الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

للبيع.. مساحات على القمر والمريخ!

هل فكرت يومًا فى امتلاك قطعة على سطح القمر؟، أو مساحة فضاء فى كوكب المريخ؟ هل تراها فكرة مجنونة؟ وهل هى قابلة للتطبيق فعلًا؟ وما جدوى امتلاك شيء كهذا؟ هل يمثل فعلًا كهذا من الناحية القانونية واقعة نصب مثل بيع الفنان أحمد مظهر لميدان العتبة الخضراء للفنان إسماعيل ياسين؟



 

 

الواقع أنه أصبح الآن ممكنًا لأى شخص امتلاك  قطعة على سطح القمر أو أى من كواكب المجموعة الشمسية، خصوصًا بعد الانتشار الكبير لوكالات العقارات السماوية التى تبيع أراضى المجرة بعقود مسجلة وموثقة، فكل ما عليك فعله هو ملء نموذج  الشراء ودفع الأموال وستحصل على شهادة  إلى جانب وثيقة تشير إلى إحداثيات القطعة التى تتملكها؛ سواء على سطح القمر أو أى من كواكب المجموعة الشمسية. 

 

إذا كنت لا تصدق فإن السمسار العقارى الأمريكى «دينيس هوب» ذا الخمسة وستين عامًا هو أول من باع القمر وأغنى رجل على وجه الأرض؛  بل أغنى رجل فى المجموعة الشمسية وكان  فى أوائل الثمانينيات مجرد عاطل عن العمل لمدة عام تقريبًا  وحلمه  أن يكسب عيشه من خلال إدارة العقارات وفى يوم نظر من النافذة ورأى ممتلكات ليست ملكًا لأحد «القمر» وتذكر شيئًا مريحًا من دورة العلوم السياسية التى درسها فى الكلية - أن معاهدة الأمم المتحدة للفضاء الخارجى لعام 1967 تنص على أنه لا يمكن لأى دولة امتلاك القمر لكنها لا تقول شيئًا عن الأفراد. 

 

فورًا ذهب دينيس هوب إلى مكتب الحكومة لتسجيل سجلات المطالبات، وقدم مطالبة بسطح القمر بأكمله وكذلك سطح ثمانية كواكب أخرى من نظامنا الشمسى وأقمارها (باستثناء الأرض والشمس) وحصل على تسجيل لمطالبته بالملكية ثم كتب رسالة إلى الأمم المتحدة يقول فيها إن القمر هو ملكه وطلب من المجموعة التوصل إلى سبب قانونى يمنع الفرد من المطالبة بملكية القمر وأرفق معه إعلان ملكية مفصل وأعرب عن نيته فى تقسيم القمر وبيعه ولم يرد أحد عليه ومنذ ذلك الحين باع أكثر من 611 مليون فدان من الأرض على القمر  فكان قد قسم القطع إلى فردية بمساحة فدان واحد مقابل 36.50 دولار بعد  الضريبة والشحن بل وراح يعرض خصومات على قطع الأراضى الكبيرة. 

 

باع هوب ذات مرة قطعة أرض بحجم بلد كامل 2.66 مليون فدان مقابل 250000 دولار ومن بين زبائنه مشاهير ونجوم  فقد باع أراضى على القمر لثلاثة رؤساء سابقين للولايات المتحدة الأمريكية جورج دبليو بوش وجيمى كارتر ورونالد ريجان وهو الآن رئيس حكومة المجرة  وهى وفق تصوره جمهورية ديمقراطية تمثل ملاك الأراضى على القمر وبعض ممتلكاته الأخرى كعطارد  والمريخ  والزهرة وحتى بلوتو وقال إنه يمكن للعملاء شراء كوكب بلوتو بالكامل مقابل 250.000 دولار . 

 

فى عام 2004، شكل دينيس حكومة المجرة  التى تمثل ملاك الأراضى خارج الأرض مع دستور مصدق عليه فى مؤتمر كبير لعرض نسخة من الوثائق التى صادقت عليها وقبلتها الولايات المتحدة ووقعتها وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون وتم مؤخرًا تقديم دينيس هوب وسفارة القمر اعترافًا رائعًا من كونجرس الولايات المتحدة كما تم تعيينه رئيسًا مشاركًا للمجلس الاستشارى للأعمال التجارية فى الكونجرس وقد حصل أيضًا على جائزة القيادة الجمهورية الوطنية ومؤخرًا حصل على أعلى تكريم منحته لجنة الكونجرس الجمهورى الوطنى «الميدالية الذهبية الجمهورية المرموقة».

 

يمتلك عدد من مشاهير العالم مساحات خارج الكوكب؛ سواء على القمر أو على سطح الكوكب الأحمر ومن بينهم الممثل الهندى الموهوب سوشانت سينج راجبوت الذى أحب أن يعيش حياته على أكمل وجه وامتلك العديد من عناصر الرفاهية من بينها قطعة أرض على الجانب البعيد من القمر  فى منطقة تسمى مارى موسكوفينسى أو  بحر مسكوفى  من السجل الدولى للأراضى القمرية وبحر موسكوفى هو واحد من الأحواض البركانية الداكنة التى يمكن رؤيتها بدقة على شكل بقع من الأرض ويطلق عليها أيضًا الجانب الأعمى من القمر  وكان قد اشتراها بنحو 6900 روبية فى 2018  عندما  كان عضوًا فى ILLR  وهو برنامج ممول من الجماهير يهدف إلى جمع البيانات اللازمة لاستكشاف البشر وتطوير سطح القمر   دون إعاقة جمالها الطبيعى. كما يبلغ حجم الأرض نحو 170 ميلًا (276 كم) والممثل بالفعل مالك لتلسكوب باهظ الثمن متقدم يسمى Meade 14 LX600  والذى يمكن أن يساعده فى مراقبة هذه القطعة الرئيسية التى اشتراها من منزله على الأرض، إلا أنه كان يعشق الفضاء ولم يستطع سوشانت تحقيق حلم الصعود إلى القمر؛ حيث وجد منتحرًا  فى منزله فى باندرا فى مومباى بعد أن  شنق نفسه إلى مروحة سقف.

 

وكان قد سبقه عالم الأعداد والمنجم ومحلل سوق الأوراق المالية راجيف بجدى الذى اشترى  خمسة أفدنة من الأراضى على القمر فى منطقة مار امبريوم أو بحر الأمطار  من خلال صفقة عبر الإنترنت، مصرح بها من قبل جمهورية القمر ومسجلة فى السجل الدولى للأراضى القمرية فى نيويورك وباريس مقابل 140 دولارًا نحو 6500 روبية فى ذلك الوقت 9،640 روبية وفقًا لسعر الصرف الحالى  وتم إصدار العقد بتاريخ 27 يوليو 2003 من قبل Lunar Republic Interactive وتم تعيين بجدى المالك الحقيقى والقانونى للممتلكات الواقعة في(بحر الأمطار) خط عرض 32.8 درجة شمالًا وخط طول 15.6 درجة غربًا ومسار 30.

 

ويعتبر الفنان والرسام الأمريكى ستيفن ليتل أول من اشترى قطعة أرض خارج كوكب الأرض قبل عدة سنوات ولم يقم الفنان  بشراء 10 أفدنة من المريخ فقط، بل أرسل مطالبته هناك بواسطة صاروخ فضائى ثم شارك فى مشروع نظمته جمعية الكواكب وناسا  والذى أرفق أقراص DVD لكل من مركبات المريخ المنقوشة والتى تم تسجيلها بالتفاصيل الشخصية وتضمين تفاصيل حيازته للأراضى فى تقديمه الخاص وهناك أيضا أكثر من 500 شركة ثرية  مثل ماريوت تمتلك آلاف الأفدنة من أرض القمر لأغراض الاستثمار .   

 

لم تقتصر معاملات بيع الفضاء على الكواكب والقمر فقط؛ بل أصبحت النجوم أيضًا بضاعة رائجة بين المشاهير والأثرياء؛ حيث يوجد أكثر من 8  شركات عالمية متخصصة فى بيع نجوم السماء وتمنح الراغبين فى امتلاك نجمتهم الخاصة شهادة ملكية وصكًا يؤكد ملكية النجمة وموقعة على المجرة بكل دقة مقابل مبلغ مادى يتراوح بين 50 و500 دولار وربما أكثر طبقا لحجم ودرجة سطوع النجمة فى السماء ومدى قربها ووضوحها كما تمكن الشارى من إعادة تسمية النجمة. 

 

الغريب أن مثل هذه المعاملات انتشرت أيضًا فى بعض الدول العربية مثل الإمارات العربية المتحدة وبعض دول الخليج رغم وجود اتفاقية الفضاء الخارجى التى تشمل  قائمة من المبادئ التوجيهية التى تحدد ما الذى  يمكن وما لا يمكن القيام به فى الفضاء. كما أنها تتعلق بالكواكب والأجرام السماوية مثل الكويكبات والقمر ولا تعطى الحق لأى دولة للمطالبة بأى أراضٍ  كما تمت صياغة ثلاث معاهدات أخرى وتم التصديق عليها على نطاق واسع بعد معاهدة الفضاء الخارجى. وتتعلق هذه بإنقاذ رواد الفضاء والمسئولية عن الأضرار التى تسببها الأجسام الموجودة فى الفضاء وتسجيل الأجسام المطلقة فى الفضاء ففى عام 1979  تمت صياغة معاهدة فضائية إضافية على وجه التحديد لتنظيم استكشاف واستخدام القمر والأجرام السماوية الأخرى. 

 

سميت هذه المعاهدة رسميًا بالاتفاقية المنظمة لأنشطة الدول على القمر والأجرام السماوية الأخرى والمعروفة أيضًا باسم اتفاقية القمر  وتقدم الاتفاقية  دفعة متقدمة لمعاهدة الفضاء الخارجى الأصلية بمواد أخرى  مثل حظر أى استخدام عسكرى للأقمار والأجرام السماوية، بما فى ذلك اختبار الأسلحة والقواعد العسكرية حظر جميع عمليات استكشاف واستخدام القمر والأجرام السماوية الأخرى دون موافقة أو فائدة دول أخرى وإعلان أن القمر وموارده الطبيعية هى تراث مشترك للبشرية  وأنه لا يمكن لأى دولة أو منظمة أن تدعى امتلاك  الموارد المتاحة على القمر  واعتبارًا من عام 2019 وقعت 18 دولة فقط على معاهدة القمر مع القليل منها من البلدان التى ترتاد الفضاء لم توقع الصين والولايات المتحدة وروسيا على الاتفاقية.