الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الإيمى .. فن الانتصار على كورونا!

التعايش مع فيروس كورونا أضحى حقيقة واقعة وكونية، الجدال فيها يستحيل شيئًا فشيئًا ضربًا من ضروب العبث، ورغم الإصابات اليومية الهائلة التى يشهدها الغرب، خاصة الولايات المتحدة. الآن، تجاوز الجميع فكرة الخوف.. انتفضوا وتعاملوا بشكل براجماتى وعملى.. قائلين: «الحياة ستستمر»!  



منذ مارس وحتى ذروة تفشى الفيروس، رأينا آلة الحرب على هذا الكوكب تخمد وتضع أوزارها، وشاهدنا كبرى الصناعات العالمية تصاب بالشلل ولم تكن صناعة السينما سوى استثناء: ألغيت المهرجانات العالمية وتوقفت الإنتاجات وأقفلت دور السينما أبوابها ونجوم هوليوود انعزلوا فى بيوتهم.

ظل الأمر هكذا حتى راهن المخرج البريطانى «كريستوفر نولان» على فيلمه الجديد (عقيدة، (TENET وطرحه فى دور العرض السينمائى مطلع الشهر الماضى، لينجح الرهان ويحقق الفيلم نجاحًا مدويًا وتبلغ إيراداته العالمية أكثر من 250 مليون دولار، وفجأة ضخت الدماء مجددًا فى هوليوود، وبدأت بوادر التعايش تظهر.

بدءًا من 14 وحتى 20 سبتمبر الماضى، عرضت أكاديمية فنون وعلوم التليفزيون النسخة الـ72 من مراسم توزيع جوائز «إيمى برايم»، المقابل التليفزيونى لجوائز «أوسكار»، وذلك فى حفلات افتراضية عبر شبكة الإنترنت عرض على شبكة «آيه. بى.سى» التليفزيونية، وقدمها المذيع الشهير «جيمى كيميل» من قاعة فارغة بمدينة لوس أنجلوس، حيث حملت الدورة الجديدة من الجوائز عنوان إسقاطى ساخر هو«Pandemmys» وهى كلمة مركبة من اسم الجائزة «إيمى» ومصطلح جائحة Pandemic.

خالف الحفل التوقعات التى قالت إنه سيكون كئيبًا هذا العام بسبب فيروس كورونا، إلا أن اختيار الأكاديمية لكوميديان ناجح مثل «كيميل» كان موفقًا خاصة أنه ظل يقدم هذه الجائزة منذ 2012، ناهيك عن نجاحه مرتين فى تقديم حفل توزيع الأوسكار عامى 2017 و2019.

النسخة الأولى من المراسم استمرت حتى يوم 19 سبتمبر، وركزت على برامج الترفيه والعروض الكوميدية والأفلام القصيرة والوثائقية، حيث فاز فيها فيلم (تعليم سيئ، Bad Education)، بجائزة أفضل فيلم تليفزيونى، وهو من إنتاج شبكة «إتش. بى. آو» وبطولة النجم «هيو جاكمان» وإخراج «كورى فينلي»، بينما فاز فيلم (الكهف، The Cave) بجائزة أفضل فيلم وثائقى، وهو الفيلم السورى الذى دخل به «فراس فياض» حفل جوائز الأوسكار الماضية، واستطاع الحصول على ثانى ترشيح له بعد رائعته (آخر الرجال فى حلب) عام 2018. 

أما النسخة الثانية،  والتى تضمنت الحفل الرئيسى، تربعت فيها شركة الإنتاج العملاقة «إتش. بى. أو» على عرش الجوائز، حيث حصلت على 30 جائزة، وفى المقابل وعلى عكس جميع التوقعات خرجت شبكة «نتفليكس» بجائزتين فقط بعدما تصدرت جميع الترشيحات التى بلغت 160.

وأمام مسلسلات ضخمة مثل المسلسل الديستويبى الرائع (حكاية أمة، The Handmaid>s Tale)، ومسلسل (التاج، The Crown) الذى يعتبر-بحسب النقاد - أحد أنجح المسلسلات الدرامية فى تاريخ بريطانيا، ومسلسل (عليك الاتصال بسول، (Better Call Saul)، وهو مسلسل حققً نجاحًا باهرًا سواء على الصعيد المحلى فى الولايات المتحدة أو فى العالم رغم أنه مقتبس عن أحد أنجح المسلسلات فى التاريخ وهو مسلسل (اختلال ضال، Breaking Bad)، فوجئ الجميع بأن جائزة أفضل مسلسل درامى، كانت من نصيب مسلسل (تعاقب، Succession)، من إنتاج «إتش. بى. أو» والذى نال 10 ترشيحات، المسلسل تشارك فى بطولته الممثلة والمخرجة الفلسطينية «هيام عباس» ويسلط الضوء على محاولات أربعة أشقاء للسيطرة على شركة والدهم الإعلامية العملاقة.   

حاز المسلسل كذلك على جائزة أفضل مخرج لـ«أندرى باريك» وجائزة أفضل ممثل درامى لـ«جيرمى سترونج»، وأفضل سيناريو لصاحب العمل المخرج البريطانى «جيسى أرمسترونج».

وتربع مسلسل (المراقبون، (Watchmen من إنتاج «إتش. بى. أو» على عرش الترشيحات؛ إذ حاز على 11 ترشيحًا فاز منها بـ 4 جوائز فى فئة المسلسلات القصيرة، الأولى أفضل تصوير، والثانية أفضل ممثلة والتى راحت للممثلة والمخرجة «ريجينا كينج»، والثانية لـ«يحيى عبد المتين» كأفضل ممثل مساعد، والثالثة هى أفضل مسلسل قصير، وهو مسلسل يدور حول مجموعة من الأبطال الخارقين ومقتبس من قصص مصورها كتبها «آلان مور» لشركة DC العملاقة، وهو أيضًا نسخة معدلة من فيلم شهير بنفس الاسم أخرجه «زاك سنايدر» عام 2009.

وكانت جائزة أفضل مسلسل كوميدى، من نصيب مسلسل (شيت كريك، Schitt>s Creek) وهو مسلسل «سيت كوم» كندى عرض على شاشة «سى.بى.سى»، ثم أعادت «نتفليكس» توزيعه داخل الولايات المتحدة ليحقق نجاحًا مدويًا، وهو من بطولة وإخراج عملاق الكوميديا «يوجين ليفى» والنجمة «كاثرين أوهارا»، ويحكى قصة عائلة ثرية تدعى «روز» فقدت ثروتها بعد عملية نصب تعرضت لها، وتحاول استعادة مكانتها.

وبجانب فئة الكوميديا، حاز المسلسل على 8 جوائز أخرى منها جائزة أفضل ممثلة التى نالتها «أوهارا»، وأفضل ممثل وأفضل مخرج كوميدى لـ«ليفى»، وأفضل ممثل مساعد ومؤلف كوميدى لنجله «دانيال ليفى»، الذى يؤدى دور نجل البطل، وأفضل ممثلة مساعدة كوميدية لـ«آنى ميرفى»، بالإضافة لجائزتى أفضل أزياء وأفضل اختيار ممثلين Casting.

أما مسلسل (أوزارك، Ozark) وهو أحد إبداعات شركة «نتفليكس» والمخرج الكبير «بيل دوبوك» ومن بطولة النجم «جيسون بيتمان» و«لورا ليني»، فقد حاز على 9 ترشيحات لـ«إيمى»، فاز منها بواحدة فقط، التى راحت للممثلة الشابة «جوليا جارنر» كأفضل ممثلة مساعدة فى فئة الدراما، والتى حصلت من قبل على إشادات نقدية واسعة لدور«روث لانجمور» أحد أفراد العائلة الإجرامية التى تطارد المخطط المالى «مارتى بيرد»، وهو الدور الذى ترشح بسببه «بيتمان» لجائزة «جولدن جلوب» العام الماضى.

وحازت الروائية الألمانية «ماريا شريدر» على جائزة أفضل مخرج لمسلسل درامى قصير، وهو (هاربة من الماضى، Unorthodox)، وهو أول مسلسل بالعبرية اليديشية من إنتاج «نتفليكس» وحاز على إشادات نقدية واسعة، ومقتبس عن مذكرات الصحفية الألمانية «ديبورا فيلدمان» ومحاولها هروبها من عائلتها اليهودية المتعصبة فى نيويورك والانتقال للعيش فى برلين، وحيدة ومطاردة من زوجها الذى اكتشف حملها بعد هروبها.>