الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عُطل انتخابى في 56 دولة!

ألقت الآثار الناتجة عن انتشار فيروس «كورونا» بظلالها على جميع أشكال الحياة اليومية، للأفراد والمجتمعات على حد سواء، وتُعَد الانتخابات من أبرز الأمور التى تأثرت بشدة من الجائحة فى الكثير من دول العالم.. قبل أيام نشرت مجلة «فورين بوليسى» تقريرًا يشير إلى مدَى تأثير (COVID-19) على الانتخابات فى بعض دول العالم، مؤكدة أن العديد من السياسيين يشعرون بالقلق من إجبار الناس على الخروج فى حشود كبيرة، ما يَخلق تحديًا لتلك البلدان التى على وشك إجراء انتخابات.



 

أوضح التقرير أنه رُغم نجاح التصويت عبر البريد الإلكترونى فى بعض البلدان؛ فإن البعض الآخر يجد صعوبة بأن تكون الانتخابات حُرة ونزيهة عبر الوسيط الإلكترونى؛ ما أدى لتأجيل وتجميد الانتخابات فى بعض الدول والأقاليم لحين انتهاء الوباء، خوفًا من الإضرار بالصحة العامة، أو العملية الانتخابية وربما لأسباب سياسية. ووفقًا لبحث صادر عن «المعهد الدولى للديمقراطية والمساعدة الانتخابية» هناك 56 دولة قررت تأجيل الانتخابات بسبب فيروس «كورونا».. وفى السطور التالية نرصد أهم الدول التى أثر الوباء على استعداداتها لإجراء الانتخابات.  «الولايات المتحدة» التى تُعد حاليًا فى خضم سباقها الانتخابى الرئاسى لعام 2020م، ومع ذلك تم تأجيل العديد من الانتخابات التمهيدية فى مختلف الولايات، أو تحويلها إلى تصويت عبر البريد الإلكترونى فى بعض الولايات، وكان من بين الولايات التى أجلت انتخاباتها التمهيدية: «آلاسكا، كونيتيكت، ديلاوير، جورجيا، هاواى، إنديانا، كنتاكى، لويزيانا، ماريلاند، نيو جيرسى، أوهايو، بنسلفانيا، رود آيلاند، فيرجينيا الغربية، وإيومنج، جوام، وبورتوريكو».  فى الوقت نفسه أجلت الحكومة الروسية تصويت الاستفتاء على الدستور، بعد أن كان من المقرر إجراؤه فى 22أبريل الماضى، وكان من شأنه السماح للرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» بالبقاء فى السُّلطة مدة أطول، إذْ أفادت وسائل الإعلام الروسية بأن الاستفتاء على الدستور قد يتم تأجيله إلى الخريف، أو فى أواخر ديسمبر المقبل؛ حيث يأمل المسئولون الروسيون أن ينتعش الاقتصاد الروسى وأن تعود الحياة لطبيعتها. أمّا الرئيس السورى «بشار الأسد» فقد أصدر قرارًا فى بداية مايو الجارى بتأجيل الانتخابات البرلمانية للمرّة الثانية حتى 19يوليو المقبل، ويُعد القرار جزءًا من الإجراءات الوقائية التى تتخذها الحكومة السورية لمكافحة فيروس «كورونا»، وستكون هذه ثالث انتخابات برلمانية سورية منذ عام 2011م. ومن جانبه قرّر رئيس الوزراء الإثيوبى «آبى أحمد» تأجيل الانتخابات البرلمانية فى نهاية مارس الماضى، التى كان من المقرر إجراؤها فى 29أغسطس المقبل، ولم يتم الإعلان عن موعد جديد للانتخابات، ما دفع البلاد إلى الاضطراب السياسى؛ حيث تتهم بعض أحزاب المعارضة «آبى» باستغلاله أزمة «كورونا» للبقاء فى السُّلطة بعد انتهاء ولايته الدستورية فى نهاية سبتمبر المقبل.  أدى قرار «آبى» إلى وضع الحكومة الفيدرالية فى صراع مع إحدى الحكومات الإقليمية هناك، إذْ أعلنت منطقة «تجراى» فى أقصى الشمال، أنها ستمضى قُدُمًا فى موعد الانتخابات الأصلى، دون التعاون مع المجلس الوطنى للانتخابات فى «إثيوبيا»، وقد اتخذ هذا القرار من قِبَل الحزب السياسى «جبهة التحرير تجراى»، وفى المقابل شكّل البرلمان الإثيوبى مجلس تحقيق دستورى للنظر فيما إذا كانت «تجراى» قد انتهكت الدستور!.  الخوف من تفشى فيروس «كورونا» فى «إسبانيا» أدى لإعلان الحكومات المحلية فى «جاليسيا»، وإقليم «باسك» إرجاء انتخاباتهما، إذْ كانت «إسبانيا» عالقة فى عملية الإغلاق، التى فرضت على أغلب دول أوروبا، ولكنها بدأت فى إعادة فتح البلاد تدريجيّا. وكان من المفترض أن تُجرى انتخابات إقليم «باسك» فى 5أبريل الماضى، ولكن الرئيس الإقليمى «إنجيو أوركولو» قرّر تأجيلها بعد فترة وجيزة من إعلان «إسبانيا» عن أمْر البقاء فى المنزل، وفرض الحَجْر الصحى.  أمّا الرئيس الجاليكى «آلبرتو نونيز فيجو» فقد أعلن فى فبراير الماضى، أنه سيجرى أيضًا انتخابات مبكرة فى 5أبريل 2020م؛ ليتزامن مع انتخابات الباسك؛ ليعلن بعد ذلك تأجيل الانتخابات. مشيرًا إلى أنه سيحدد موعد الانتخابات فى أوائل يوليو المقبل، ما أثار انتقادات الأحزاب السياسية الرئيسية الأخرى هناك، بسبب تصرفه من جانب واحد؛ ليتم الاتفاق مع قادة المعارضة على أن يكون أقرب تاريخ يمكن تحديده للانتخابات هو 12يوليو المقبل.  وفى «صربيا» أرجئت الانتخابات البرلمانية من 26أبريل الماضى إلى 21يونيو المقبل، بعد أن أكدت البلاد عن وجود أكثر من 10 آلاف حالة إصابة بفيروس «كورونا»، منذ تفشى المرض فى 6مارس الماضى، وهو رقم أعلى بكثير من العديد من جيرانها فى «البلقان»، كما أعلن حزبا المعارضة الرئيسيان هناك عن مقاطعة الانتخابات بسبب سيطرة «الحزب التقدمى الصربى» اليمينى، الذى يترأسه الرئيس الصربى «ألكسندر فوتشيتش» على معظم وسائل الإعلام فى البلاد، ما يمنع إجراء انتخابات حُرة ونزيهة.  استحوذت دولة «تشيلى» على الضوء الإعلامى منذ شهور، قبل ظهور فيروس «كورونا»؛ بسبب التظاهرات فى الشوارع نتيجة لغلاء المعيشة، واليوم فقد أرجأ (COVID-19) آمال المتظاهرين، إذْ تم تأجيل الاستفتاء على استمرار العمل بالدستور من عدمه، الذى كان سيجرى فى 26أبريل الماضى إلى 25أكتوبر المقبل. استغلت الحكومة التشيلية إجراءات الوقاية والغلق لبدء إزالة الاحتجاج فى ساحة «سانتياجو» الرئيسية؛ خصوصًا أنها كانت ثانى أعلى معدل لحالات الإصابة بالفيروس فى «أمريكا الجنوبية»، واستمر المواطنون فى اتباع أوامر البقاء فى المنزل، حتى بعد أن رفضت الحكومة إجراءات الإغلاق. فى السياق نفسه، أجلت الحكومة الإندونيسية فى أوائل مايو الجارى انتخابات 23سبتمبر فى 270 منطقة، حتى ديسمبر المقبل، ويؤثر القرار إجمالًا على انتخابات تسعة حكام، و37 عمدة، و224 رئيس مقاطعة، وكانت لجنة الانتخابات الإندونيسية قد أجلت من قبل الاستعدادات للانتخابات، بعد أن أثبتت اختبارات فيروس «كورونا» للمنظمين أنها إيجابية.  على الجانب الآخر قررت «بولندا» إجراء الانتخابات الرئاسية- بالفعل- قبل أسابيع، لكن نسبة الإقبال كانت 0 %، ما جعل بعض الصحف الغربية تطلق عليها (انتخابات الأشباح)؛ نظرًا لعدم إقدام المواطنين على التصويت، وعدم فتح مراكز الاقتراع أبوابها.  الاقتتال السياسى بين المتنافسين حول عدة قضايا كان سببًا فى عدم تأجيل أو إلغاء الانتخابات، فلولا الخلاف حول تحديد موعد جديد للانتخابات، ورفض «حزب القانون والعدالة» الدعوات لإعلان حالة الطوارئ لمواجهة فيروس «كورونا»، كان من الممكن أن تؤجل الانتخابات، إلى أن وصل الأمْرُ إلى عدم معرفة الشعب البولندى ما هى الطريقة التى سيقدم بها الناخبون بطاقات الاقتراع، وما إذا كان التصويت سيستمر. وبعد فشل المحاولة الأولى؛ حددت لجنة الانتخابات الوطنية البولندية فى 12مايو الماضى، مهلة أسبوعين للتوافق على موعد جديد للانتخابات.  وبشكل عام، فقد تأثرت الاستعدادات للانتخابات فى كل من: «جنوب إفريقيا»، و«غانا»، و«زامبيا». كما تم تأجيل تدريب الموظفين، والمفوّضين المحليين، والوكلاء الانتخابيين فى «كوت ديفوار».  كما تأثر التصويت خارج البلاد فى «النيجر»، ومن المتوقع أن ينخفض تمويل الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها فى أكتوبر 2020م فى «أوكرانيا»، ليعاد توجيهها للمساعدة فى مكافحة (COVID-19)، ما سيؤثر على قدرة لجنة الانتخابات المركزية على تنظيم الانتخابات.. وحتى الآن لاتزال عدة دول تناقش إمكانية تأجيل الانتخابات، والاستفتاءات مثل: «البرازيل»، و«ليبيريا»، و«سنغافورة».