الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حكايات الإنس والكائنات المبهجة

لا شَكّ جميع الأديان أوصتنا بالرحمة والرفق بالحيوان، ذلك الكائنُ الذى مَهما بلغت قوته فهو ضعيف لا حَوْل له ولا قوة.. فالحيوان فى النهاية روح وجسد.. له حقوق ينبغى أن يراعيها البَشر، ويعوها، غير أن تلك الحقوق تُهدَر فى أوقات كثيرة، سواء عن جهل أو عن عَمْد.. لكن اللافت- وكان بمثابة المفاجأة بالنسبة لى- هو أن تعقيم تلك الحيوانات، أى جعلها عقيمة.. هو أحد أشكال الحفاظ على أرواح تلك الحيوانات مستقبلًا.. وهو الأمْرُ الذى يلجأ له بعض المهتمين بأمْر هذه الكائنات حفاظا عليها.. «روزاليوسف» التقت عددًا من المهتمين بمجال إنقاذ الحيوانات ليرووا لنا بعضًا من قصصهم وأيضًا أفكارهم نحو إنقاذ الحيوانات.



تقول «مى حمادة»- مؤسِّسة فريق إسكندرية لإنقاذ الزواحف والحيونات البرية وسفيرة اليوم العالمى للحيوان- إن الكلاب تتكاثر فى الشوارع بشكل كبير مما يجعل البعض يُصاب بالرُّعب أثناءَ تواجُدها مع أبنائهم، وقد يلجأ البعضُ إلى تسميم تلك الكلاب أو القطط، إلّا أن هناك طريقة أفضل وهى تعقيم الحيوانات، سواء الكلاب أو القطط من خلال عملية بسيطة، فمن المعروف أن القطط بعد فطمها تترك أبناءَها، وأيضًا الكلاب، مما يُعَرّض تلك المخلوقات إلى حوادث الطريق أو إفزاع المارّة، فبدلًا من قتلها أو تعرُّضها للحوادث يكون التعقيم خيرَ وسيلة لحمايتها.

وتضيف: دائمًا ما تتعرضُ القطط لحوادث غريبة، ولا أنسَى عندما كنت أسير بأحد الشوارع وكان معى صديق وسمعت صوت قط يستغيث وكان الصوت صادرًا من سيارة مركونة، وبالبحث علمنا أن القط عالقٌ داخل موتور السيارة، وحاولنا إخراج القط، وبعد أكثر من ١١ساعة أخرجنا القط من الموتور وقمتُ باصطحاب القط إلى منزلى وقدمت له المساعدة اللازمة حتى كبر.

وأيضًا أتذكر أحد الكلاب كان معروفًا عنه فى المنطقة بالشراسة والنباح باستمرار، إلا أننى شاهدته يبكى بسبب حادث تعرّض له ابنه الصغير فقمت بطلب طبيب بيطرى وأجرى «للجرو» جراحة عاجلة، والغريب أن الكلب كان يتابع الجراحه التى يجريها الطبيب لابنه؛ فتأدّب وكَفَّ عن النباح ووقف ينظر بحزن وترجّى للطبيب وكأنه إنسان يعى حتى تم ربط قدم الجرو. والغريب أن الكلب ظل يمشى ورائى حتى عرف منزلى وأصبح كلما شاهدنى يجرى ناحيتى مُرَحّبًا بى.

وتُحذر «مى» من النصب باسم مساعدة القطط؛ حيث تقول هناك من يكون لديه قط مصاب أو عثر على قط مصاب ويطلب له المساعدة عبر الجروبات الخاصة بالحيوانات، إلا أنه يحصل على أموال كثيرة نتيجة لتعدُّد المتبرعين.

 مأوَى للقطط والكلاب

وتضيف «نانسى نجيب»- مهندسة معمارية: لدىّ سنتر لإنقاذ الحيوانات أو ملجاء أو مأوى، يقع بأحد الأماكن الزراعية بمنطقة تسمى أبوصير على طريق سقارة؛ لتكون بعيدة عن المساكن، أسعى لأن يكون جمعية تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعى؛ نظرًا لنَفَاد الموارد؛ حيث يحتاج المكان دائمًا لمصاريف من عمالة وصيانة وطعام.

تقول: إن رعاية الحيوانات والاهتمام بإنقاذها وإسعادها متعة لا يعلمها إلا من حاول تجربتها. لافتة إلى أنه بعد إنقاذ الحيوانات، سواء القطط أو الكلاب، لا يمكن أن أعيدها للشارع مرّة أخرى؛ حيث اعتادت على الحياة الكريمة، وستتعرض لحوادث نتيجة أنها اعتادت على العيش فى مأوى، لذلك لا يمكن أن أعيدها بعد شفائها مرّة أخرى للشارع. وتضيف: يجب على الأهل أن يُعَلموا أطفالهم مَحبة الحيوانات وعدم أذيتها. وتضيف: كل فترة تأتى وفود لزيارة الملجأ.

وعن إحدى قصصها التى لا تنساها تقول: كان هناك ثلاثة جراء حديثة الولادة عثر عليها فى إحدى الترع قمت بإنقاذها بأعجوبة ومعالجتها. وتضيف: إن تعقيم الكلاب والقطط؛ خصوصًا الذكور مفيد جدّا لمنع التكاثر غير المحبب ولتفادى تعرُّض الأطفال للحوادث.

 معجزة!

وتضيف «ليلى خليل»- محامية من محبى رعاية القطط والكلاب وتقطنى الكثير من القطط بمنزلها: إن لإنقاذ الحيوانات متعة خاصة وسعادة لا يعرفها الكثير. وعن أصعب المواقف التى تعرضت لها تقول: كانت لدى قطة سيامى أنجبت ستة من القطط وخرجت ولم تعد، وكانت القطط الصغيرة تبحث عن الرضاعة، فاقترح علىّ البعض أن آخذ قطة شيرازى توفيت أبناؤها حديثا لتقوم بإرضاع القطط كبديل عن أمّها، وبالفعل قامت القطة بإرضاع القطط الصغيرة التى تعلقت بها كثيرًا وبعد شهر عثرنا على القطة التى كانت قد خرجت وكانت تريد إرضاع صغارها وحدثت مشادة بينهما.

وأيضًا أتذكر أن كان لدى قط أصيب بالعمَى وأكد لى الأطباءُ أنه لن يستطيع أن يرى مرّة أخرى، إلا أنه ذات يوم أثناء قيامى بالصلاة جرى نحوى وألقى نفسه فى حضنى وعلمت أنه أصبح يرى جيدًا، وتلك بالطبع معجزة.

 مبادرة إنقاذ

ومن جانبها أكدت دكتورة «غادة حسين»- نقيب الأطباء البيطريين بالإسكندرية- أن الحيوان مخلوق ضعيف يحتاج إلى الرحمة والشفقة والرفق مَهما بلغت قوته أو أصيب بمرض مثل السُّعار.

لافتة إلى أن هناك مشروعًا بحثيّا كانت قد تقدمت به حول ترقيم وتعقيم وتحصين الحيوانات المشرَّدَة من خلال وضع رقم على أذنها بالتعاون مع الأحياء والجمعيات المختصة بالحيوانات وتعقيمها وتحصينها، بحيث يتم تعقيمها مع الحفاظ على السلالة. لافتة إلى أنه لم يُطبَّق بالإسكندرية؛ نظرًا لتكلفته.

وأشارت إلى أن التعقيم بنسب مُعيّنة بحيث يحافظ على السلالة التى تعمل على التوازن البيئى وأيضًا يمنع التكاثر المُبالغ فيه، وتم تطبيق المبادرة الخاصة بى بالبحر الأحمر والمعادى وعدد من الأماكن. لافتة إلى أن هناك سلالات جيدة يمكن تعقيمها ومعالجتها وتصديرها للدول التى تهتم بالحيوانات وليست التى تأكل الحيوانات، فهناك سلالات جيدة كانت تعيش فى منازل وتم تركها فى الشارع؛ خصوصًا فترة «كورونا»، وأيضًا الكلاب التى أصيبت بالسُّعار يمكن وضعها فى أماكن منعزلة حتى تموت بطريقة رحيمة.