الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«دوسى».. الـ «سكوتر» للشجعان

«اتجرئى ودوسى وميهمكيش.. عيشى المغامرة ودوسى لما الحياة تتعقد» تحت هذا الشعار انطلقت مدرسة «دوسى»، وهى أول منصة إلكترونية فى مصر لتعليم الفتيات قيادة الاسكوتر والعجل. 



الشقيقتان نوران ومنة فاروق عندما تعثرتا فى الوصول لمكان يُعلمهما قيادة الاسكوتر لتذهبا به إلى الجامعة ثم إلى عمَلِهما، قرَرتا تأسيس مدرسة «دوسى« (Dosy) لتحققا حلمهما وحلم أكثر من 1000 فتاة تعلمن قيادة الاسكوتر فى المدرسة حتى الآن منذ تأسيسها فى أبريل 2019.. تم اختيار «دوسى» ضمن 40 مشروعا ناشئا فى مسابقة كأس العالم للمشروعات الصغيرة على مستوى جامعات العالم.

عن عالم البنات وتعلم قيادة الاسكوتر ومنصة «دوسى»، التحديات التى واجهها المشروع، وأهدافه تحدثت روزاليوسف هاتفيا إلى منة فاروق مؤسِسة منصة « دوسى».

فى البداية.. كيف جاءت فكرة مدرسة «دوسى»؟

- الفكرة ولدت من شغفنا أنا وأختى نوران بتعلم قيادة الاسكوتر ولكن عندما بحثنا عن أماكن للتدريب لم نعثر على مدربات بالقرب من منطقتنا، وكذلك المواعيد لم تكن مناسبة لنا، وعندما تعلمنا وخضنا التجربة، اكتشفنا أن الطلب كبير جدًا من الفتيات على تعلم مهارات قيادة الاسكوتر ولكن لا توجد وسيلة أو مدربات لتلبية هذا الطلب، فكرنا فى مشروع يسد الفجوة بين العرض والطلب من خلال تزويد الفتيات الراغبات فى التعلم بأقرب مدربات لهن فى مناطقهن السكنية وبجدول زمنى مناسب لهن.

وماذا عن خطوات تدشين المشروع؟

- أطلقنا صفحة على «فيس بوك» فى إبريل 2019 وطلبنا مدربات اسكوتر، تلقينا طلبات كثيرة واخترنا خمس مدربات موزعات على مناطق القاهرة الرئيسية، ثم أعلنا عبر الصفحة عن تقديم «دوسى» لخدمة تعليم وتدريب الفتيات على قيادة الاسكوتر، وفوجئنا فى أول شهر بتلقى طلبات من 300 فتاة يرغبن فى تعلم الاسكوتر، ثم نجحنا مع الوقت فى تدشين موقع إلكترونى لمزيد من المصداقية والثقة مع المتدربات ولتصبح «دوسى» أول منصة إلكترونية تسهل على الفتيات الحجز والتسجيل مع المدربات أونلاين، وتم إضافة كورسات لتعلم قيادة العجل لأنه اكتشفنا أنها مرحلة مهمة للفتاة لتحقيق التوازن تساعد على تعلم الاسكوتر بشكل أسهل وأسرع. 

كم وصل عدد المتدربات حتى الآن وأعمارهن؟

- أعمار الفتيات الراغبات فى تعلم ركوب الدراجات والاسكوتر تتراوح بين (18 – 30 سنة)، ووصلنا إلى 1000 متدربة حتى الآن، وتوسعنا خارج القاهرة وأصبح لدينا مُدربات فى محافظة الإسكندرية ونأمل أن نصل لكل المحافظات وخاصة الصعيد لأنه مجتمع محافظ ويصعب على الفتيات به أن يستخدمن الاسكوتر فى تنقلاتهن. 

ما الهدف الأكبر الذى تسعين إليه من نشر تعلم قيادة الاسكوتر للفتيات على مستوى الجمهورية؟

- لدينا عدة أهداف منها؛ تغيير الصورة النمطية للمجتمع الذى يحرم الفتيات من ممارسة رياضات معينة كقيادة العجل أو الاسكوتر تحت شعار العادات والتقاليد لذا نسعى لتشجيع الفتيات على استخدام الاسكوتر كوسيلة مواصلات آمنة تحميها من زحام المواصلات العامة وشكاوى التحرش التى تواجهها خلاله. من أهدافنا نشر ثقافة الاسكوتر كوسيلة مواصلات صديقة للبيئة لنحد من الازدحام المرورى والتلوث فى مصر، ونسعى من خلال شراكات حالية مع إحدى الشركات المصنعة للاسكوتر الكهربائى إلى تشجع الفتيات على استخدامه بدلا من استخدام البنزين ومن ثم يصبح وسيلة مواصلات اقتصادية للفتيات يذهبن بها للجامعة أو العمل، وأخيرًا هدفنا التمكين الاقتصادى من خلال توفير فرص عمل للمدربات 

ما ردود الفعل التى تُقابل الفتيات بعد انطلاقهن فى الشوارع «بالاسكوتر»؟

- على عكس المتوقع معظم ردود الفعل فى الشارع إيجابية جدا من الناس البسيطة، ودائما هناك تعليقات بالتشجيع والدعم مثل «برافو» و«عاش يا بنات وليس تحرش»، ولكن الانتقادات السلبية جاءت أكثر من السوشيال ميديا ! ولكن على أرض الواقع الأمر مختلف تمامًا.

ما طبيعة الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي؟

- إن «حرام قيادة الفتاة للعجل والإسكوتر، وإن البنت مكانها المطبخ والبيت وليس العمل والنزول للشارع»! ونحاول نقنع رواد السوشيال ميديا بأن مشروع «دوسى» لا يتعارض مع الدين والمجتمع وأن الاسكوتر وسيلة مواصلات آمنة للفتيات ولها مميزات كثيرة على البيئة والمجتمع، ونتواصل دائما مع نجوم الفن والمجتمع و«الانفلونسرز» على منصات التواصل الاجتماعى ليدعموا فكرة حرية الفتاة فى قيادة الإسكوتر وبالفعل انضم لنا فنانون مثل رانيا منصور وساندى. 

لاحظت أن عددا كبيرا من المتدربات محجبات على حسابات «دوسى» بالفيس بوك والإنستجرام؟

- هذا أكبر دليل على أن فكرتنا لا تتعارض مع الدين، وما تمارسه الفتيات لا يمس الدين فى شىء، هن يركبن الاسكوتر من أجل الوصول للجامعة أو العمل ويوفرن فى الوقت والمال، وهدفنا فى «دوسى» تشجيع البنت على أن تقود «اسكوتر» لو أنها رغبتها، وأن تقدم على الخطوة دون خوف، وحتى مع مخاوف الأهالى نطلب من الفتيات إقناعهم بأن الاسكوتر وسيلة آمنة وأن قائدها يجب أن يرتدى وسائل الأمان التى تحميه سواء كانت امرأة أو رجلا.

هل مشروع «دوسى»  كان عملك الأساسى أنت وشقيقتك أم لديكما وظيفة أخرى.. وكيف كان رد فعل عائلتكما على هذه الفكرة؟

- «دوسى» ليس عملنا الأساسى، شقيقتى  نوران طبيبة بشرية، وأنا تخرجت فى كلية الألسن جامعة عين شمس وأحضر رسالة الماجستير فى الإعلام الرقمى، وعملت منذ دراستى على مشروعات ناشئة كثيرة تركز على دعم وتمكين المرأة، وإطلاقنا لمنصة «دوسى»  ناجم عن مسئوليتنا ورغبتنا فى إحداث تغيير إيجابى فى المجتمع وتغيير نظرته النمطية لطريقة معيشة المرأة المصرية بالإضافة للحفاظ على البيئة وتوفير فرص عمل للفتيات وهو أحد أشكال التمكين الاقتصادى للمرأة، فالمُدربات يحصلن على نسبة 70 % من قيمة كورسات التدريب أما الـ30 % فيتم استثمارها من جديد فى تطويرالمشروع.ولاقى مشروعنا دعما وترحيبا كبيرا من جانب عائلتنا التى تعد أكبر مشجع لنا منذ انطلاقنا. 

ما شروط انضمام المدربات لـ«دوسى» وكم وصل عددهن حتى الآن؟

- نختار المدربات بعناية، لا يكفى معرفتهن بقيادة الاسكوتر على سبيل الهواية ولكن نشترط خبرة لا تقل عن عامين، وكذلك خبرة فى التدريب من قبل. أما اذا التحقت بـ«دوسى»  ترغب أن تصبح مُدربة فيما بعد تحصل على أكبر مدة تعلم لقيادة الاسكوتر وهى 10 حصص، وبعد خوض التدريب نعطيها سنة كاملة تُمارس فيها القيادة، ثم تبدأ تدريب الفتيات الجدد ولكن مع مصاحبة مُدربة ذات خبرة سابقة لنتأكد من إتقان واحترافية المدربة الجديدة. ووصل عدد المدربات حتى الآن فى «دوسى» إلى 15 مُدربة فى القاهرة والإسكندرية ونأمل أن ننطلق للصعيد مستقبًلا.

ما المدة التى تستغرقها الفتيات فى تعلم قيادة الإسكوتر؟

- تختلف من فتاة لأخرى، فمثلا لو كانت البنت تجيد ركوب الدراجة فهى تحتاج فقط لأربع حصص للتدريب على قيادة الاسكوتر على مدار أسبوعين لشهر، ولكن إذا لم يكن لديها خلفية فى التوازن والذى تحققها قيادة العجل، تحصل أولا على كورس تعلم قيادة العجل ومدته ثلاث حصص ثم كورس قيادة الاسكوتر وتستغرق المدة شهرين.

وهل يُشترط أن تتدرب الفتاة بالاسكوتر الخاص بها؟

- هناك بعض الفتيات يحضرن بالاسكوتر الخاص بهن، ولكن معظم الفتيات تتعلم على الاسكوتر الخاص بالمدربة لحين يتعلمن ثم يقمن بشراء الاسكوتر الخاص بهن. ومن الناحية الاقتصادية سعر الاسكوتر أرخص من السيارات حيث يتراوح من (15 إلى 20 ألف جنيه).

 ما أبرز النصائح التى تقولها المدربات للفتيات بعد تعلمهن القيادة ونزولهن الشارع لأول مرة، خاصة مع حوادث التحرش المستمرة فى الشارع المصري؟

- المدربة تحرص دائمًا على نصيحة الفتيات بضرورة ارتداء وسائل الأمان كالخوذة وقفازات اليد والرُكبة والكُوع وعدم القيادة بسرعة، أما بخصوص التحرش اللفظى فننصح الفتيات بعدم الالتفات لأى تعليقات والتركيز فقط على الطريق حتى لا يتشتت انتباههن، وكذلك ارتداء سماعات الأذن للموبايل حتى لا تصل إليهن أى تعليقات سلبية. ولكن التحرش الجسدى، فكرنا فى (دوسى) أن نقدم ورش عمل للفتيات من خلال مُدربة متخصصة حول طرق الدفاع عن النفس. 

ما الخطط المستقبلية لتطوير منصة «دوسى»؟ 

- نخطط للتوسع فى كل محافظات مصر من خلال تواجد عدد أكبر من المُدربات، ونسعى لتطوير المنصة حتى يصبح حجز الفتيات الراغبات فى التعلم للمواعيد واختيار المدربات إلكترونيا لتوفير الوقت وتسهيل عملية التواصل بين المدربة والفتاة، وأخيرًا نأمل فى إطلاق أبليكيشن _تطبيق_ على الهواتف المحمولة ليصبح مثل (أوبر) ولكن هنا الاسكوتر تقوده فتيات يقمن بتوصيل الفتيات لأى مكان، وليصبح وسيلة مواصلات سهلة، سريعة، آمنة وموفرة ماديًا للفتيات عن استخدام السيارات والتاكسى. 

 هل أثرت أزمة كورونا على تعلم الفتيات قيادة العجل والاسكوتر؟

- على العكس تمامًا، شهدت الفترة الماضية إقبالا كبيرا جدًا على التدريب، وأظنه مرتبط برغبة الناس فى تعلم مهارة جديدة مع فترات الحظر الطويلة والجلوس بالمنزل.