الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الـ«تيك توك» الأمريكى!

انضم الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، مؤخرًا، إلى منصة الفيديو القصيرة «تريلير» مشاركًا بمقطعين قصيرين، معلنًا دعمه للتطبيق الأمريكى الجديد المنافس للتطبيق الصينى «تيك توك».



عرض مقطع الفيديو التقديمى لترامب وهو يقول: «أنا محترف فى التكنولوجيا.. لا أحد يستطيع فعل ذلك مثلى»، فيما كان مقطع الفيديو الآخر خطابًا قصيرًا يقول فيه «جو بايدن لا يعرف شيئًا»، فى إشارة لمنافسه الديمقراطى فى الانتخابات القادمة.

انتشر «تريلير» فى العديد من البلدان مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبرازيل وألمانيا وفرنسا وأستراليا والهند، وحصد عددا كبيرا من المتابعين فى تلك البلدان، بسبب الحظر الوشيك لمنافسه «تيك توك».

يتزامن ذلك مع دراسة شركة مايكروسوفت شراء التطبيق الصينى، وهو الحل الوحيد لتجنب الحظر بالولايات المتحدة، فيما وصف بيل جيتس صفقة شراء «تيك توك» بالكأس المسمومة.

 

ما هو «تريلير»

تريلير هو تطبيق فيديو اجتماعى يعتمد على تحميل المستخدمين مقاطع فيديو قصيرة مدتها 15 ثانية، بنفس الطريقة التى يعمل بها نظيره تيك توك.

ويستخدم التطبيق الأمريكى تقنيات الذكاء الاصطناعى لتحليل مقاطع الفيديو وعمل المونتاج لها، لضبط حركات الفم مع كلمات الأغنية، كما يتيح الذكاء إمكانيات أخرى، كدمج وتنسيق الأصوات والموسيقى.

تم تنزيل التطبيق حاليًا أكثر من 130 مليون مرة فى جميع أنحاء العالم، كما يضم مشاهير كثر من أمريكا وخارجها مثل «ترامب» و«تشانس ذا رابر» و«جوستين بيبر» و«راى سريمورد» و«ريتا أورا» و«كيفن هارت» وحتى الملاكم الأمريكى السابق «مايك تايسون»، بالإضافة لمغنى الراب الشهير «أمنينم» وغيرهم من المشاهير، ممن يشاركون فى حملة ترويج ضخمة للتطبيق.

 

جمع المعلومات

 كغيره من التطبيقات يجمع «تريلير» المعلومات الأساسية للمشتركين به، كالاسم والبريد الإلكترونى وغيرهما، وباعتباره تطبيقًا لصناعة المحتوى فله كل الصلاحيات للوصول للكاميرات والميكروفونات داخل الموبايل.

كما أنه سيتصل أيضًا بـالحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، بما يتيح الوصول لمعلومات عن المشاركين من خلال تلك المنصات، بالإضافة إلى معلومات الموقع وبيانات الجهاز، ويأتى البند الأهم فى سياسة التطبيق الأمريكى، حيث يكفل استخدام تلك البيانات فى مجال الدعاية والإعلان، فضلًا عن بند آخر يشير لأن التطبيق من حقه جمع كل تلك البيانات من كافة البلدان وحرية التصرف فيها فى أى بلد آخر.

من يملك التطبيق الجديد؟

بدأ «تريلير» برعاية شركة «بيجاسوس» لدعم المشاريع الإلكترونية الصغيرة، ثم انضمت لها عدة شركات أخرى بشراء حصص من التطبيق.

وتم  شراء تريلير من قبل  ProximaMedia فى سبتمبر الماضى، وتم دمجها مع منصة موسيقية أخرى تسمى MashTraxx، مختصة فى تقنيات الذكاء الصناعى فى مجال محتوى الفيديو والموسيقى.

وتتبع أكبر الحصص فى «تريلير» لشركة Proxima Media، التى أطلقها Ryan Kavanaugh بعد أن أفلست شركته السابقة Relativity Media، فى عام 2015، وهو نفس العام الذى تم فيه تأسيس التطبيق.

المفاجأة أن أحد الشركاء المؤسسين لشركة Relativity Media، هوSteven Mnuchin، وزير الخزانة الأمريكية، الذى كشفت السجلات الخاصة بتحقيقات الـ«FBI» عن تورطه فى خدعة مالية كبرى، من خلال تلك الشركة قبل إفلاسها، إضافة لأنه بحكم منصبه يضيق الخناق على «تيك توك»، مطالبًا شركة بيتدانس المالكة للتطبيق الصينى، ببيع التطبيق لشركة أمريكية ليستمر داخل أمريكا، أو حظر تيك توك من أمريكا كليًا.

ويعد اسم Mahi de Silva، أحد أعضاء مجلس إدارة التطبيق، مشيرًا للدور الذى سيقوم به «تريلير»، إذ يملك شركة Amplify.a المختصة بتحليل البيانات، والمطور الأول لمنصات الذكاء الاصطناعى للمحادثة على مستوى المؤسسات، حيث تختص بعمل إعلانات تفاعلية من خلال إمكانيات التحدث المباشر والتفاعل مع المستخدمين، وتطوير مثل هذه الخوارزميات لمنح الآلات ذكاء يحاكى الذكاء البشرى، ما يحتاج لحجم كبير من البيانات لتطوير تلك الخوارزميات، وتعد التطبيقات الشبيهة بـ«تريلير» الطريق الأمثل للحصول على تلك البيانات.

الاسم الآخر الذى يتردد خلف الكواليس هو شركة Carnegie Technologies، التى تختص بتقديم حلول الأعمال وتصميم البنية التحتية وأنظمة الفوترة، وسحابات المعلومات، إذ امتلكت حصة كبيرة من التطبيق فى عام 2018، لتصبح بذلك ثانى أكبر حصة بعد شركة ProximaMedia.

الاختلاف عن التطبيق الصينى 

نظرًا لعدم وجود إعلانات على التطبيق، فإن أرباح «تريلير» تأتى من شراكات العلامات التجارية، ففى أكتوبر الماضى، جددت اتفاقيات الترخيص مع Sony Music Entertainment وWarner Music Group وUniversal Music Group، حيث تملك كل منها حصصًا فى التطبيق.

يستهدف التطبيق الأمريكى المستخدمين ممن تتراوح أعمارهم بين 17 و27 عامًا، على عكس «تيك توك» الذى يستهدف المستخدمين الأصغر سنًا، فيما يقول المالك المشارك فى الشركة «ريان كافانو»: «لا أعتقد أننا نتنافس مع تيك توك إننا فى الواقع ننظر إلى عالم يتعايش التطبيقان فيه».

يتهرب «كافانو» دائما عندما يسأل عن الفروق بين «تيك توك» وتطبيقه فيتحدث عن الاختلافات الشكلية واستهداف المستخدمين البالغين، متحاشيًا جوهر السؤال، عن جمع وتحليل بيانات العملاء، والذى سيمنع «تيك توك» من أمريكا بسببه.