الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ابن «الجنيه»!

«نحن من نصنع النجوم.. ولأجلنا تُلعَب كرة القدم».. لافتة لطالما شاهدناها فى مُدرجات الدرجة الثالثة وسط طوفان بشرى من جماهير المارد الأحمر.. لافتة تحمل من العظمة والكبرياء والانتماء والحب للنادى ولاعبيه قدرًا يصل حد العشق والجنون.. ويبقَى لـ«ابن النادى» لدى الجماهير الحمراء عشق خاص.. فهو الذى تربّى داخل أروقة النادى أو فى مَدرسة «الكورة» التابعة له، وكبر بين جدرانه، وكان حاضرًا دومًا فى لحظات الحسم التى يحتاجها الفريق داخل الملعب.. لكن كل الوقائع الدامغة والأدلة القاطعة أثبتت بلا ما يدع مجالًا للشك أن ابن النادى الوحيد والمُخلص دائمًا وأبدًا هو «المشجع». 



 

مؤخرًا وقّع «رمضان صبحى» لاعب هيدرسيفيلد الإنجليزى لنادى بيراميدز لمدة 3 مواسم مقابل 5 ملايين يورو، أى ما يعادل 100 مليون جنيه خلال مدة التعاقد، واجتمع «رمضان صبحى» برفقة وكيله مع «هانى سعيد» المدير الرياضى لبيراميدز و«عمرو بسيونى» مدير التعاقدات، وتم الاتفاق على جميع تفاصيل التعاقد، وتم تحويل المقدم، ليقدم اللاعب على خطوة التوقيع الرسمى أول أمس (الخميس).

 واشترط «رمضان صبحى» الحصول على 50 مليون جنيه كاش قبل التوقيع، وهو الأمْرُ الذى وافقت عليه إدارة بيراميدز.. ونجح «ممدوح عيد» المدير التنفيذى لبيراميدز والمتواجد حاليًا فى انجلترا، بالحصول على موافقة هيدرسيفيلد على بيع «رمضان صبحى» لبيراميدز مقابل 3 ملايين و500 الف استرلينى.. كما أبلغ «رمضان» إدارة نادى باشاك شهير التركى الذى كان قد دخل فى مفاوضات متقدمة لضمه بغلق المفاوضات رسميّا بعد توقيعه لبيراميدز.

 

رحيل «رمضان صبحى» عن الأهلى كان بمثابة صدمة لجماهير وعشاق الأهلى؛ خصوصًا أنه ليس اللاعب الأول الذى ينتقل من الفريق الأحمر لصفوف بيراميدز؛ حيث سبقه «عبدالله السعيد وأحمد فتحى»، ويتردد أنه فى الطريق «شريف إكرامى وحسام عاشور وحمدى فتحى»، لكن الصدمة الأكبر عاشها مجلس إدارة النادى الأهلى الذى خاض اختبارًا صعبًا عقب الإعلان عن انتقال «رمضان» نجم الفريق لصفوف نادى بيراميدز، فهو أهم لاعب بالفريق، وفى الوقت نفسه إذا وافق الإهلى وجدّد لرمضان بالمبلغ الذى طلبه وهو 30 مليون جنيه فى السنة سيصنع فتنة فى الفريق، كما أن «الخطيب» يرفض لى ذراع النادى من أجل الحفاظ على مبادئه وقيمه، ولكن فى المقابل أنهت هذه الصفقة أسطورة «أى لاعب فى مصر يستطيع التجديد للأهلى بمكالمة واحدة من الخطيب».. لتبقى مسألة الانتماء تخص الجمهور فقط، أمّا بالنسبة للاعبين فقد أصبحت كرة القدم مجرد مهنة يبحث فيها عن مصلحته الشخصية ومَن يُقدر ثمَن موهبته.

 

كان «رمضان صبحى» قد فاجأ إدارة الأهلى الأربعاء الماضى، برفض البقاء فى النادى، وهو ما كشفه «أمير توفيق» مدير تعاقدات الأهلى، الذى أكد أن اللاعب أبلغه بأنه سيرحل إلى بيراميدز، وهى المفاجأة التى نزلت كالصاعقة على رأس ملايين الأهلاوية باعتبار أن «رمضان» صاحب إمكانيات فنية والأهم أنه يمتلك «شخصية» الأهلى التى يفتقدها كثيرون من الجيل الحالى فى الفريق.. وفى الوقت نفسه خرجت تصريحات من مسئولين بالأهلى بتأكيدهم أنه كان فى مقدورهم الحفاظ على «رمضان صبحى» باستمراره مع الفريق حال الرضوخ لطلبات اللاعب والموافقة على دفع راتب سنوى له يُقَدر بـ30 مليون جنيه بعد أن انتهت إعارته من نادى هيدرسيفيلد الإنجليزى فى 30يونيو الماضى.

إذن لغة المال هى التى حسمت محطة «رمضان»  المقبلة وليس الانتماء.. وهى نفسها اللغة التى حسمت الكثير من الصفقات الرابحة للنادى الأهلى، فلا تنسى جماهير الإسماعيلى العديد من اللاعبين المتألقين الذين انتقلوا من صفوف فريقهم إلى القلعة الحمراء ليعرفوا طريقهم إلى المال والشهرة والتألق والبطولات، وليساهموا بعد ذلك فى قيادة فريق الأهلى لتحقيق العديد من البطولات والإنجازات.. من ينسى صفقات مثل «عماد النحاس ومحمد بركات وإسلام الشاطر وخالد بيبو وأحمد حسن وسيد معوض وأحمد فتحى ومحمد عبدالله وعبدالله السعيد وشريف عبدالفضيل وجون أنطوى وأحمد خيرى ومسعد عوض وعمرو السولية وأحمد حجازى ومروان محسن ومحمود متولى».. كل هذه الأسماء انتقلت من قلعة الدراويش للقلعة الحمراء من أجل المال.. وكان دائمًا لاعبو الإسماعيلى يرددون أنهم لن يتركوا الدراويش ولن يلعبوا فى مصر لأى فريق غيره، ثم سرعان ما تغير رأيهم بعد ذلك أمام ملايين الجنيهات.

وجاء نادى بيراميدز خلال العامين الأخيرين ليفعل الشىء القليل مما فعله الأهلى مع الإسماعيلى لسنوات طويلة؛ حيث نجح من خلال لغة المال فى جذب العديد من لاعبى الفريق الأحمر لصفوفه بعدما عرض عليهم مبالغ أكبر من التى يتقاضونها فى الأهلى.. لنجد أسماء مثل «عبدالله السعيد ومحمد فاروق وجون أنطوى وأحمد حمودى وأحمد فتحى وشريف إكرامى» وأخيرًا «رمضان صبحى»، وحسام البدرى كرئيس نادى، وهادى خشبة كنائب رئيس نادى، وعبدالعزيز عبدالشافى كمشرف على قطاع الناشئين تنتقل جميعها لخدمات بيراميدز بدلًا من الأهلى بسبب المال، بل يتردد أن إدارة بيراميدز تحدثت مع «حمدى فتحى» لاعب وسط الأهلى لبحث إمكانية انتقاله لبيراميدز وحصل مسئولو بيراميدز على عقد اللاعب للبحث عن أى ثغرة لكى يتمكنوا من ضم اللاعب الذى يمتد عقده مع الأهلى لمدة 3 مواسم مقبلة، وعلمت إدارة الأهلى بمفاوضات «حمدى فتحى» مع بيراميدز فى الوقت الذى أكد مسئولو الأهلى أن عقد اللاعب لا يحمل أى شروط جزائية وأن الأهلى هو صاحب قرار تحديد مستقبل اللاعب. مشددين فى الوقت ذاته أنه لا توجد نيّة للتفريط فى اللاعب تحت أى مُسمى سواء لبيراميدز أو أى نادٍ آخر لوجود حاجه فنية إليه.

 

رمضان لمصر

يبقى الشىء المؤكد أن «رمضان صبحى» موهبة فذة.. وسواء كان فى الأهلى أو بيراميدز أو فى الاحتراف الخارجى فإن النقطة الأهم هى رعاية هذه الموهبة من أجل بقائها فى منتخب مصر.. فالأهلى قادر على تعويض غياب «رمضان» من الناحية الفنية فى ظل وجود «كهربا».. بالإضافة لتعاقد الأهلى مع «طاهر محمد طاهر»، لاعب المقاولون العرب، الذى كان أحد الأسباب أيضًا فى رحيل «رمضان» عن القلعة الحمراء ورفضه البقاء؛ حيث أبدى لاعب هيدرسيفيلد الإنجليزى غضبه الواضح من تعاقد القلعة الحمراء مع «جناح» المقاولون فى أوائل شهر يوليو الماضى بشكل رسمى لمدة خمسة مواسم، وهى الصفقة التى أثارت غضب «رمضان» بشكل واضح.

كما رأى «رمضان» بعينيه تعامُل الأهلى مع «حسام عاشور» وهو أحد أهم أبناء النادى.. الأمر الذى يحتم على مسئولى الأهلى تغيير سياستهم نحو تجديد عقود اللاعبين، وعدم الاعتماد على تاريخ النادى العريق ولغة العاطفة والانتماء التى يتم من خلالها تعبئة الجماهير.. بل يجب وضع استراتيجية للتعاقد وتجديد العقود مبكرًا، فى ظل سوق احترافية بامتياز يبحث فيها الجميع عن مصلحته، وفى مقدمتهم اللاعب الذى يرغب فى زيادة قيمته التسويقية وتأمين مستقبله.