الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الفريق أحمد خالد حسن سعيد قائد القوات البحرية لـ«روزاليوسف»: تدمير إيلات الإسرائيلية أول معركة صاروخية بحرية فى العالم

سيظل التاريخ العسكرى البحرى حافظا قيام القوات البحرية المصرية بتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات، كأول معركة صاروخية فى العالم فى 21 أكتوبر 1967، وبمرور 53 عاما على هذه البطولة، تستمر القوات البحرية فى أداء دورها المهم فى حماية السواحل المصرية وحماية الحقوق الاقتصادية والحفاظ على الأمن القومى المصرى بجانب استمرار التطوير والتصنيع مما جعل البحرية المصرية حلما للعديد من الدول لإجراء التدريبات وتبادل الخبرات، واستمرار النجاحات للبحرية المصرية فى أداء واجبها تجاه الوطن والمشاركة فى عملية سيناء الشاملة والقضاء على الهجرة غير الشرعية ومواجهة فيروس كورونا.. «روزاليوسف» حاورت الفريق أحمد خالد حسن سعيد قائد القوات البحرية.. وإلى الحوار.



 

تاريخ القوات البحرية ملىء بالتضحيات والبطولات، فما أسباب اختيار هذا اليوم عيدًا للقوات البحرية؟

-إن يوم 21 أكتوبر 1967، هو يوم العزة والكرامة واستعادة الثقة لقواتنا البحرية، خاصة ولقواتنا المسلحة ولشعبنا العظيم عامة. 

إذ انتفضت فيه جميع أجهزة القوات البحرية وتراصت أركانها كالبنيان المرصوص حين تم رصد اقتراب أكبر الوحدات الإسرائيلية فى ذلك الوقت (المدمرة إيلات) تبحر داخل المياه الإقليمية المصرية فى جولة لاستعراض القوة صلفاً وغروراً، وعلى الفور صدرت الأوامر بتنفيذ الهجوم على المدمرة الإسرائيلية إيلات. 

ففى هذا اليوم المجيد، تم تنفيذ هجمة بحرية مصرية مفاجئة ومباغتة بعدد (2) لنش صواريخ على المدمرة إيلات، وكانت الضربة قاصمة، دوت أصداؤها ليس فقط على صعيد الصراع العربى الإسرائيلى، وإنما فى جميع أنحاء العالم. وتم إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات. وسبقت القوات البحرية المصرية بحريات العالم فى خوض أول معركة صاروخية بحرية فى العالم فى ذلك الوقت.

 هل تم التعاقد على أنظمة جديدة فى ظل السياسة المتبعة لتنويع مصادر السلاح؟ وما مدى ارتباط هذه السياسة بتأمين الأهداف الحيوية بالبحر المتوسط والبحر الأحمر؟

- فى ظل التحديات الخاصة بالأمن البحرى فى منطقة الشرق الأوسط، وتعدد الصراعات الناتجه عن التغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتأثيرها على الأمن القومى المصرى والعربى، كان قرار القيادة السياسية للدولة بتطوير القوات المسلحة المصرية بما يتناسب مع تقديرات دقيقة تتجه نحو المهام المستقبلية للقوات البحرية ضمن رؤية استراتيجية شاملة.. حيث سعت إلى تطوير إمكانيات القوات البحرية، وذلك بالتعاقد على أحدث الوحدات البحرية ذات النظم القتالية والفنية المتطورة، من ضمنها: امتلاك مصر لحاملات المروحيات طراز (ميسترال)، والفرقاطات الحديثة طراز (فريم - جوويند - ميكو 200) والغواصات طراز (209 / 1400) مما كان له الأثر على إحداث نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية، وجعلها قادرة على استمرار تواجد وحداتها البحرية بالمياه العميقة، والحفاظ على مقدرات الدولة بالمناطق الاقتصادية الخالصة. كما ساهم ذلك فى التأكيد على الثقل الإقليمى لجمهورية مصر العربية، وجعل قواتنا البحرية نقطة اتزان لاستقرار مسرحى البحر المتوسط والأحمر.

 القوات البحرية تقوم بالتصنيع المشترك لعدد من القطع البحرية مثل الفرقاطة (الأقصر) من طراز (جوويند) ولنشات المرور الساحلى والريبات المقاتلة.. كيف ترى مستقبل هذه الصناعات؟

- إن التصنيع المشترك الذى تقوم به القوات البحرية ساهم بشكل مباشر فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية، والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية، مما يسهم فى دعم الأمن القومى المصرى، فى ظل التهديدات المحيطة بالدولة المصرية حاليًا. ويعتبر التصنيع المشترك أول خطوة على طريق النجاح، حيث أحدث نقلة تكنولوجية كبيرة فى تطوير التصنيع بما تتطلبه من أجهزة ومعدات وتأهيل عنصر بشرى يسهم فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية، وتتمكن الأيدى العاملة المصرية من اكتساب الخبرات والحصول على المعرفة والخبرة من الشريك الأجنبى حتى تصل بإذن الله إلى مرحلة التصنيع بأيدٍ مصرية بنسبة 100 %.

تم تسليح القوات البحرية وتزويدها بصفقات على درجة كبيرة من الأهمية، فهل لذلك ارتباط مع تطوير البنية التحتية والإنشائية للقوات البحرية حالياً؟ وما الغرض من إنشاء قواعد جديدة؟

- اتساقاً مع قيام القوات البحرية بزيادة قدراتها فى مجال وانضمام وحدات بحرية حديثة، فإن زيادة القدرات فى الصيانة والإصلاح يتم على التوازى بإنشاء قواعد جديدة لاستقبال أكبر عدد من القطع البحرية، وكذا توفير قواعد لوجيستية ومناطق ارتكاز لوحدات قواتنا البحرية لتوفر الانتشار المناسب والمتوازن بمسرحى العمليات البحرى (المتوسط/الأحمر)، بما يمكنها من دفع الوحدات البحرية فى اتجاه التهديد فى أقل وقت ممكن. 

وقد تم تطوير وإنشاء قواعد بحرية جديدة بتصميم يفى بمطالب جميع الوحدات البحرية الحديثة تزامناً مع إعادة تنظيم القوات البحرية فى أسطولين وعدد من الألوية البحرية التابعة لها وانضمام الوحدات البحرية الحديثة (حاملات الطائرات المروحية - فرقاطات - لنشات - صواريخ - غواصات)..حيث تم إنشاء قاعدة برأس بناس البحرية وقاعدة 3 يوليو البحرية بجانب قاعدة شرق بورسعيد البحرية.

 كيف يتم إعداد وتأهيل مقاتلى القوات البحرية وطلبة الكلية البحرية للتعامل مع هذه المنظومات؟

- سعت القيادة العامة للقوات المسلحة إلى الإرتقاء بالفرد المقاتل بإعتباره الركيزة الأساسية فى منظومة الاستعداد القتالى للقوات المسلحة، ومن هذا المنطلق أنشأت القوات المسلحة معهد ضباط الصف المعلمين، وهو معنى بتأهيل الفرد المقاتل، ليكون قادراً على إستيعاب التطور العالمى فى مجال التسليح والتعامل مع المنظومات الحديثة. 

وتسعى القوات البحرية للاستمرار فى تأهيل وإعداد الكوادر المختلفة من ضباط الصف فى جميع التخصصات والمستويات من خلال وسائل التعليم الحديثة على يد ضباط متخصصين فى هذا المجال.

بالنسبة للضباط يتم تأهيلهم بدءاً من التقدم للكليات العسكرية، ويتم تأهيل الضباط فى المراحل المختلفة منذ دخوله الخدمة حيث يخضع إلى أحدث نظم التعليم المتطورة والمواكبة للتكنولوجيا الحديثة أثناء الدراسة، وتدريبه العملى لفترات طويلة أثناء الإبحار على أحدث الوحدات البحرية المصرية.

وينتقل بعد ذلك الضابط إلى مرحلة التدريب طوال فترة الخدمة والتى تستمر منذ تخرجه حيث يستمر تأهيله من وقت إلى آخر فى معهد الدراسات العليا البحرى، بالإضافة إلى إيفاده إلى العديد من البعثات والمأموريات للتدريب التخصصى مع كبرى دول العالم لمواكبة التكنولوجيا المتطورة. ويعتمد جزء كبير من تدريب الضباط والأفراد على الاشتراك فى التدريبات المشتركة والتدريبات العابرة مع الدول المختلفة.

قامت القوات البحرية ضمن منظومة القوات المسلحة على مدار الفترة الماضية بالعديد من المهام لحماية ركائز الأمن القومى المصـرى والعربى، ويظهر ذلك من خلال عملية (إعادة الأمل)، حدثنا عن الدور الذى تشارك به القوات البحرية فى تلك العملية؟

- تشارك القوات البحرية فى العملية (إعادة الأمل) من منطلق تحقيق مفهوم الأمن البحرى حيث يتضمن الأمن البحرى عناصر مختلفة، بداية من حرية الملاحة البحرية إلى القدرة على التصدى للتهديدات التى تشكلها القرصنة والإرهاب والاتجار بالمخدارت والتهريب بالبحر، خاصة تهريب الأسلحة حيث استوجب ذلك تغيير المفهوم التقليدى للأمن المبنى على قدرة الدولة على حماية أرضها وحدودها البحرية فى مواجهة أى تعدى، لذلك أصبح هذا المفهوم غير كافى لحماية مقدرات الدولة وأستوجب ضرورة التواجد بمناطق السيطرة البحرية والتى تعتبر حاكمة على الممرات الملاحية وخطوط الملاحه وتحقيق الحماية للمجرى الملاحى (قناة السويس) كونه شريانا ملاحيا عالميا، لذلك وجب على القوات البحرية المحافظة على استمرار تدفق الملاحة الآمنة فى هذا الشريان الحيوى بدايةً من مضيق باب المندب ومروراً بالبحر الأحمر، كما تقوم القوات البحرية بدعم الأمن القومى العربى عند باب المندب بالمشاركة فى العملية (إعادة الأمل) لمساندة الدول العربية الشقيقة فى تأمين مصالحها القومية وحماية أمنها القومى فى ظل المتغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتقوم القوات البحرية المصرية بتنفيذ مهام إنفاذ القانون بالبحر بمنطقة باب المندب، كذلك تقديم الحماية للسفن التجارية أثناء عبورها مناطق التهديد، حيث قامت القوات البحرية المصرية بتأمين وحراسة الكثير من ناقلات البترول والسفن التجارية واعتراض السفن المشتبه بها لتلك بالمنطقة.

 ما الكلمة التى يود قائد القوات البحرية أن يوجهها لأبنائه من رجال القوات البحرية والشعب المصرى بهذه المناسبة؟

- أوصيهم بالاستمرار فى المحافظة على الكفاءة القتالية للأفراد والمعدات واليقظة التامة والإدراك العالى لمستجدات المرحلة التى تمر بها مصر للحفاظ على مكتسبات الشعب المصرى والحفاظ على الاستعداد القتالى العالى لقواتكم البحرية، لتكونوا جاهزين فى أى وقت لتنفيذ المهام الموكلة إليكم من القيادة العامة للقوات المسلحة بحرفية وقوة وإصرار جديرين بثقة الوطن فيكم ومستحقين للقب خير أجناد الأرض.