الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

يوم من عمرى.. ورفض زواج البنت دون رغبتها

(يوم من عمرى) فيلم مصرى أُنتج عام 1961 بطولة «عبدالحليم حافظ وزبيدة ثروت»، دون أن يكتب على الفيلم ما يفيد اقتباسه عن عمل أجنبى،  ولكنها معلومة معروفة وكلنا شاهدنا فيلم (إجازة فى روما) 1953 الأمريكى بطولة «جريجورى بيك» والجميلة «أودرى هيبورن» التى حصلت على أوسكار أفضل ممثلة عن دورها فى هذا الفيلم..



 

تمضى السنوات وأتذكر أمنيتها فى أن ترتدى بيجامة للنوم والتى تتحقق حين تضطر للمبيت فى شقة البطل وتنام بالبيجامة التى تخصه. الفيلم الأجنبى تتلخص فكرته فى رغبة أميرة من الأسرة المالكة أن تتحرر من القيود خلال رحلة دبلوماسية إلى إيطاليا، لا يوجد كما الفيلم المصرى «عريس» يجبرها عليه أحد، هرب البطلة فى فيلمنا من العريس الذى اختاره لها أبوها، بضغوط من زوجة أبيها التى أبعدتها خمس سنوات عن أبيها، للتعلُّم بالخارج دون رغبتها، وهى كبنات العائلات عليها أن تتزوج من اختاره أبوها ( الأدرى بمصلحتها) فى استراحة المطار يقول الأب لزوجته بتردُّد، «كنا نبعت نقولها»، فترد بقسوة ورفض للفكرة، «ليه كنا هناخد رأيها!!!، عشنا وشفنا بنات العائلات  يتصرفوا من دماغتهم». يتقرر ما تخطط له زوجة الأب لتزويجها من أخيها فتبقى لها السيطرة على أموال الأب وأعماله. يستقبلها والدها فى المطار ويقدم لها «صلاح نظمى» الذى وصفه «حليم» بأنه أغلس ممثل فى السينما المصرية، نادية تعاتب والدها، «كنت جايبنى علشان كده يا بابا»، فيرد بعنف المغصوب، «أنا فكرت بدالك». المخرج «عاطف سالم» اختار «زكى طليمات» فى دور الأب بصوته النحاسى الذى يعكس ثقة فارغة لشخص تقوده زوجته وأدت الدور «زوزو ماضى» ووضح سيطرتها عليه تمامًا. «زبيدة ثروت» الجميلة بعيونها الخضراء أدت دور الفتاة الرقيقة  بتمكن تام مع صوتها الباكى. فى العمل الأصلى الأقدم (حدث ذات ليلة)،  1937، امتلك «كلارك جيبل» وسامة  وخفة  ظل، وفى الفيلم المصرى 1961 تم إضافة «النابلسى» كبطل سنيد ليثير الضحكات بينما يتفرغ «حليم» بـ«تسبيل» العينين وكلمات الحب التى يجيدها مدعومة بأربع أغنيات من أجمل ما غنى. 

قضية اجتماعية واحدة عرضها الفيلم عن تزويج الابنة دون رغبتها وقضية فى مرتبة تالية عن احترام السكان للشقة المؤجرة فلا يمارس فيها أى رذيلة «بيتى مفيش ساكن وسخه أبدا»  تتغير أحكام مالك الشقة وزوجته حين يعرفان أن الفتاة ابنة مليونير وليست ( فتاة من الشارع) ويردد المالك «إن الله حليم ستار»، وينقلب غضبهما على الفتاة الهاربة إلى تعاطف بعد معرفة دراما حياتها وما تفعله بها زوجة الأب. هى تعبر عن يأسها، «البنات اللى فى سنى ما يملكوش غير كده». تقصد طاعة الأب، بينما يؤكد المطرب الرومانسى أنه ضد فكرة زواج البنت غصبًا عنها. ويطلب منها، «اوعدينى ما تتجوزيش العريس ده غصب عنك». ينسى عمله والسبق الصحفى الذى سيحل كل مشاكله ويتعلق بها ويحبها.

ومثل كل أفلامنا ننتهى إلى نهاية سعيدة؛ حيث يرفض تسليم الموضوع والصور التى ستسبب فضيحة، مضحيًا بالمكافأة المالية فيحترمه الأب الثرى وينشئ له جريدة ليكون رئيسًا لتحريرها.  

هل صحافة الفضائح كانت معروفة فى مصر وقت إنتاج الفيلم؟ هذا النمط لرئيس التحرير الذى أداه «محمود المليجى» باقتداره المعروف، هل يشبه شخصية فى واقعنا الشائع؟، بعض الكتابات تلسن أن المقصود به صحفى كبير بأخبار اليوم، الجريدة المصرية الأكبر شعبية. فى الفيلم الأجنبى القديم لـ«كلارك جيبل» سيشجع والد البطلة على زواجها من الصحفى المحترم الظريف. أما فى الفيلم الأحدث 1953 فلا شيء يحدث ولا يتطور الأمر إلى علاقة فعلية بين الصحفى الأمريكى والأميرة الإنجليزية،  بل يأخذنا صناعه إلى رحلة خلال  24 ساعة عبر  روما كأجمل بلد زارتها الأميرة وكأن الفيلم كله تحية لروما ولشعبها الظريف. فى فيلمنا المصرى سنستمتع بأغنيات «عبدالحليم حافظ»، (بأمر الحب وضحك ولعب وجد وحب) بتلحين «منير مراد»، و(خايف مرة أحب) من ألحان «بليغ حمدى»، وأغنية الفيلم  الرائعة (بعد إيه) لـ«كمال الطويل»، استمتعنا بالتوزيع الموسيقى لـ«على إسماعيل» ونسينا اقتباس الفيلم الذى نجح صَُناعه فى تمصيره.>