الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وثائق التكفير!

على مدار اليومين الماضيين وحتى مثول المجلة للطبع.. كثَّفت جماعة الإخوان (الإرهابية) من جرعة رسائلها التحريضية الموجهة لأفراد صف التنظيم الإرهابى (خصوصًا صغار السن)؛ إذ ركزت تلك الرسائل على التمسك بمفهوم «جاهلية المجتمع» و«مبادئ الفكر المتطرف»، و«الاستعلاء الإيمانى» فى مواجهة الدولة المصرية؛ استعدادًا لما وصفوه بـ«جمعة الغضب» أمس (25 سبتمبر).



 

.. وكان من بين الرسائل [المتنوعة] التى تم بثها لأفراد الصف، «أربع رسائل» اكتسبت كل منها أهمية خاصة بالنسبة لأفراد الجماعة.. إذ كانت تلك الرسائل، على سبيل الحصر، وتتابع الصدور أيضًا:

(أ) - انتصار الإيمان (وهى أول رسائل اللجنة الإدارية التى شكلها «إبراهيم منير» القائم بعمل المرشد)؛

(ب) - الواجبات الخمسة (وهى رسالة تربوية كتبها القيادى بالتنظيم الإرهابى «صلاح سلطان»)؛

(ج) - «الإخوان» وتلقى الضربات (وهى جزء مقتطع من كتاب: «تساؤلات على طريق الدعوة» لمرشد الجماعة الإرهابية الأسبق «مصطفى مشهور»)؛

(د) - يقظة الروح: الإيمان والعزة والأمل (وهى جزء من رسالة «نحو النور» لمؤسس التنظيم الإرهابى «حسن البنا»).



 

1 - حاكمية «قطب».. وجاهليته:

 

بحلول ظهر الأربعاء الماضى صدرت رسالة «انتصار الإيمان» بمقدمة تعكس حالة «جنون العظمة» التى باتت تسيطر على قيادات التنظيم (المترنح).. إذ جاء فيها ما نصه: «تذكروا ولا تنسوا أن الحیاة بدأت عندما بدأتم وستنتهى عندما تنتهون، فأنتم البدایة لحیاة لا نهایة لها كما هى الرسالات السماویة وكما هى الثورات التاریخیة التى غیّرت معالم التاریخ؛ لیكون تاریخكم كما هم العظماء، ففى كل الأوطان هناك عظماء فاذكروهم لتغیروا مجرى الحیاة كما هم غیروا تاریخ البشریة، وكان البعض ینظر لهم فى البدایة على أنهم ضحایا أو وقود، ولكن استمرارهم وإصرارهم وعزیمتهم التى لم تلِن جعلتهم منارات شامخة وأصبحوا كالشمس الساطعة على الأوطان» (!)

وتابعت مقدمة الرسالة: «اذكروا غاندى ونلسون ماندیلا ومارتن لوثر كنج فأنتم كبار مثلهم، وأعظم بإیمانكم وانتسابكم إلى الله إن استمررتم وطاولتم هؤلاء الكبار لئلا تصغروا.. فبدایاتكم مثل بدایاتهم، وما تسعون له هو نفسه ما سعوا له، فالأمل بكم وما يؤهلكم للعطاء ریعان شبابكم المزهر كما هو زهر الربیع.. فلا تقبلوا إلا بالربیع الدائم، وتذكروا من رحم الآلام تولد الآمال.. فالعظماء لا تهزمهم أخطاؤهم؛ وإنما تنحنى السنبلة لأنها مثقلة كما تكون مرونة الكبار مع العواصف».

.. وهو ما يعنى أن التنظيم (الإرهابى) يدعو شباب الجماعة (وأشبالها) بشكل مباشر، لاستحضار روح المواجهة، عبر التلاعب بمشاعر النشء وتصوير الأمر أمامهم وكأنهم يطاولون أصحاب ثورات التغيير الكبرى قامة.. بل إنهم يتجاوزونهم بانتسابهم لله (على خلاف أولئك القادة!).

.. وجريًّا على منوال «الاستعلاء الإيمانى» السابق، يكشف تتابع اقتباسات الرسالة سيطرة التوجه القطبى (نسبة إلى سيد قطب) على أغلب مخرجات التنظيم خلال المرحلة المقبلة.. إذ كان من بين ما جاء بالرسالة:

• مضت سنة لله: أن یعرى الاستعلاء بالإیمان أهل الباطل، ویكشف ضعفهم وزیفهم، وخواء نفوسِهم، وحقارة ما یعظمون؛

• إن المؤمن الصادق مهما تبدلت الأحوال، وتغیرت الظروف، فلا یفارقه الشعور بأنه الأعلى، مَهما كانت الغلبة والدولة للباطل؛

• اذكروا أن الدنیا جمیعًا تترقب جیلًا من الشباب الممتاز بالطهر الكامل، والخلق القوى الفاضل، فكونوا أنتم هذا الشباب ولا تیأسوا.



   2 -  واجبات «سلطان» الخمس:

 

بعد ساعات قليلة من بث «رسالة انتصار الإيمان» (أى فى عصر الأربعاء)، بث القيادى المتطرف «صلاح سلطان» رسالته لأفراد الصف.. وركز سلطان هو الآخر على ترسيخ حالة «الاستعلاء الإيمانى» لدى أفراد الصف.. وأنهم المستخلفون فى الأرض فى وجه من يحاربون «دين الله» (!)

.. وقال «سلطان» فى رسالته: لا یزال خلیفة لله من أصفیاء الأصفیاء یتقلب بین أدوات خمس تشغله وفق منهجیة }فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ{.. فإذا فرغت من واجب فانصب لغیره، ومن جانب لآخر، ومن فضائل ونوافل إلى فروض وواجبات، وهذه الأدوات الخمسة هى:

(أ) - العلم بهذا الدین ... }خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ{ لیصل إلى }وَالرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ{؛

(ب) - العمل بهذا الدین... }إِذْ قَالَ لَه رَبُّه أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِینَ{؛

(ج) - الدعوة إلى هذا الدین... }وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّه وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِینَ{؛

(د) - الدفاع عن هذا الدین بكل ما یملك }وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِیلِ الله أُولَائِكَ هم الصَّادِقُونَ{؛

(هـ) - توریث هذا الدین لنوعین: أولاده من صلبه نسبًا ورحمًا وعصبة، وأولاده من قلبه من شباب الأمة وفتیاتها لیصل إلى }مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِى{، }وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِیَةً فِى عَقِبِه لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ{.

.. وبصورة إجمالية فإن ما يقوله «سلطان» يتطلب بالتبعية إسقاط صفة الإسلامية (أو موافقة الدين ذاته) عن كل من هو خارج إطار التنظيم.. وهو التنظيم المنوط به -وفقًا لزعم العقيدة الإخوانية- حماية الدعوة وتوريثها للنسل وشباب الأمة(!)



3 -من البنا إلى مشهور:

 

مساء اليوم التالى لبث الرسائل السابقة (أى أمس الأول/ الخميس)، أردف التنظيم برسالتين [مُجتزأتين] لكل من مرشد التنظيم المؤسس (حسن البنا)، ومرشدها الأسبق «مصطفى مشهور»؛ للإجابة -بشكل ضمنى- على بعض تساؤلات الصف، مثل: متى يستخدم الإخوان العنف، أو ما هى مسئولية «قيادة التنظيم» عن الأخطاء التى حدثت؟

.. وتحت عنوان: «هل هو خطأ القيادة؟» تترك الرسالة الإجابة لمصطفى مشهور (من كتاب «تساؤلات على طريق الدعوة»)؛ إذ يقول مشهور: «فى جو المحن ومع طول أمدها يتهيأ الجو لتساؤل آخر، وربما يثيره البعض كتشكيك, وهو: هل هذه المحن والضربات نتيجة أخطاء وقعت فيها القيادة؟ وهل كان من الممكن تفاديها؟.. ونعود أيضًا إلى السيرة لنجد فيها الإجابة.. فنجد أن ما تعرض له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته من إيذاء وتعذيب لم يكن نتيجة أخطاء وقعوا فيها، ولكنه الموقف الطبيعى لأعداء الله من دعوة الله والدعاة إلى الله.. إنهم يحسون فيها الخطر على باطلهم وعلى سلطانهم القائم على البغى والظلم، ويعلمون أن فى قيام دعوة الحق وانتصارها قضاء على باطلهم وهزيمة لهم، فهم لذلك يحاربونها ويحاولون القضاء عليها قبل أن تقضى عليهم، لكنهم يفشلون فى ذلك لأنها دعوة الله ونور الله، ولن يطفئ نور الله بشر: }يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون{».

أى أن التنظيم الإرهابى كان يسعى عبر هذا الاقتباس المباشر إلى تحقيق أكثر من هدف لدى أفراد الصف (المغرر بهم) من حيث الأصل، وإعادة توجيههم باستمرار فى مواجهة الدولة.. ومن بين تلك الأهداف: (تصدير المظلومية/ امتلاك الحقيقة المطلقة/ دعوة الإخوان هى دعوة الله/ محنتها عداء من خصوم الله «الكافرين»).

.. وهى صورة تكتمل -يقينًا- بالاقتباسات المقتطعة من رسالة «نحو النور» لمرشد التنظيم المؤسس (حسن البنا).. إذ أرسى البنا فكرة تقول أن الإسلام لم يعد موجودًا.. وأن دعوته هى إعادة إحياء لدعوة الإسلام (الغائبة).. وفى هذا يقول: «إننا نتحرى بدعوتنا نهج الدعوة الأولى ونحاول أن تكون هذه الدعوة الحدیثة صدى حقیقیًا لتلك الدعوة السابقة التى هتف بها رسول الله فى بطحاء مكة قبل ألف ومئات من السنین»(!)