المرأة بضرورة إشراف أطباء الأغذية على تلك المسابقات، علي اعتبار أن أطباء التغذية يحذرون من الإفراط في الريجيم الخاص بإنقاص الوزن لخطورته علي الصحة العامة.. وعلي أساس أن شركات الإعلان لم تعد تستعين بملكات النحافة بالاشتراك في حملاتها الإعلانية.. وأكدت منظمات المرأة أن الوزن المثالي لحواء لا يقل أبدا عن ستين كيلو جراما.. وحتى إشعار آخر..!!

سبب آخر لاعتراض جماعات حقوق المرأة علي مسابقات الجمال.. هو أن جسد المرأة في المسابقات تحول إلي سلعة حقيقية.. سلعة للفرجة والعرض والطلب.. وهو ما يتنافي مع الأصول والأعراف واحترام الجسد الإنساني. ومن الواضح أن مسابقات الجمال تتعرض لانتقادات كثيرة.. ربما هي الأقوي منذ انطلاق مسابقات الجمال في عام 1951 وحتي الآن.

المثير أن مصر هي إحدي الدول الفائزة في المسابقة في نسختها الرابعة.. تحديدا عام 1954 عندما فازت المصرية أنتيجون كوستندا بلقب ملكة جمال العالم.. وهي ليست مصرية تماما.. هي تنتمي لأصول يونانية.. فازت أولا بقلب ملكة جمال مصر وهو اللقب الذي رشحها للاشتراك في ملكة جمال العالم التي فازت بها.

الطريف أن الملكة المصرية المتوجة لم تكن تجيد العربية.. أو قل أنها كانت تتحدث بلسان خواجة معووج.. وهو ما أبعدها عن عالم السينما في مصر.. وكان المنتجون والمخرجون يرغبون في استغلال جمالها الملحوظ لتلعب أدوار البطولة.. لكن لسانها المعووج حال بينها وبين أدوار البطولة.. لتختفي تماما عن الساحة الاجتماعية في مصر.

الخيبة أن بعض أصحاب الصوت العالي يعترضون الآن علي مسابقات الجمال عندنا.. والاعتراض ليس لأسباب أيديولوجية.. ولكن الاعتراض لسبب بسيط.. أنها مسابقات حرام والعياذ بالله!!