السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دعارة Delivery

«بنوصّلك البنات لحد باب البيت»، شعار رفعه مقدمو خدمة المساج والتدليك مؤخرًا فى إعلاناتهم الدعائية بعد تفشّى فيروس كورونا المستجد، لمَن يخافون التجمعات وعدم الاختلاط تحسبًا لانتقال العدوى، لتنتشر تلك الإعلانات عبر منصات مواقع التواصل المختلفة و«الجروبات السرية» لتقديم تلك الخدمة فى المنزل.



 

دعاية منصّات التواصل والجلسات المنزلية شجّعت بعض المخالفين وبائعات الهوى على عرض خدماتهم لراغبى المتعة خلف ستار «جلسات المساج والتدليك»، ليجدوا لأنفسهم مساحة لأعمالهم المنافية للآداب بصورة خفيّة، ليكثفوا من دعايتهم خلال الفترة الأخيرة متخفين وراء أسماء وهمية، كحيلة للهروب من الوقوع فى قبضة الشرطة.  «روزاليوسف» اخترقت العالم السرى لتجار المتعة على مواقع التواصل الذين يتخفون خلف تقديم خدمة المساج والتدليك من خلال البحث وراء صفحاتهم المشبوهة وجروباتهم السرية، والتواصل مع بعض «القوادين» وراغبى المتعة الذين يعملون بهذه الطريقة.

 

الدعارة من باب التدليك !

 

عبر منصّات التواصل والجروبات المختصة بمقدمى خدمة التدليك انتشرت إعلانات تروّج إلى الدعارة، لكن أغلبها يكون بشكل غير مباشر، من خلال عرض خدمات المساج والتدليك تحت مصطلحات لعروض مختلفة كـ«مساج عادى - هاى إند- بودى توبودي»، مصحوبة بصور تعبيرية مثيرة.

 

وعلى الرُّغم من حرص بعض المعلنين على أن تكون إعلاناتهم غير مباشرة، إلا أن تفاعل المشاركين معها يكشف حقيقتها عن طريق تعليقاتهم فيقول أحد المعلقين: «عايز مساج جنسي»، فيبدو أن سوق المتعة تغيّر ليكون سهلاً على روّاده بأن يصبح بمجرد رسالة من الهاتف يحصل الشخص على الفتاة التى تبيع له جسدها.

 

محررة «روزاليوسف»: الأدمن قوّاد

 

تعليق كتبته على أحد الجروبات التى تروّج لمدربى المساج، حول إمكانية تواجد فرصة عمل لمدربة، ليكون بوابة دخولى لهذا العالم سيئ السمعة، وجدت سيلًا من الرسائل التى يسألنى أصحابها عن عملى وعروض العمل، من بين تلك الرسائل جاءتنى رسالة محتواها: «مع حضرتك أدمن جروب برايفيت مساج.. أقدر أعرف أنتِ مدرّبة مساج أم تحتاجى جلسة؟، أم تحتاجى العمل فى مجال المساج»؟

 

يبدو أنه التقط الطُعم الذى حاول أن يصطادنى به، أجبته بأنى أبحث عن عمل كمدربة مساج، فوجدته دخل فى الحديث مباشرة ليطلب أن يكون بيننا حديث يتسم بالصراحة، فسألني: «هل تحتاجى الشغل هواية ورغبة أم للمقابل المادي»، أجبته بأنى أحتاج للاثنين معًا.

 

بدأ يحدثنى عن المجال وأن المساج فن وأسلوب للتعامل اليدوى مع جسم العميل بما يحقق راحة لعضلاته وارتخائها، ما يجعل هناك ضرورة أن أتقن فن إجراء الجلسات، فهناك عملاء ليس لديهم دراية بفنونه وهناك مَن هم على دراية، فلابدّ أن أكون على دراية بما أقوم به من تمارين.

 

تطرق بعد ذلك للحديث عن طبيعة الجلسات التى يقوم بها أى مدرب مساج، إضافة إلى طبيعة ما يطلبه العملاء من هؤلاء المدربين، فيقول هناك نوعان من العملاء: «الأول عميل يطلب مساج؛ لأنه يحتاجه فعلًا والثانى يطلب مساج علشان إحساسه إنه مع واحدة بتعمل تدليك لجسده ولديه رغبة فى إرضاء نفسه لوجوده مع واحدة ست».

 

7 فتيات ليل: «مش مهم الفلوس»

 

فى محاولة منه لإظهار الفارق المادى بين الدخل الذى قد أتلقاه خلال تعاملى مع النوعين من العملاء وإغرائي، يقول إن العميلين موجودان لكن العميل الأول على دراية بفن المساج وعلم بأسعاره؛ لأنه اعتاد على تلك الجلسات، وعن العميل الآخر يستطرد: «بيكون عايز واحدة معاه مش مهم الفلوس وبيدفع فى سبيل يكون معاه واحدة»، مشيرًا إلى أنه بناء على طلب العميل يحدد سعر الجلسة.

 

يشكّل وليد فريقًا من «فتيات الليل» عددهن سبع من الفتيات يعملن جميعهن خلف ستار مسمى «مدربات مساج»، فيؤكد أنهن يرجحن العمل مع العميل الثانى الذى يقوم بدفع مبالغ أكبر.

 

بعد استدراجى عن طريق إغرائى بضمان دخل مادى خيالى حال عملى معه ضمن فريق السبع فتيات، فسعر الجلسة الواحدة من 400 حتى 750 جنيهًا، وهناك عميل آخر يدفع من 1200 حتى 2000  جنيه خلال جلسة مدتها من ساعة حتى ساعتين، وهذه المدة تحدد حسب نوع الجلسة التى يطلبها».

 

3000 جنيه فى اليوم

 

واستكمالًا لحديثه الصريح وفق ما طلب فى البداية، قال صراحة: «فيه عملاء بيطلبوا المدربة يومين أو ثلاثة مقابل 3000 جنيه عن اليوم الواحد»، لأؤكد له: هل يعنى ذلك أنها إقامة كاملة مع العميل، ليرد بنعم.

 

وحول أسماء أنواع الجلسات المختلفة وأسعارها، يوضح وليد الذى يبيع الهوى باسمه المستعار «حاتم»: «فى هاف مساج لمنطقة الأكتاف والصدر والساق حتى الركبة، للرجال والسيدات، ومساج للجسم كاملًا عدا منطقة البوكسر مدته 50 دقيقة.. لو فى عميل محتاج مساج لمنطقة البوكسر أو البكينى بتزيد الجلسة 250 جنيه وأوقات 400».

 

أخلاقيات المهنة: «أهم حاجة الأمان»

 

استطاع وليد خلال 3 سنوات عمل خلالها بمجال المساج فى مصر أن يُشكّل شبكة علاقات كبيرة من العملاء الذين اعتادوا على طلب الفتيات لإقامة علاقات معهم، ما جعله لديه ثقة فيهم، وحينما يكون هناك عميل جديد يذهب بنفسه مع المدربة حتى يطمئن تجاه الشخص الذى يتعامل معه: «أنا مش ببعت مدربة أى مكان طز فى الفلوس أنا أهم حاجة عندى أمان المدربة فى أى نوع من الجلسات.. انتى عندى والمدربات أهم من الفلوس؛ لأن أى شيء يمسكّم يضرنى أكتر منكم.. أنا ليا عملاء محترمين ومش بأتعامل مع أى حد». عملية توصيل الفتاة إلى منزل العميل تتم بسلاسة شديدة دون تخوف من الوقوع تحت طائلة القانون، خاصة وأن توجهها للمكان يكون خلف ستار «مدربة مساج»، فيحاول طمأنتي: «مفيش قلق؛ لأنه بيكون فى بيت العميل نفسه وأكيد هو أول واحد مش عايز قلق، وانتى لما بتطلعى بيكون اسم شغلك مدربة مساج».

 

علاقات غير سوية: «هتشوفى العَجَبْ»

 

حاولت استدراجه فى الحديث حول ما إذا كان يسمح بالعلاقات غير السوية للمثليين من النوعين (الذكور أو الإناث)، واستفسرت أيضًا عن مدى تنوع الرغبات والميول الجنسية للزبائن، ليرد بـ«هتشوفى العَجَب»، طلبت منه توضيحًا حتى لا أفاجأ: «شوفت العجب فى المجال ده سواء من سيدات أو رجال يعنى مثلاً واحده تطلب مدرب يتعامل معاها فى علاقة ومع زوجها أو العكس.. وبعض العميلات يطلبن مدربات، ورجالة عايزين مدربة تتعامل معه كرجل باستخدام أعضاء ذكورية بديلة لتتعامل معه كأنها رجل وهو الست.. وهناك رجال يطلبون فتيات ساديات».

 

معاينة بالصورة

 

رسالة أخرى تلقيتها من شخص يدعى «م.ر» وهو اعتاد على استقدام بنات الهوى من خلال مراكز المساج، ليسألنى فى رسالته «انتى مدربة مساج» لأجاوبه بنعم، فطلب منى جلسة برايفيت بودى تو دبودى فى منطقة ميامى بمحافظة الإسكندرية: «عايز مساج ودلع وعلاقة»، ليطلب مدربة محترفة من أجل المتعة، وأن أرسل له صورتها حتى «يعاين البضاعة» بحسب ما قال، فكان يبدو من طريقته أنه اعتاد على مثل هذه الطريقة لاستقدام الفتيات للمتعة: «عملت جلسات كتير واتعودت على كده».

 

 

منتحلو الصفة: أزمة تهدد السبوبة

 

 

مدربو المساج يشكون على جروبات التواصل الاجتماعى من ظاهرة منتحلى صفة المدرب من بعض الأشخاص، فيكتشفهم العملاء أثناء إجراء الجلسة، وفى هذا الإطار تواصلت مع «م. إ» ضحية من ضحايا هؤلاء النصابين التى قالت إنها تواصلت مع صاحب أحد الإعلانات على جروب لنشر إعلانات المدربين يدعى «م.هـ» وسألته عن طبيعة الجلسة وسعرها، ليرد بأنها جلسة مساج لإعادة الحيوية للجسم باستخدام زيوت طبيعية، وأن الجلسة الأولى مجانًا. استغربت حديثه فتقول إنه بدا عليه أنه شخص غير محترف، وازداد استغرابها حينما قال إن الجلسة مجانية، فقالت له إن ذلك يشككها فى نجاح الجلسة، ليرد بأنه يحاول كسب ثقتها؛ حتى لا تكتفى بجلسة واحدة فقط.

 

وبعد أن اتفقت معه على الجلسة حاول أن يدخل معها فى حديث يتعلق بحياتها الشخصية وحالتها الاجتماعية وما إذا كان لديها زوج، فى ذلك الوقت زاد شكها تجاهه لتبدأ استدراجه بالحديث، فتقول حتى أطمئنه قلت له إنى أعيش بمفردي، ليرد بـ«كويس جدًا هتكون جلسة ممتعة».

 

حاول جرها لحديث آخر حول ماذا سترتدى أثناء الجلسة وعن إمكانية تطوير الجلسة لتكون لمناطق أخرى بخلاف الكتف والساق، ليعرض عليها أن تكون جلسة شاملة الجسد كاملًا، لتوافقه وأظهرت حماسها الشديد.

 

استكملت «م. إ» معه الحديث وسألته عن خبرته فى هذا المجال، فقال إنه مهندس، لكنه منذ وقت قريب تعلم المساج لأنه «هواية» يحصل من خلالها على المتعة وليس المال، ليكشف لها أنه أجرى أربع جلسات لسيدات أقام معهن علاقة غير شرعية أثناء الجلسة ولم يحصل منهن على مقابل، كانت آخرهن فتاة فى العشرينات من عمرها.