الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شهادات دكتوراه فى «حتى».. وأخواتها!

«دكتوراه فى حتى»، من منا لا يتذكّر أهم مشاهد فيلم «الأيدى الناعمة» التى دارت بين الفنان أحمد مظهر والفنان صلاح ذو الفقار، حينما برر ذو الفقار للبرنس شوكت-أحمد مظهر-  عدم مقدرته على العلاج بأنه ليس طبيبًا، ولكن يحمل الدكتوراه فى أحد حروف اللغة العربية، وهو حرف «حتى».



الحوار الكوميدى الذى دار قبل نحو 65 عامًا، وكان مكتوبًا من أجل الترفيه والسخرية، أصبح اليوم واقعًا فى العديد من المجالات البحثية، فى ظل حالة الجنون التى انتابت بعض العلماء والباحثين فى أطروحاتهم العلمية، لنجد عشرات الأبحاث والدراسات العلمية الموجودة فى أَشهَر مكتبات وجامعات العالم، يمكن تسيمتها أنها «أخوات حتى»، لغرابتها وطرافة بعضها، بحسب تصنيف برنامج «Online Ph.D. Programs» المهتم بنشر ومساعدة الباحثين حول العالم، والذى رصد أغرب الأوراق البحثية فى العالم.قفزة البرغوث

تعتبر البراغيث صاحبة أطول قفزة فى مملكة الحيوانات والحشرات؛ حيث يتراوح طول جسم البراغيث بين 0.06 و0.13 بوصة، لكن يمكنه القفز لمسافات أفقية تزيد 100 مرة عن تلك الأرقام، لكن هل جميع البراغيث تقفز نفس المسافات؟ لمعرفة أيهما سينتصر؛ براغيث الكلاب أم براغيث القطط، سجَّل باحثون من فرنسا مقارنة بين جهود القفز لمجموعة من كلا النوعين، ونُشر البحث عام 2000 تحت اسم «مقارنة أداء القفز لبراغيث الكلاب والقطط»، حيث توصل البحث إلى أن براغيث الكلاب هى الفائزة بأبعد قفزة، وفى 2008  حصل فريق البحث على جائزة «Ig Nobel» فى فئة علم الأحياء، وهى جائزة تُقدَّم لمن يقومون بإنجازات بحثية هدفها إضحاك الناس.

 

سرقة الأخلاق

فى عام 2009، نُشِر بحث فى مجال «علم النفس الفلسفى»، كشف أن الكتب المتعلقة بالأخلاق أكثر عُرضة للسرقة من رفوف المكتبات الجامعية من الكتب المماثلة فى الموضوعات الفلسفية الأخرى، ونُشر البحث فى جامعة كاليفورنيا تحت اسم «هل يسرق الأخلاقيون المزيد من الكتب؟»، وكشف أستاذ الفلسفة فى «ريفرسايد» الدكتور إريك شويتزغيبل، أن كتب الأخلاق الباطنية الحديثة كانت «أكثر عُرضة للسرقة بنسبة 50 % مقارنة بالكتب الفلسفية الأخرى.

الملابس الداخلية

رغم أن الأطفال يعرفون أن الملابس الداخلية المبللة غير مريحة؛ فإن سبب ذلك ظل دون إجابة حتى عام 1994، عندما نشرت  مجلة «Ergonomics»  تأثير الملابس الداخلية  الرطبة على استجابات التنظيم الحرارى والراحة الحرارية فى البرد، لمؤلفين هما «مارثا كولد باكيفيج» من جامعة «SINTEF Unimed» فى تروندهايم بالنرويج و«روث نيلسون» من جامعة «كونجينز لينجبى» فى الدنمارك، بعد أن قاما بالتحقيق فى «تأثير الملابس الداخلية الرطبة» من خلال مراقبة الجلد ودفء الأمعاء، وفقدان الوزن لـ8  ذكور بالغين يرتدون ملابس داخلية مبللة أو جافة فى ظروف باردة محكومة، بصرف النظر عن «تأثير التبريد الواضح للملابس الداخلية المبللة على استجابات التنظيم الحرارى والراحة الحرارية»، واكتشف البحث أن سُمك الملابس الداخلية كان له تأثير أكبر على هذه العوامل من المواد المستخدمة فى صنع الملابس. 

صداع الطيور

عام 2002 نُشر فى المجلة البريطانية لطب العيون، بحث بعنوان «علاج للصداع» قام به «إيفان شواب»، طبيب عيون فى جامعة كاليفورنيا، عرض تفاصيل مجموعة الصفات الفسيولوجية التى طورها نقار الخشب لتجنب تلف الدماغ والنزيف أو انفصال العينين عند دق مناقيرها فى الأشجار بمعدل يصل إلى 20 مرة فى الثانية، 12000 مرة فى اليوم، وبرر عدم إصابة نقار الخشب بالصداع لجمجمته العريضة للغاية وعضلات فكه القوية، كما أن نقار الخشب لديه دماغ «صغير نسبيًا» وهو ما يفسر الكثير على الأرجح.

البعوض يحب الجبن

البعوض آفة مدمرة، ورغم أنه من المعروف أن زفير ضحاياه لغاز ثانى أكسيد الكربون بمثابة دعوة مقنعة للغاية للبعوض لتناول العشاء؛ فإن الإشارات الأخرى ذات الرائحة الكريهة لم يتم توثيقها، ونُشر فى «The Lancet» بحث لبرات كنولز عام 1996 حول الرائحة البشرية وبعوض الملاريا وجبن ليمبورجر، وصف عالم الحشرات كيف أظهر بعوض Anopheles gambiae الأكثر انتشارًا فى أفريقيا والمسبب لمرض الملاريا، تحيزًا شديدًا لمص دماء أقدام وكاحلى الإنسان.

وأظهر البحث أن هذا البعوض يمكن أن ينجذب إلى جبن ليمبورجر ذى الرائحة النفاذة، وهو نوع نتن من الجبن يشترك فى العديد من الخصائص مع رائحة أقدام الإنسان، ما يوفر إمكانية استخدامه كطعم اصطناعى لاصطياد البعوض.

مقارنة الأوزان

لفهم أن كيلو من الرصاص وكيلو من الريش يزنان نفس الشيء، لا يتطلب شهادة فى الفيزياء أو الفلسفة  ومع ذلك فإن مسألة ما إذا كان الناس نفسيًا يشعرون بالشيء نفسه أم لا أقل وضوحًا، لفحص هذا، استعان باحثون من قسم علم النفس فى جامعة ولاية إلينوى بمساعدة 23 متطوعًا معصوبى الأعين، وسجلوا تصوراتهم عن وزن رطل من الرصاص أو رطل من الريش الموجود داخل صناديق من نفس الشكل والحجم، ونشرت  الدراسة فى عام 2007 ، الغريب أن المشاركين صنفوا رطل الرصاص على أنه يبدو أثقل.

سر راقصات التعرى

استعان فريق من جامعة «نيو مكسيكو» بقيادة عالم النفس التطورى «جيفرى ميلر» بـ 18 «راقصة تعرى» محترفات، لتوثيق دورات التبويض للراقصات وأرباحهن المالية طوال 61 يومًا، ونُشر البحث فى عام 2007 تحت اسم «تأثيرات دورة التبويض على أرباح الراقصات؟»  لاحظوا وجود علاقة واضحة بين الشبق الجنسى والدخل المالى من الإكراميات للراقصات، وهو ما سمَّاه الباحثون «أول دليل اقتصادى مباشر لأهمية الشبق الجنسى فى الإناث فى الوقت المعاصر».

فلسفة «ليدى جاجا»

ترى ليدى جاجا نفسها كفنانة أكثر من كونها مجرد مغنية؛ حيث أطلقت اسم «Artpop» على ألبومها الثالث، وفى العام الماضى أعربت عن رغبتها فى «جلب ثقافة الفن المعاصر إلى عالم موسيقى البوب ​​فى رحلة استكشافية باسم «وارهوليان»، لكن هل يرى أى شخص آخر ما تراه جاجا فى نفسها؟ 

فى عام 2012، قرر عمرو القاضى الطالب بجامعة كامبريدج، كتابة مقدمة لبحث ببضع كلمات نحو 10 آلاف كلمة حول الموضوع فى أطروحته الجامعية الأخيرة، التى تبحث فى مكانة ليدى جاجا فى تاريخ الفن الشعبى ودورها كصوت للنقد الثقافى،  واجهت الفكرة فى البداية بعض المقاومة من قسم تاريخ الفنون فى كامبريدج وبعد عدة اجتماعات، تم توفير العديد من روابط «YouTube» لمقاطع فيديو للمغنية مثل فيديو أغنيتها «الهاتف» الذى أظهر جمالية ما بعد الحداثة على حد وصف عمرو،  وأغنية «القليل من العمل» ما أقنع أساتذة القسم وتم السماح بإجراء البحث.

الدجاج يحب الجمال

حاولت ورقة بحثية فى عام 2002 بجامعة «ستوكهولم» الكشف عن ما إذا كان «الدجاج يفضل البشر جميلى الخلقة»، من خلال دراسة 6 دجاجات تم تدريبها على التفاعل مع صور الوجه للإنسان العادى لذكور وإناث، وتم اختبارها بعد ذلك على سلسلة من الصور تتراوح من الوجه العادى إلى الوجه بخصائص ذكورية أو أنثوية مبالغ فيها، المدهش أن الدجاج «أظهر ميلًا للوجوه التى تتفق مع الميول الجنسية للإنسان، حيث زعم الباحثون أن ذلك دليل على فرضية أن تفضيلات الإنسان لا تنبع من «التكيفات الخاصة بالوجه» ولكن من «الخصائص العامة للجهاز العصبى» والتى قد يكون هناك أوجه شبه فيها بين الإنسان والكائنات الأخرى.

مزاج النحل

فى ورقة بحثية نشرت عام 2009 بعنوان «آثار الكوكايين على سلوك رقص نحل العسل» ، قام فريق من الباحثين فى جامعة إلينوى فى أوربانا شامبين، بتحليل كيفية تأثر نحل العسل بجرعات منخفضة من الكوكايين؛ ووجد الفريق أن إعطاء الكوكايين دفع النحل إلى الدوران بشكل أسرع بنسبة 25 % والرقص بشكل أكثر غزارة ولفترة أطول. 

الجنس مع الروبوتات

حصل خبير الشطرنج البريطانى الدولى،  دانيال ليفى على درجة الدكتوراه حول «العلاقات الحميمة مع الشركاء المصطنعين» - خيال علمى مضحك، أم حقيقة علمية جادة؟ من جامعة ماستريخت عن أطروحته التى غطت علم الاجتماع وعلم النفس والذكاء الاصطناعى والروبوتات، متوقعًا أن حب الإنسان الآلى والزواج أمر لا مفر منه بحلول عام 2050.