الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تصريح سيادة الوزيرة!

بوضوح.. ومن دون لف أو دوران.. أعلنت الدكتورة وزيرة البيئة.. أنها سوف تقضى خلال عامين فقط على ظاهرة الزبالة المتراكمة على مدى سنوات طويلة.. ومن عندى أعطيها عامين إضافيين.. ولو استطاعت الوزيرة حقا القضاء على الزبالة فلها منا كل التقدير والاحترام.. ولا أعرف بالضبط ما هى خطة الوزيرة.. لكنى أتمنى من الله أن تتضمن الخطط عودة زبال البيوت.. لأنه وبصراحة هو الأصل والفصل فى المشكلة.. وكانت القاهرة التى أعرفها وأحفظ شوارعها وحواريها.. كانت تتمتع بقدر معقول من النظافة قبل أن تحل علينا شركات النصب العلنى تحت مسمى شركات النظافة الأجنبية.. والنتيجة أننا عشنا وشوفنا أزهى عصر الزبالة على يد وبمعرفة هذه الشركات!



 

عند الخواجات.. الوظيفة الأساسية للمسئول فى الشارع هى الحفاظ على المرور وعلى النظافة.. وجاك شيراك رئيس فرنسا الراحل وقبله كان رئيس الوزراء وقبل كل هذا محافظا لمدينة باريس.. قدم أوراق اعتماده إلى الناس من خلال الحفاظ على نظافة العاصمة! النظافة إذن هى العنوان.. وهى الهدف الواضح المحدد للست.

 

الوزيرة.. والبيه المحافظ

 

وأقطع ذراعى أن المحافظ سوف ينجح بامتياز لو تعامل من أرض الواقع.. وأقصد لو تعامل من الشارع.. وسوف يعسكر بالشارع حتى تنتهى الأزمة المخجلة.. وأتصور أنه سيأمر فورا بتعيين كام ألف زبال على ورديات ثلاث.. وسوف يسلمهم مقشات ومقاطف.. وسوف يعين لهم ملاحظين كأيام زمان.. يمرون بالدراجة على الكناسين يراقبون ويعاقبون.. والملاحظ زمان كان يمر بالشوارع ويكتب كشفا تفصيليًا بالحفر والمطبات والأرصفة المكسورة.. فتأتى سيارة البلدية فى اليوم التالى لإصلاح ما أورده الملاحظ فى تقريره.. ويأتى وابور الزلط لرصف ما تم إصلاحه!!

 

عملية بسيطة وغير معقدة.. ثم إنها غير مكلفة أبدا.. ولا أعرف من أفتى ذات يوم بإلغاء البلدية وتسريح الملاحظين والاستغناء عن الكناسين مع أن هذه المنظومة تحديدا يعملون بها فى جميع العالم المتقدم.. وهى المنظومة التى كانت تحافظ على نظافة المدن.. وتتولى الإصلاح والرش وزراعة الحدائق!

 

والمحافظ المحترم الذى أتفاءل بشأنه سوف يأمر فورا بإعادة البلدية لتباشر سابق أعمالها التى توقفت.

 

وفى جميع بلاد الدنيا هناك أساليب ووسائل محترمة للتعامل مع الزبالة والمخلفات.. ليس من بينها الأسلوب المصرى المعتمد على الفرز اليدوي.. ثم إحراق المتبقى فى مخالفة صريحة لتعاليم ثقب الأوزون.. والضمير والواجب والأصول والوقاية التى هى أحسن من العلاج تدعو لإقامة مصانع محترمة وعصرية للتعامل مع الزبالة والمخلفات.. وهو مشروع يدر ذهبا من عيار 24 قيراط على جيوب أصحابه من مليونيرات وأصحاب شركات النظافة الجدد.. والذين هم مهندسون ولواءات ودكاترة.. اجتذبهم الربح الفاحش من مقاولات الزبالة.. فهبروا الفلوس.. ولم يقوموا بواجبهم فى جمع الزبالة.

 

ووالله العظيم.. إن وظيفة الزبال فى دول أوروبا كلها من الوظائف المحترمة.. لأن من يقوم بها يقوم بواجب جمالي.. ثم إن الكناسين فى أوروبا يقبضون ذهبا.. هم يعملون باستمرار بعد الثانية صباحا.. بما يعنى أنهم يكسبون من الإضافى والأوفر تايم.. ثم إن دول الخواجة تجزل فى العطاء لأنها تسعى لأن تكون العواصم والمدن تبعها على سنجة عشرة.

 

والله العظيم.. إن التصدى للزبالة هو مشروع حضارى من طراز أول.. وسوف يحسب للوزيرة والمحافظ.. وهو أول تصريح يعطى موعدا محددا لإنهاء الأزمة.. وتعظيم سلام!