السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الكارتون من «قشر الذرة».. والرسم من «دكان العطار»!

لم يختر أىٌ منهم أن يكتفى بالرسم والتلوين على الورق؛ بل بحث كلٌ منهم عن طرق جديدة ومبتكرة تُميِّزهم عن غيرهم فى مجال يضم ملايين الأشخاص، منهم من وجد ذاته قادرًا على استغلال قشر الذرة لصنع شخصيات كرتونية شهيرة احتلت قلوب الناس، وآخر استعان بالشاى ليكون وسيلته لرسم الأشياء والأشخاص بأشكال مختلفة، وثالث استغل القهوة والكركديه وبعض أنواع الفاكهة ليرسم بها.



كانت شغوفة بالرسم منذ طفولتها، وتُقلِّد الصور التى تشاهدها فى الكتب، وتنقش الشخصيات الكرتونية التى تراها على أكياس السناكس مثل بكار والريس حنفى وغيرهما، فى المرحلة الإعدادية بدأت ترسم كل ما يقابلها، وفى الثانوية العامة كانت تستغل الأوقات التى تمضى بين الحصص وترسم ثم تعرض ما ترسمه على زملائها، لم تشأ الأقدار أن تلتحق بإحدى الكليات الفنية، لذا اختارت دراسة الفلسفة بكلية الآداب؛ حيث كانت تحبها كثيرًا.

تخرجت «دينا فتحى» 31 عامًا، عام 2011، لكنها لم تجد فرصة عمل تتعلق بدراستها، لذا اتجهت إلى موهبتها وعملت مُدرسة رسم بعد 4 أشهر من تخرجها، تقول: «كملت وبقالى 9 سنين شغالة مُدرسة رسم، وخلال الوقت ده صحابى شجعونى أطور نفسى فى رسم الكرتون وأرسم حاجات أصعب، وبعد 8 سنين من تخرجى دخلت دراسات حرة فى فنون جميلة من سنة واشتركت فى 3 معارض، وكان بينزلى رسوم تعبيرية فى جريدة أسبوعية لمدة 3 شهور».

ازداد شغف الفتاة الثلاثينية وتعلَّمت الرسم بالفحم، وعن صناعة الشخصيات الكرتونية بورق الذرة، تقول: «شوفت بنت منزلة صورة لعروسة بورق الذرة، اتشديت للطريقة جدًا والفكرة نفسها تملكتنى ولما دخلت على اليوتيوب وعرفت إنها موجودة من زمان خصوصًا برا مصر وليها ورش ومحلات خاصة بيها، البنت اللى عملت العروسة شرحتلى الطريقة وعملت أول عروسة وكانت بسيطة جدًا عبارة عن رأس وفستان وإيدين، بعدها قررت أبتكر، وأعمل شخصيات محدش عملها وكانت النتيجة بسنت ودياسطى وفرحت بيها جدًا وأول ما نزلتها على كذا جروب تفاجأت من التفاعل وردود الأفعال، شوفت تعليقات تدينى طاقة إيجابية لسنة قدام، وناس بعتتلى رسايل تقولى رأيها فى العرايس، وبعدها عملت روبانزل ويوجين ودخلت خامات جديدة زى التل وقطع قماش ملابس».

مشيرة إلى أن الصعوبة الوحيدة التى واجهتها هى الرسم على الوجه: «الورق بيكون مضلعا وصعبا الرسم عليه، الملابس متعبة بس بطلعها زى الأصلية على قد ما بقدر»، استغرق رسم العروسة بورق الذرة ما بين 6 لـ 7 ساعات متواصلة، كما أنها تضيف ألوانًا بلاستيكية إليها: «بأستخدم خيوط أعمل بيها الشعر وقماش عشان أعمل إيشارب، بعشق أى حاجة بصنعها بإيدى أكتر من حبى للرسم والورقة والقلم، وعملت عرايس المولد من تصميمى وتنفيذى بكل مراحلها، وبأعمل شغل بالفوم برضه، طموحى أقدر أفتح مكان خاص بيّا أشتغل فيه وأعرض كل شغلى وأعلم الناس كل الحاجات اللى أعرفها حتى لو كانت بسيطة».

حصل «محمد إبراهيم» 24 عامًا، على ليسانس حقوق، اكتشف موهبته فى الرسم بمحض الصدفة، حينما دخل تحديًا مع أحد أصدقائه الرسامين، يقول: «كنت عاوز آخد سكتش رسم منه، قالى هتعمل بيه إيه قولتله هحاول أرسم، قالى مش هتعرف، رسمت أول رسمة ليّا كانت حلوة، بعدها قررت أكمل وأرسم تانى وهو ساعدني، بدأت أرسم بالرصاص، وفى يوم قالى لو عاوز تتميز ارسم بحاجة مختلفة، وفى اللحظة دى قررت أرسم بالشاى».

اتجه الشاب العشرينى إلى الرسم بـ«الشاى» منذ عامين، ثم اتجه إلى الرسم بالتفريغ والرصاص: «كل حاجة بعملها بالشاى والرصاص كمان أساسى، وأقرب رسمتين لقلبى هما بتوع محمد صلاح، الرسمتين حسيت بتطور مستواي جدًا وكانت إنجازا كبيرا بالنسبة لى، والحمد لله الرسم بقى شغلى دلوقت»، مؤكدًا أن أسرته وأصدقاءه يشجعونه دائمًا: «برسم على الحوائط وبرسم بقلم بدون سن، وأقلام رصاص إتش بى 8، والتفريغ بعمله بورقة وقطر للتفريغ، والحمد لله ردود الأفعال كويسة على شغلى والناس بتشجعنى وبعمل أوردرات كتير وبتتباع، أحلامى يكون عندى معرض باسمى أعلم فيه الناس ترسم بالشاى».

اختار «إبراهيم رزق» 19 عامًا، اتجاهًا مختلفًا للرسم منذ بداية مشواره، اكتشف حبه للرسم وعمره 17 عامًا، حينما كان فى الصف الثانى الثانوى، يقول: «كنت مشتركا فى جروب تانية ثانوى وكان واحد من الأصدقاء منزل رسمة كرتونية قررت أرسمها، بس مطلعتش النتيجة اللى كنت متخيلها، رسمتها تانى طلعت مختلفة عن الأول شوية، من هنا حبيت المجال وقررت أشتغل على نفسى لحد ما أوصل لمرحلة الاحتراف وده حصل بعد تعب وإحباط كبير جدًا».

يدرس «إبراهيم» بالفرقة الأولى بكلية اللغة العربية، جامعة المنصورة، ويقطن فى مركز «مطوبس» التابع لمحافظة كفر الشيخ، مؤكدًا أنه أحب أن يكون مميزًا عن غيره من الفنانين، لذا اختار أن يرسم بطرق غير تقليدية: «برسم بالشاى والنار على ورق أبيض أنا اللى مكتشفها، والفحم والجاف وبرى الأقلام والقهوة وقصاقيص المجلات وعلى الموز والبرتقال والرصاص والكركديه وألوان مائية وألوان خشب وبرسم عن طريقة نيجتايف بأسلاك الكهرباء الملونة وعلى الكرتون وعلى سن القلم الرصاص».

حقق طالب اللغة العربية إنجازات فى الرسم؛ حيث شارك فى معرض الكتاب التاسع بالمنصورة وحصل على شهادة تقدير، ويضيف: «أهلى شجعونى وأصدقائى المقربون، قابلتنى بعض الإحباطات وكنت هسيب الرسم بس وقفت على رجلى وقررت أكمل وأخلى كل شخص أحبطنى يطلب منى إنى أرسمه، وبالفعل حصل، حلمى أكون فنانًا عالميًا وأرسم بأدوات بسيطة وإن لوحاتى تتعرض فى معارض عالمية».