الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أحمد والحاج أحمد..!

أقطع ذراعى.. أن الخواجة ترامب سوف يزور إسرائيل.. وسوف يقدم هناك فروض الولاء والطاعة.. وسوف يذهب لحائط المبكى ويذرف دمعتين على الماشى.. هى عادتهم ولن يشتروها.. شراء الرضاء اليهودى.. عمرك شوفت مرشح للرئاسة الأمريكانى يبدأ جولاته الانتخابية بزيارة بلد عربى؟!.. إسرائيل عندهم هى الأهم.. هى البوصلة والهدف ومربط الفرس.. وأصوات اليهود مهمة جدًا فى الانتخابات الأمريكانى.



اليهود يشكلون اللوبى الأقوى.. ومع أن تعدادهم فى أمريكا لا يزيد على خمسة ملايين.. إلا أنهم يتكتلون فى كتلة تصويتية واحدة.. جميع أصواتهم تذهب لمرشح واحد وحيد.. 5 ملايين يعطون أصواتهم للمرشح المختار.. عكس إخواننا الأمريكان العرب وتعدادهم أكثر من تعداد اليهود.. هم 6 ملايين عربى مهاجر.. لكن أصواتهم مبعثرة مفتتة.. العرب لا يتفقون أبدًا.. ومعظمهم لا يذهب لصناديق الانتخاب.. هى عادة عربية أن تتعامل مع الانتخابات بالإهمال الكافى.. ولهذا لا يحسبون حساب الناخب العربى فى الانتخابات هناك.. الناخب العربى فى العرف الأمريكانى صفر على الشمال.. وصوته لن يؤثر.. ثم إنهم لا يتفقون على مرشح محدد أبدًا..!

وسوف ينجح ترامب فى الانتخابات مرة أخرى رغم سوء الأداء.

دعك من استطلاعات الرأى المضروبة التى يسربونها وتؤكد ضعف فرص ترامب.. هى بالونات اختبار فى اللعبة الأمريكانى.. وترامب هو الأقوى فى مواجهة بايدن الضعيف والمتردد.

وأنا لا أقرأ الغيب ولا أضرب الودع ولا أفتح الكوتشينة.. لكنى أراهن أن الخواجة ترامب سوف يكتسح.. ومؤهلاته لسانه الطويل وجهله بأمور السياسة.. ولا تنس أبدًا أن أمريكا انتخبت بوش الجاهل وريجان المغرور.. وكل ما تراه الآن من إدانة لتصريحات ترامب وأدائه السياسى.. هى مجرد تهدئة خواطر.. والدليل أن نفس التصريحات ونفس السلوك هما أسباب نجاحه وجلوسه على الكرسى لأول مرة.

وهل عرفت الآن أسباب الحرص الأمريكانى على مغازلة اللوبى اليهودى الذى هو ناصح بامتياز.. وأول شروطه أن يعلن المرشح الرئاسى بوضوح انحيازه لإسرائيل دون قيد أو شرط.. وأن تكون أولوياته السياسية مصلحة إسرائيل وأن يضع بلادنا على حافة الخطر.. وقد فعلها ترامب فعلاً.. هو ليس فى حاجة أن يقدم أوراق اعتماده.. هو قدم السبت والأحد والخميس والجمعة.. هو المرشح المفضل والحصان الكسبان..!

قدرنا وخيبتنا أن قادة أمريكا من الجمهوريين أو الديمقراطيين يتعاملون معنا بعنصرية ومن طرف مناخيرهم.. مع أننا نطبطب عليهم ونتعامل معهم بالأدب.

وفى تقديرى أننا منذ وضعنا فى أيديهم 99 فى المائة من أوراق القضية.. وجلسنا نتسول المعونة والإحسان.. فإن السلوك الأمريكانى تغير معنا.. وفى الماضى كانوا يتظاهرون بالتعامل معنا معاملة الند والصديق.. لكنه الآن يتعامل معنا بفجاجة وقلة ذوق.. لا يختلف الجمهورى عن الديمقراطى.. جورج بوش أو باراك أوباما.. لا فارق بين أحمد والحاج أحمد.. الاثنان متفقان على التعامل من طرف مناخيرهم على اعتبار أننا دولة تابعة ولسنا على قوائم الأصدقاء أبدًا..!

ووالله العظيم.. إن أمريكا زمان كانت منحازة لإسرائيل.. لكنها كانت حريصة على مغازلة العرب وعدم إغضابهم بفضل الدبلوماسية الناعمة.. والآن تغير الوضع وساسة أمريكا يتبنون سياسة القبضة الحديدية.. والعصا لمن عصى.

ووالله العظيم.. إننى أتمنى نجاح الخواجة ترامب.. وحتى توضع الأمور فى سياقها الحقيقى.. وحتى يظهر لنا وجه أمريكا العنصرى.. ويكتشف العالم ما خفى من سياسات أمريكا التى تظهر عداءها للعرب والمسلمين.. ثم للصين وإيران.. وغدا للهند واليابان وهكذا.. لأن ترامب الأحمق لا يجيد لعب السياسة والدبلوماسية.. قدر ما يجيد سياسة القبضة الحديدية التى ليست فى صالحه طوال الوقت..!>