الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى محاسن سما المصرى..!

ومع أنها رقاصة.. ترقص فى الأفراح والموالد.. فإنها راقصة معتبرة.. لن أنسى لها موقفها الواضح والصارم من الإخوان فى عز سطوتهم وقد فضحتهم بجلاجل وشراشيب ورفضت المساومة.. فى الوقت الذى توارى فيه الكثيرون الذين رقصوا على السلم وأمسكوا العصا من المنتصف.. ولا تنس جماعة من الثوار.. عصروا الليمون وتحالفوا مع الإخوان وخاضوا الانتخابات المشبوهة تحت شعار «الإسلام هو الحل»..!



المشكلة أننا ننسى.. والمجتمع لم يعد يطيق اختلاف الألوان.. مع أن جميع دول العالم تعرف سما المصرى.. وفى إيطاليا وصلت سما المصرى إلى البرلمان وأثبتت حضورًا طاغيًا.. هى نسخة طبق الأصل.. تشبهها فى المواصفات القياسية وفى السلوك الاستعراضى.. وقد نجحت هناك بامتياز وأثبتت أن العبرة ليست فى الحركات المثيرة قبل البرلمان.. وإنما فى السلوك المسترجل بعد ذلك.

وفى سويسرا.. وفى مقابر عظماء الدولة.. ترقد واحدة صورة طبق الأصل من غوانى وش البركة زمان.. واحدة اسمها جريسيلدى ريال.. والتى احترفت الدعارة رسميًا حتى جار عليها الزمان وأكل وشرب.. فاعتزلت المهنة.. لكنها احترفت مهنة الكتابة.. ونذرت نفسها للدفاع عن حقوق العاهرات.. هى رأت أنها مهنة لا غنى عنها للمجتمع.. مهنة تقوم بدور حيوى للتخفيف من ضغوط الحياة.. وتولت العاهرة السابقة الدفاع أمام الرأى العام عن حقوق العاهرات.. وقامت بتأليف الكتب والأشعار والروايات تصف معاناة العاهرة.. فصارت نجمة مرموقة.. يستضيفونها فى برامج التليفزيون لتعرض وجهة نظرها فى قضايا المجتمع.. وعندما ماتت كرموها بالدفن فى مدافن عظماء ومشاهير الدولة.. وهى مقابر خاصة يدفن بها المبدعون.. والمثير أنهم وضعوا فوق مقبرتها اسمها وتاريخ ميلادها ووفاتها.. ثم وظيفتها التى كانت.. مؤلفة وناشطة وعاهرة..!

حاجة غريبة وهناك من المجتمعات من يسترزق من الرقص.. وعندنا تعامل المجتمع بصرامة مع سما المصرى.. وماله عندما تكون الراقصة عضوة بالبرلمان.. وهناك مرشحون موقرون من كل فئات المجتمع.. من الرأسماليين والإقطاعيين والسماسرة وذوى الإعاقة.. والراقصة تمثل قطاعًا حيويًا فى المجتمع.. وأنت عارف وأنا عارف.

ولو استطلعت رأى عينة عشوائية من الجمهور.. لوقفوا وراء سما المصرى.. والجمهور دائمًا على حق.. والدليل أن عدد مشاهدى برامج الهلس وهز الوسط.. يفوق عدد مشاهدى قنوات هز الرأى الشهيرة بالتوك شو.. بدليل الحجم الهائل من الإعلانات.. بما يؤكد أن المزاج العام عندنا هو مزاج هز يا وز.. فلماذا دفن الرءوس فى الرمال إذن؟!

كنت أتمنى لو كانت سما المصرى موجودة بيننا وكانت حتمًا ستخوض الانتخابات.. والناخب حر فى انتخابها من عدمه.. وقد غابت القواعد الصحيحة للترشح للبرلمان الجديد.. وفى كل بلاد الدنيا لا يجوز للفرد المستقل أن يرشح نفسه هكذا من الباب للطاق.. وهناك قواعد منظمة تتحكم فى أسلوب وطريقة الترشيح.. أهمها أن يكون المرشح ممثلاً لحزب سياسى يتولى الدعم والتمويل وشغل الدعاية.. ولكن مادامت أحزاب السياسة غائبة.. ومادام البهوات الفلول يرشحون أنفسهم.. فلماذا لا نسمح لسما المصرى بالترشح؟!

صحيح أنها نموذج صارخ ولها أغانٍ خادشة للحياء.. ماشى وماذا عن المرشحين الخناشير.. وسمعتهم ما أنزل الله بها من سلطان؟!>