الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لقاء سويدان: الفن ليس له أمان

حالة من التخبط عاشتها «لقاء سويدان» فى الشهور القليلة الماضية، فبَعد أن ضغطت عليها المهنة، قررت الاعتزال بشكل مفاجئ، ومنذ ذلك الوقت وانقسم عقلها وقلبها بين عشقها للفن والبُعد عنه. وقد حسمت قرارَها منذ أسابيع قليلة بالعودة للفن مجددًا وكأن شيئًا لم يكن، فعقلها وقلبها فى النهاية اتفقا على أنه لا توجد حياة من دون فن. وفى حوارنا معها تكشف «لقاء» كواليس اعتزالها وعودتها..



> ما السبب الرئيسى وراء اعتزالك؟

- قرار الاعتزال اتخذته بقلبى وليس بعقلى وكان ناتجًا عن ضغوط نفسية مررت بها، ففى آخر عامين كانت هناك العديد من العوامل التى أدت إلى هذا القرار لأننا نمُرّ منذ فترة بأزمات كثيرة فى المهنة، منها وبشكل عام اختلاف نظرة الجمهور للفنان، فأصبح الناس يتعاملون مع الفنانين وكأنهم ليسوا منهم، وكان هناك نوع من الهجوم المتواصل علينا بعد أن كنا ننعم بمحبة الجمهور، لكن دخلاء المهنة تسببوا فى هذا الهجوم. ولكن بعد فترة من ابتعادى فكرتُ أن الفن كمهنة ليس له دخل بكل تلك الأشياء وأننى يجب أن أحارب للاستمرار فى الشىء الوحيد الذى أحبه. 

> ألم تتخوفى من اتهامك بالرغبة فى الدعاية أو «الشو» بقرار الاعتزال؟

- لا، فأنا تربيت مع الجمهور، والناس العادية عندما تقابلنى فى الشارع يقولون لى إننى مثل أخت أو قريبة لهم، ولا أعتقد أن الجمهور يمكنه الاعتقاد بأننى أسعى للدعاية؛ لأننى لست بحاجة لـ«شو» إعلامى. كما أن اعتزالى ليس بسبب عدم وجود أعمال أقدّمها، لقد اتخذت القرار وأنا فى قمة نجاحى،؛ حيث اعتذرت وقتها عن الجزء الثالث من مسلسل (البيت الكبير) الذى يُعَد من المسلسلات الناجحة جدّا.

> كيف قضيت فترة غيابك؟

- كنت فى دبى أقوم بتدريس الدراما، فلم أستطع الابتعاد عن الفن كثيرًا. وبالمناسبة أنا كنت الأولى على دفعتى فى معهد الفنون المسرحية وكنت من المفترض أن أكون معيدة بالمعهد، فلم يكن التدريس صعبًا بالنسبة لى. ولكنى كنت أقوم بتأجيل خطوة التدريس بسبب انشغالى بالتمثيل فى الأعمال الفنية. ولكن تدريس التمثيل لا يمكنه تعويضى عن العمل بالمجال نفسه.

> وكيف جاء قرار عودتك للفن؟

- فى الفترة الماضية قررتُ العودة لمصر مجددًا بعد انتشار فيروس «كورونا»؛ حيث كانت ابنتى وحدها هنا وأصابنى القلق عليها، ولكن عودتى كانت من دون تخطيط منّى بالعودة للفن. إلى أن فوجئت بعرض من المسرح القومى للمشاركة فى المسرحيات التى أطلقتها وزيرة الثقافة «د.إيناس عبدالدايم»، وهى عبارة عن مجموعة مسرحيات مصورة يتم بثها على قناة وزارة الثقافة على الإنترنت. واقتنعتُ لأن العمل تحت إشراف وإخراج المخرج الكبير «مراد منير»، الذى التقيته واتفقنا على تقديم عرضين مسرحيين، الأول مأخوذ من الأدب العالمى عن قصة لـ«انطون تشيكوف» والثانى (سيد درويش) الذى يأتى ضمن مبادرة إحياء السير الغنائية بالوطن العربى. وأنا معجبة جدّا بتلك المبادرة للسيدة وزيرة الثقافة التى اهتمت بإعادة إحياء التراث لأننا بحاجة للحفاظ عليه وتأريخه للأجيال القادمة.

> ألم تفكرى فى العودة طوال الأشهُر الماضية؟

- كنت أعتبر نفسى فى إجازة أو استراحة محارب، فكل مَن حولى كانوا يتفهمون فكرة أننى لا أستطيع القيام بأى شىء سوى الفن. ورُغم اعتذارى عن العديد من الأعمال؛ فإنه عندما عرضت علىّ مسرحية (سيد درويش)وافقتُ، وكأننى كنت أنتظر العمل الجيد الذى أعود به ولم أكن فى حالة اعتزال حقيقى. فقد تربيت فى الوسط وقضيت فيه عمرى كله وحبى للفن كبير، لا أستطيع العيش من دونه. وفكرة عودتى على خشبة المسرح القومى كفيلة بإسعادى حتى لو لم يكن هناك جمهور فى العرض الأول، لكن عرض (سيد درويش) سيشهد حضور الجمهور حيث سيتم من خلاله افتتاح مسرح البالون.

> حدثينا عن تحضيراتك للعمل؟

- لا أنكر أننى مرهقة جدّا فى تلك الفترة؛ لأننى منقسمة للتمرين على أكثر من شىء. فأقوم بالتدريب على الغناء من أجل مسرحية (سيد درويش)، وأخضع لتمرينات الرقص واللياقة والبروفات الخاصة بها قبل بروفة التمثيل بساعتين على الأقل. ثم أنتهى من التمرين على ذلك العرض وأتجه للتدريب على العرض الثانى الذى سيتم تصويره للعرض على الإنترنت.

> هل لمسرح الدولة مكانة خاصة بالنسبة لك؟

- طبعًا؛ لأن جمهور مسرح الدولة جمهور يبحث عن الثقافة وليس الترفيه فقط. فهم يدفعون ثمَن التذاكر من أجل المعرفة والاستمتاع وليس فقط بهدف الترفيه مثل جمهور المسرح الخاص. فالمسرحيات التى تُقدَّم على خشبة المسرح العام لها موضوعات هادفة وليست مثل أغلب الموضوعات التى تقدّم بالمسرح الخاص. 

> فى رأيك.. ما الذى ينقص مسرح الدولة حتى يتم تطويره؟

- بصراحة شديدة أنا أرى اهتمامًا كبيرًا جدّا من د. «إيناس عبدالدايم» تجاه المسرح، وهناك تغييرات كبيرة فى موضوعاته وهناك توجه لعودته مرّة أخرى بقوة.

> هل ستختلف اختياراتك الفنية بعد العودة؟

- طوال عمرى الفنى أحاول اختيار أدوارى بعناية، وكلما زادت خبرتى زاد انتقائى. لذلك لا أعتقد أننى سأتغير فى طريقة اختياراتى.

> فى رأيك.. هل هناك وقت مناسب لاعتزال الفنان؟

- لا يوجد وقت محدد، فهذه المهنة معتمدة على المشاعر والأحاسيس وليست مهنة مكتبية تعتمد على حسابات عقلية. عملنا يعتمد على الإحساس فقط، وعندما يتم اتخاذ قرار الاعتزال يكون بالمشاعر فقط مثل الحب، فالفن عشق وحب.

> هل الفن مهنة غدّارة؟

- لا، لكنه ليس له أمان، فنحن كفنانين ليس لنا ظهْر.. والله هو سند كل الناس فى كل المهن.>