الصراعات الحزبية والخريطة السياسية الجديدة فى البرلمان

كشفت انتخابات المجالس النيابية «الشيوخ والنواب»، عن تغيير كبير فى خريطة الحياة السياسية والحزبية تحت القبة البرلمانية، إذ تسببت الصراعات والخلافات داخل الأحزاب الليبرالية، فى تغيير المشهد تماما، كما انعكست على واقع هذه الأحزاب، ودورها فى الحياة السياسية.

 

استقالات المصريين الأحرار

بمقارنة الواقع الحالى للقوى السياسية بما حدث فى الانتخابات البرلمانية السابقة، نجد تراجعا شديدا لأحزاب كانت فى المقدمة، وظهور قوى أخرى جديدة حصلت على موقع جديد فى الحياة السياسية.

شهد حزب المصريين الأحرار، خلال الشهور الماضية، استقالات داخلية، انتهت باستقالة رئيس الهيئة البرلمانية للحزب د. أيمن أبو العلا، بعد انتهاء انتخابات مجلس الشيوخ، اعتراضا على ما وصفه بسوء إدارة د.عصام خليل للحزب، خلال الفترة الأخيرة. 

وقال د. أبو العلا وقتها إن «الإدارة تسببت فى إضعاف وإغراق حزب كان له شأن سياسى كبير.. نتيجة جهد سنوات من أعضاء الحزب فى جميع المحافظات»، مضيفًا: «د. عصام خليل ينتحر سياسيا بدون مبرر بعدم خوض كوادره لانتخابات الشيوخ، وارتكب سلسلة من الأخطاء منها التخلص من الأعضاء الداعمين للحزب للاستئثار بالسلطة، وتقليص أعداد الهيئة البرلمانية الحزب من 64 نائبا لـ 9 نواب، وغلق كثير من المقرات فى الشارع مما أثر على نشاط الحزب فى الشارع، بل تحول من حزب المصريين الأحرار، إلى حزب عصام خليل ومن حوله، وهو ما يتعارض مع المبدأ الديمقراطى الذى قام الحزب على أساسه». 

وأشار الدكتور أيمن أبو العلا إلى أن «عصام خليل، رفض دخول القائمة الوطنية فى انتخابات مجلس الشيوخ، زعما منه أنه يعترض على أمور تخص عدد المقاعد، وهو أمر غير حقيقى، وقام بفصل الأعضاء الذين دخلوا انتخابات مجلس الشيوخ تعسفيا، بعدما رفض تشكيل لجنة للتنسيق مع القوى السياسية الأخرى بخصوص انتخابات مجلس الشيوخ أو النواب»، موضحًا أنه رفض الاستماع لأعضاء الهيئة البرلمانية والمكتب السياسى.

ويخوض أبو العلا الانتخابات الآن من خلال القائمة الوطنية، بقطاع الجيزة والصعيد.

فى السياق نفسه، أدت مقاطعة حزب المصريين الأحرار لانتخابات الشيوخ، فى أزمة داخلية شديدة للحزب، حيث تسببت فى المزيد من الاستقالات الداخلية، وأعلن نوابه الحاليون خوض الانتخابات مستقلين، أو الانتماء لأحزاب أخرى، بعدما حصل انتخابات البرلمان الماضية على 65 مقعدا. 

ورد رئيس حزب المصريين الأحرار، د.عصام خليل، على د.  أيمن أبو العلا، قائلا: «الحزب سيخوض الانتخابات على المقاعد الفردية». 

 

مخاليف: على «المصريين الأحرار»  أن يبدأ من الصفر

 

من جانبه، قال النائب عاطف مخاليف، المستقيل من حزب المصريين الأحرار، والذى يخوض الانتخابات مستقلا: «المصريين الأحرار كان حزب الأكثرية فى الانتخابات الماضية، وفى عام 2018  شهد الحزب أزمات ومشكلات داخلية انتهت بتفكك الحزب». 

وأضاف مخاليف لـ«روزاليوسف»: «أغلب النواب الحاليين تركوا الحزب وانضم بعضهم لحزب مستقبل وطن.. فيما ظل البعض الآخر مستقلا، لأنهم وجدوا الحزب ينهار، ويتراجع دوره وتمثيله وتواجده خلال الفصل التشريعى الأخير بالتحديد، كما غاب عن انتخابات الشيوخ، وعزف عن المشاركة فى القائمة الوطنية للنواب». 

وعن مقاطعة الحزب لانتخابات الشيوخ أوضح مخاليف: «من تركوا الحزب مثل د. أيمن أبو العلا وغيره من النواب رفضوا مبدأ المقاطعة الذى حدث فى معركة الشيوخ، وتكرر نفس الخطـأ فى النواب، وبذلك يشهد الحزب انهيارًا سياسيًا واضحًا، ولا يوجد تمثيل للحزب الذى انتهى بسبب إدارته المتمثلة فى شخص د.عصام خليل». 

واستطرد مخاليف: «حتى يعود الحزب للحياة السياسية مجددا عليه أن يبدأ من الصفر لأنه انهار وعليه أن يجرى انتخابات داخلية».

 

الصراعات تعجل بانتخابات رئاسة الوفد

 

وبسبب الانتخابات البرلمانية، شهد حزب الوفد أيضًا صراعات داخلية، أدت للدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة على رئاسة الحزب، الذى يرأسه المستشار بهاء أبو شقة، إذ انقسم الحزب لجبهتين: الأولى تابعة للمستشار بهاء أبو شقة، والثانية تعارضه، ما دفع بعض أعضاء الحزب لخوض الانتخابات كمستقلين. 

وكلف رئيس الحزب، المستشار بهاء أبو شقة، السكرتير العام للحزب، باتخاذ الإجراءات اللازمة لانتخاب رئيس جديد للحزب، لتبدأ الأزمة بعدما طالب بعض الأعضاء، بعدم خوض الانتخابات البرلمانية، على القائمة الوطنية، وهو ما رفضه البعض الآخر.

ومن المقرر دعوة الجمعية العمومية فى الوفد يوم 16 أكتوبر القادم للنظر فى قرارات رئيس الوفد، حيث يعد منصب رئيس الحزب خالياً بداية من يوم 17 أكتوبر، على أن يتخذ السكرتير العام الإجراءات اللازمة لانتخاب رئيس جديد، طبقاً لما تقضى به المادة 21 من اللائحة الداخلية.