كواليس استقالة «طاهر» بسبب أزمة نعى «العريان»

«نعيتم القاتل فاعتذاركم غير مقبول»، كان هذا تعليق والد أحد الشهداء، على نعى القيادى الإخوانى عصام العريان الذى نشرته الصحيفة الرسمية لنقابة الأطباء، الأسبوع الماضى، وهو يلخص الأجواء الساخنة التى شهدتها دار الحكمة خلال الأيام الماضية  والتى تُوجت باستقالة الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام للنقابة، الذى ذكر فى نص استقالته اعتذارًا عن نشر النعى، ونفيًا للاتهامات التى طالته بأنه المسئول عن نشره، والتأكيد على عدم مشاركته إطلاقًا فى هذا الأمر، وأنه كان مقترحًا اندفع خلفه بعض شباب الأطباء بحسن نية، ثم تراجعوا واعتذروا على موقع النقابة، بعد أن تبين لهم الخطأ الذى وقعوا فيه.

ورغم حذف النقابة للنعى من الصفحة الرسمية، عقب ساعات من نشره وتقديم اعتذار رسمى؛ فإن الاعتذار لم يكن كافيًا، فالأطباء منزعجون من الخطأ الكارثى الذى أساء إليهم أمام جموع المواطنين، بنعى أحد قيادات الجماعة الإرهابية، طالبين كشف ملابسات النعى ومحاسبة المسئول عنه.

وعن كواليس ما دار داخل النقابة خلال الأيام الماضية، كشف مصدر من داخل المجلس تفاصيل نشر نعى القيادى الإخوانى عصام العريان، وما تبعه  من استقالة الأمين العام للنقابة؛ حيث تقدم الدكتور محمد سلامة عضو المجلس، بمقترح لنشر نعى للعريان عقب وفاته داخل محبسه، كأحد الأطباء وقيادات النقابة السابقين، وعليه تواصلت سكرتارية المجلس مع الأعضاء لأخذ تصويتهم هاتفيًا، وقد وافق على القرار 12 عضوًا، فيما رفض 7 آخرون، وعليه تم نشر النعى على الصفحة الرسمية للنقابة.

وأضاف المصدر، أنه بمجرد نشر النعى اشتعلت الأزمة وشعر الجميع بالكارثة التى وقعت، لذا بادروا سريعًا بتقديم الاعتذار عن هذا الخطأ الفادح الذى ارتُكِب، وأكد المصدر أن  جميع الأعضاء مذنبون فى ذلك؛ سواء بالتصويت دون دراسة القرار، أو عدم تقدير تبعاته، مبديًا اعتراضه على ما جاء فى استقالة الدكتور إيهاب الطاهربأن النعى كان مقترحًا اندفع خلفه بعض شباب الأطباء بحسن نية، ثم تبين لهم الخطأ بعد ذلك وتراجعوا واعتذروا، مؤكدًا أن ذلك تضليل للرأى العام. لأنه كان بالإمكان رفض طرح المقترح وتوجيه النصيحة لهؤلاء الشباب بأن الأمر خاطئ تمامًا.

وأوضح المصدر، أن الطاهر استقال لشعوره بالمسئولية تجاه ما حدث، فالدكتور محمود عرفة هو المسئول عن إدارة الصفحة الرسمية للنقابة، وقبيل سفره قد فوض الدكتور إيهاب الطاهر بإدارة الصفحة أثناء غيابه لذا «الطاهر» مسئول عما نُشر خلال الفترة الماضية، بما فى ذلك النعى.

وتابع أنه ليس هناك متعاطفون مع جماعة الإخوان «الإرهابية» داخل المجلس، وأنهم يقفون جميعا خلف القيادة السياسية.

يذكر أن النيابة العامة كانت قد أصدرت بيانا أوضحت خلاله أن وفاة المسجون عصام العريان داخل محبسه، طبيعية، وأن التقرير المبدئى للتشريح الذى أورده الطبيب الشرعى، أوضح خلو الجثمان من أى إصابات ذات طبيعة جنائية، وتلقيه الرعاية الصحية الكاملة قبيل وفاته.