الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ذكاء «تامر حسنى» فى (وأنت معايا)

مكاسب عديدة حققها «تامر حسنى» حين طرَح كليب أغنيته (وأنت معايا) من آخر ألبوماته وأنجحها على المستوى الفنى (عيش بشوقك) الصادر فى 2018م.



 

والحديث عن النجاح مرتبط بشكل كلى بذكاء الفنان صاحب العمل، ونستدل على ذلك من اختيار التوقيت، فى أول أيام عيد الفطر المبارك، بعد أجواء عصيبة يعيشها الوطن العربى جراء انتشار فيروس «كورونا» وحالة التوتر والقلق السائدة، أيضًا بالنظر إلى أنجح الأعمال الرمضانية فكان يسيطر عليها حالة من الحزن؛ خصوصًا مسلسل (الاختيار).

 

 

 رُغم أن العمل يُخلد بطولات جنود رحلوا عن عالمنا منذ شهور عديدة، ولكنْ نجاح المسلسل على المستوى الدرامى جعل المشاهدين متوحدين مع المَشاهد المؤلمة فى نهايات المسلسل، وأيضًا مسلسل (البرنس) وما يحمله من جرعة حزن مكثفة، فكان من المهم أن يكون هناك عمل غنائى «مبهج» يحاول تلطيف الأجواء من جديد بموسيقى راقصة، وكليب استعراضى.. «تامر حسنى» كان شديد الذكاء فى صُنع «ريميكس» للأغنية الأصلية، كى لا يشعر الجمهور أنه أمام عمل يعاد طرحه من دون تغيير، بل إنه ضم مغنين جددًا معه فى تصوير الكليب. 

 

ذكاء «تامر» يكمن فى محاولاته الناجحة فى مخاطبة أكبر شرائح ممكنة بهذا الكليب، فهو أولًا وأخيرًا مُغنى «POP» ومعنى بالأساس بمخاطبة الشرائح الأوسع فى المجتمع، ولذلك حاول أن يختار شخصيات غنائية شهيرة من خلفيات موسيقية مختلفة حتى يزيد من انتشار الكليب ويحاول توسيع شرائح مستمعيه من جماهير مختلفة، فسنجد أنه استعان بالرابر التونسى الشهير «بلطى» صاحب أغنية (يا ليلى) التى حققت أكثر من نصف مليار مشاهدة وانتشرت بشكل موسع فى أرجاء الوطن العربى، والفنان المغربى «عبدالفتاح الجرينى» وهو واحد من أشهَر المغنين تحقيقًا للمُشاهدات فى المغرب الشقيق مع «سعد لمجرد»، بالإضافة إلى أيقونة الراى الجزائرى العالمى «الشاب خالد»، ولكل هذه الأسباب نستطيع أن نقول إن كليب (وأنت معايا) عبّر عن موسيقى دول الشمال الإفريقى «مصر، تونس، الجزائر، المغرب».

 

من حيث توزيع الريميكس الجديد للأغنية، فسنجد أن الموزع «جلال الحمداوى» وهو صاحب توزيع الغنوة الصادرة فى ألبوم (عيش بشوقك) بصوت «تامر حسنى والشاب خالد»، قام بتنفيذ الريميكس بالمزج بين إيقاعات «المقسوم» مع الـ«Reggaeton»، ونجح فى ذلك، بل إن تاريخه كموزع موسيقى يعتمد بالأساس على هذه الأشكال التى حقق بها نجاحات جماهيرية واسعة مع فنانين آخرين.

 

كل هذه العوامل المسئول عنها «تامر حسنى» أدت فى النهاية لتحقيق الكليب أكثر من 4 ملايين ونصف المليون مُشاهدة فى أقل من يومين.

 

التأكيد على النجاح الجماهيرى لكليب (وأنت معايا) لا يعنى أن هذه النسخة من الريميكس أو حتى النسخة الأصلية حققت نجاحًا «فنيّا» موازيًا، بل إن هذه الأغنية تقع فى مرحلة «الحياد»، فهى غير سيئة، وقطعًا هى غنوة غير «نموذجية» مثل الكثير من «الأغانى المشتركة» التى يقدمها «تامر حسنى» مع فنانين آخرين بغرض الانتشار، وهذا أمرٌ مقبول. ولكنْ إن كان قد قدّم «تامر» الأغنية بمفرده؛ فإن جودتها لن تتأثر بأى حال من الأحوال.. والدليل أن أكثر الأغانى تحقيقًا للنجاح الجماهيرى فى ألبومه الأخير مثل (عيش بشوقك) و(ناسينى ليه) كانت أغانى منفردة، وأيضًا الأغنية الأكثر جودة وحِرفية فى الصناعة الفنية من حيث الكلمات والألحان والتوزيع والفكرة وتصوير الكليب (تمن اختيار) كانت أغنية فردية، والعامل المشترك بين هذه الأغانى الثلاث هو أنها جميعًا لم يشترك «تامر حسنى» فى صناعتها بالكتابة أو التلحين كما فعل فى الأغانى المشتركة التى قدّمها فى الألبوم نفسه، وهما (وأنت معايا، و100 وش)، فنتائج «تامر حسنى»، المُغنى، تكون أفضل بكثير من نتائجه كشاعر وملحن.

 

وصناعة الأغانى المشتركة لا بُدّ أن تدل على مزج بين ثقافات مختلفة، فما الفَرق إذن عندما أشعر أن الاختلاف المرجو يتلخص فى اختلاف صوت المُغنى، بينما إذا استمعنا إليها من مُغنّ واحد فلن تتأثر جودة الأغنية بأى شكل من الأشكال! ولكن تظل هذه الملاحظة فى النهاية «فنية»، وربما تكون للفنان وجهة نظر «جماهيرية» تتعلق بالانتشار وتوسيع الشرائح المستمعة، وهذا تصوُّر مفهوم ومنطقى ولا عيب فيه على الإطلاق>