الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كريم أبوزيد: أنا مش «نحّيت» ومن يقارننى بأبى يظلمنى

عَشر سنوات مرّت على آخر الألبومات التى أطلقها الفنان «كريم أبوزيد»، ورُغم طول مدة غيابه التى ركّز خلالها على التمثيل فقط؛ فإنه لايزال يتمتع بالجماهيرية نفسها فى سوق الغناء، فحفلة واحدة قدّمها العام الماضى، أيقظت الحنين بداخله للعودة مجددًا لطرح ألبوم غنائى؛ خصوصًا أن الجمهور كان يردد أغانيه طوال الحفل وكأنها طرحت أمس، ولذلك قرّر «أبوزيد» العودة مجددًا بمينى ألبوم أطلق عليه (فكك من الناس)، الذى أثار جدلًا واسعًا خلال الأيام القليلة الماضية.



 ما بين الاختفاء والعودة على الساحة الغنائية والمشكلات التى تقابله فى مسيرته الفنية تحدّث «كريم» فى الحوار التالى.

> فى البداية.. كيف تلقيت ردود الفعل حول عودتك بـ(فكك من الناس)؟

- لم أكن متخيلًا كل ردود الفعل الطيبة التى تلقيتها من الجمهور، فأنا لم أتعمد متابعة التعليقات حول أغنياتى على مواقع التواصل الاجتماعى، ولكنى فوجئت بكم كبير من الحب والترحيب من الجماهير وبعضهم قالوا لى أننى أعدت لهم ذكرياتهم الجميلة، ما أسعدنى كثيرًا، واكتشفت أن جمهورى لايزال يتذكرى وينتظرنى بشكل حقيقى، وأسرنى حبهم بشكل كبير.

> ما الذى دفعك لطرح مينى ألبوم بدلًا من ألبوم كامل؟

- الألبومات مرهقة جدّا، وهناك عدد كبير من الأغانى التى تظلم وقت طرحها على حساب أغانٍ أخرى، وفكرة تقديم الألبوم حاليًا أصبحت مختلفة عن الماضى وأكثر إرهاقًا، فنحن كنا قديمًا نعمل على إنهاء تسجيل الـ(CD) الخاص بالأغانى، ونسلمها لشركة الإنتاج التى تتولى توزيعها وطرحها والدعاية وغيرها، ولكن الوضع حاليًا اختلف فأصبحنا نقوم بطرح أغنية، ونتحمل تكلفتها من ألحان وتوزيع وتسجيل وغيرها، ثم نقوم بتوزيعها على شركات المحمول وغيرها من قنوات الإنترنت المختلفة، ونفعل ذلك مع كل أغنية، لذلك قررتُ التركيز فى عدد أغانٍ أقل وطرحت 4 أغانٍ حتى الآن وهناك اثنتان سيتم طرحهما قريبًا.

> هل تعمدت التغيب الفترة الماضية عن الساحة الغنائية والتركيز فى التمثيل؟

- التمثيل سرقنى، فقد وجدت نفسى فى نجاحات مختلفة وأدوار جديدة ومتميزة، وذلك تزامنًا مع حالة التوقف التى حدثت لكل جيلى بعد ثورة يناير 2011م، لكن بعدما كنا فى قمة النجاح بدأت أغانى المهرجانات فى احتلال الساحة الغنائية وتغير الذوق العام، وبالتالى لم يكن أمامى خيار سوى إلغاء شخصية «كريم» والتنازل وتقديم مهرجانات تماشيًا مع الموجة، أو الابتعاد لفترة حتى تهدأ تلك الهوجة، فاخترت الحل الأخير؛ لأنى لا أستطيع سوى أن أكون نفسى، ولا أرغب أن أضيع تاريخ والدى الكاتب «محمود أبوزيد» وسُمعته الطيبة فى الوسط وأقدّم عملًا ليس (من مقامه).

> طوال تلك الفترة.. ألم تفكر أبدًا فى العودة للغناء؟

- فكرتُ وطرحتُ أغنية سينجل منذ عدة أعوام على مواقع التواصل الاجتماعى، ولكن لم يتم تقديم الدعاية الكافية لها، فلم تحقق أى صدى، ما تسبب فى إحباطى، وفى المقابل كان التمثيل به مساحة جيدة لى فقررت الابتعاد بشكل مؤقت حتى أبحث عن عودة قوية تليق بما بنيته من قبل.

> وما الذى دفعك للعودة فى هذا التوقيت خصيصًا؟

- الأمرُ كله وليد الصدفة، فقد كنت أحضر إحدى الحفلات بالولايات المتحدة الأمريكية، وطلبوا منّى الصعود على المسرح وفوجئت أن الجمهور لايزال يحفظ كل أغنياتى وكلماتها وكأنها مطروحة منذ أشهُر قليلة وليس منذ سنوات، ولأول مرّة أشعر بأن غيابى ليس ظلمًا لنفسى فقط، بل لجمهورى الذى ينتظرنى، كما أن هناك مسئولية علىَّ كفنان تجاه تصحيح صورة الفن المصرى أمام الغرب بدلًا من تصدير أغانٍ معينة بشكل يُسىء للبلد، لذلك قررت العودة.

> هل قمتَ بإنتاج ألبومك؟

- لا، فالأغانى مكلفة ونحن نقدّم صناعة جيدة ليس أى محتوى والسلام. فلك أن تتخيلى أن كليب أغنية (لون شعرك) تكلف نحو 320 ألف جنيه وقتها، وقد بحثت طوال الفترة الماضية عن شركة إنتاج مناسبة، حتى وجدت (أركو للديجيتال) وأعجبت بمهنيتهم، وبالخطة التسويقية التى يمتلكونها، على عكس العروض السابقة، التى شعرتُ معها أن أصحابها يريدون أن (يُقَلبونى) فقط.

> ما الذى دفعك لتقديم أغلب الألبوم من كلماتك وألحانك؟

- كنتُ أريد أن أقدّم كلمات مُعبرة عنّى وعن الناس، فأنا تميزت فى بداية مشوارى الفنى بأنى أقدّم أغانى تُعبر عمّا يدور بداخل أذهان الشباب، فأردت الحفاظ على طبعى ولونى الغنائى وأن يحمل الألبوم روحى، فكل أغانى الألبوم من كلماتى عدا (فكك من الناس) التى كتبها الشاعر «أحمد عرفان» وأعجبتُ كثيرًا بكلماتها لأنها تُعبر عمّا نعانيه من تعامُل مع الشخصيات المختلفة فى المجتمع، والألحان كانت بمثابة طاقة كبيرة لدىّ قمت بتقديمها للتعبير عن شخصيتى الفنية.

> هل تنوى تقديم ألحانك أو كلماتك لمطربين آخرين فى الفترة المقبلة؟

- لِمَ لا؟، فكرتُ فى هذا الأمر وأسعى جدّيّا له، وبعض الأصدقاء قالوا لى إن هناك عددًا من المطربين يريدون التعاون معى كشاعر أو كملحن.

> هل تشعر أن هناك مَن استاء من عودتك الغنائية؟

- ليس بالضبط، ولكن هناك إحباطات من ناس قريبين منّى، فالبعض يرى أن (فكك من الناس) مختلفة عن اللون الخاص بأغنياتى القديمة مثل (لون شعرك) ولكنى قدّمت ما أشعر به، واتبعت إحساسى، فأنا كبرت ونضجت على مرحلة (لون شعرك) وإذا لم أطوّر من نفسى، وأقدّم ما يتناسب مع عمرى الحالى فسأكون مخطئًا، فأنا لست «نحّيت» لأستغل نجاحاتى السابقة التى لا تليق بى حاليًا.

> هل تجد أنه يجب أن يتم إيقاف مطربى المهرجانات؟

- أعوذ بالله من قطع الأرزاق، فأنا لم أقصد أن يتم إيقاف أحد، ولا أهاجم أحدًا، ولكنى أقول إن الفترة الماضية كانت تعانى من ندرة الأغانى المقدَّمة بجانب المهرجانات، فالساحة حاليًا تتسع لجميع الألوان الغنائية، وهذا التنوع يفيد الجمهور بالتأكيد، وبالمناسبة ليس لدىَّ أى مانع بتقديم دويتو مع مطرب مهرجانات، ولكن بشرط أن يتوافق مع رؤيتى الفنية.

> هل تحاول تدوين الأفكار التى تبنى عليها كلمات أغانيك؟

- بالطبع، فأنا طوال الوقت أقوم بتدوين أفكار من المجتمع المحيط بى سواء للأغانى أو لكتابات سينمائية أو درامية، وهذه الملكة تعلمتها من أبى رحمه الله فهو كان يدوّن أفكارًا عديدة، وقد كان رجُلًا رائعًا على المستوى الإنسانى والفنى والاجتماعى وكل شىء، وترك لى سُمعة طيبة أحاول أن أسير على خُطاه.

> ولكن على الجانب الآخر، أنت مُقلّ فى أعمالك كممثل.. فما السبب؟

- لأنى أحاول قدر المستطاع أن أختار الأدوار التى تميزنى، وأبحث دائمًا عن الإنتاج الجيد، والسيناريو المحترم، والمخرج الذى يستطيع أن يخرج أفضل ما بداخلى كممثل، بالإضافة إلى أن الوسط الفنى حاليًا يتسم بالشللية الكبيرة وأنا لستُ مع (شلة) أحد ضد الآخر، ولكنى أقدّر كل الناس وأقوم بعملى.

> ألم تفكر بكتابة عمل فنى تقوم ببطولته؟

- أنا أعمل حاليًا على كتابة عمل سينمائى جديد، ولكنى لن ألعب بطولته؛ لأنه يتطلب بَطلًا بمواصفات معينة، وسأقوم بالإعلان عنه قريبًا، كما أننى أفكر فى خوض تجربة الإنتاج السينمائى أيضًا.

> ألم تكن مستاءً من اتهامك بأن الواسطة هى السبب الوحيد فى تواجدك الفنى؟

- لا، فالواسطة قد تكون سببًا فى دخول الشخص للمجال، ولكن هل هى التى ستجعل اسمى متواجدًا على الساحة لمدة 20 عامًا؟ بالطبع لا، فهناك من دخل بالواسطة، ولكن افتقاره للموهبة أنهى مسيرته الفنية سريعًا، ومن يقارننى بأبى يكون ظالمًا فى حُكمه، فلن يأتى أحدٌ مثله.

> هل فكرتَ فى تقديم مسلسل كسيرة ذاتية عن الراحل «محمود أبوزيد»؟

- أتمنى تقديمه بشكل يليق بمكانته؛ لأنه شخص لن يتكرر، وبشكل عام هو ترك لنا إرثًا فنيّا ثريّا من الأفكار التى دَوَّنَها بنفسه يمكن تقديمها فى العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية.>