الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ياعار الصحافة

وضعت الوزارة بينها وبين الماضى حجابًا كثيفًا، فنسيت أو تناست أنها كانت فى صفوف المعارضة، وكان أقطابها يُحرّضون الصحف والصحفيين- ونحن منهم- على مهاجمة خصومهم الوزراء والنَّيْل من كراماتهم ويستفزون الصحفيين- ونحن منهم أيضًا- للولوغ بأقلامهم فيما يجوز وفيما لا يجوز، بدعوَى أن الغاية تبرر الواسطة.



وكان دولة بارك الله فيكم، يعجب بالكاتب الذى يحشو مقاله بالشتائم المنتقاة الموجّهة إلى خصومه، ولا يتورع عن إبداء إعجابه بهذه الشتائم والتعبير عن هذا الإعجاب بالضحكات العالية التى طالما ارتجت لها جدران منزله!

لكن الوزارة وضعت بينها وبين الماضى الحجاب الكثيف، وعادت ترتدى مسوح التقى والورع، وتبكى بدموع وكيل داخليتها البرلمانى، على الفضيلة والآداب والأخلاق وحمايتها من الصحافة.

بكت الوزارة على الكرامات والأعراض، بعد أن كانت الكرامات والأعراض فى آخر القائمة، وراحت تتذرع بهذه الوسيلة إلى تقييد الصحافة بقيود ثقيلة جديدة حتى يتسنى للوزارة أن توقع بخصومها من رجال الصحافة بدعوَى نشر الأنباء التى تعكر مزاج الوزارة.

وللوزارة أن تقيم بناءَها على أساس من العدوان والعسف والاستبداد، ولها أن تسن ما شاءت من قوانين ظالمة جائرة إذا كان فى هذا ما يطيل أجلها، فليس يعنينا من هذا كثير أو قليل.

ولكن الذى يعنينا هو سكوت بعض الصحفيين عن التعليق على أمثال هذا القانون الجائر وأن يدفع بها سكوتها إلى الرقص على رنين القيود وصلصلة السلاسل والأغلال.

يا عار الصحافة ولطخة العار فى جبينها!

روّجوا لإذلالكم ما دام رنين النقود يطغى على رنين القيود وانفخوا فى الطبول مرحبين بالذلة والمهانة.. وانبحوا زملاءكم الذين يقفون لصد تيار الطغيان، وانهشوا لحومهم بأنيابكم المسعورة ما دام فيما تفعلون إرضاء لسادتكم وأولياء نعمتكم وأصنامكم الذهبية التى تعبدونها من دون الله.

ولننتظر يوم أن تدور الدوائر، وإذا بكم فريسة لما تطبلون له الآن.

وإن هذا اليوم لقريب!

أمّا الآن فإن المعارضة النزيهة تقوم بواجبها وستمضى فى طريقها ولتفعل الوزارة القوية بها ما تشاء.

وسيكون الجمهور هو أول محطم لقيود استثنائية وضعت فى زمن وزارة قامت على أكتاف الشعب ثم تولاها غرور المنصب وجاه السُّلطان فتنكرت لكل من يجأر برأيه الحُرّ الصريح.

وسنرى وترون!!