الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«فاتن» الخيط الرفيع بين الجمال الطبيعى وجمال البوتوكس

«فاتن» الخيط الرفيع بين الجمال الطبيعى وجمال البوتوكس

الطفلة الموهوبة التى حملها عبدالوهاب فى «يوم سعيد».…



 

ابنة «المنصورة» ذات الطموح الجسور.…

 

«سيدة القصر».. و«سيدة الشاشة».. 

 

كانت لفريد «حكاية العمر كله»…

 

وكانت لنا «حكاية السينما كلها»... 

 

من أجلها، تدفق «نهر الحب»…

 

وانطلق فى السماء «دعاء الكروان»…

 

علمتنا «الخيط الرفيع» بين «الزوجة العذراء» و«الحرام».…

 

أحبت رغم أنه «لا وقت للحب»... 

 

غنى لها العندليب «حلو وكداب» رغم أنها كانت فى شدة الصدق.

 

أبقت قامتها ثابتة شامخة رغم «الطريق المسدود»..

 

نسألها كيف يسبب الحب الألم، فترد عيناها فى صمت «سلوا قلبى»..

 

من أجلها يغير «عمر الشريف» اسمه وديانته ومسار حياته..

 

يتراجع عنها المرض لأنها دائما على «موعد مع الحياة»... 

 

لم تشك يوما أن «موعدها مع السعادة»، هو حين تغفر وتسامح..

 

جريمة «المنزل رقم 13»، تدين حبيبها، لكنها تصدقه حين يقول أنه برئ..

 

لكل النساء المنبوذات حفرت بعذابها «طريق الأمل»... 

 

فى «اليتيمتين» فقدت البصر وفقدت أختها، ولم تفقد إيمانها بعدالة القدر... 

 

أعطت للتضحية معنًا أكثر نبلا فى «الليلة الأخيرة»…

 

بعد دفاع «الأستاذة فاطمة» تغير مذاق العدالة وتعمق احترام المرأة…

 

تقول لكل منْ يقف ضد الحب وكأنها رسالة حكمة «لا تطفئ الشمس».. 

 

معها عشنا «بين الأطلال» فأدركنا أن الذكريات بداية وليست نهاية..

 

«أيامنا الحلوة» دروس بليغة فى معانى العشق والصداقة..

 

«صراع فى الميناء» يفجر أنوثتها الثرية التى تختار الشاب الفقير..

 

حينما تصرخ «لا أنام» يزورنى الأرق على وسادتى..

 

مع «فريد» تغنى «جميل جمال».. وتتمايل رقصا خجولا وقورا..

 

مع «محمد فوزى»، تغنى «اللى يهواك اهواه واللى ينساك انساه»…

 

«آثار على الرمال».. يثبت أثارها التى لا تُمحى فى قلوبنا…

 

يدللها يوسف وهبى فى «بيومى أفندى» وكأنها أميرة لا مثيل لها.…

 

وحين يناديها فريد فى «لحن الخلود» تطل عيناها الزاهدتان من بين النغمات.…

 

«لن أبكى أبدا» هكذا تردد وهى تكافح من أجل البقاء.... 

 

تضحى بقلبها، من أجل فنها، غير نادمة قائلة «حتى نلتقى»... 

 

حتى وهى تهمس «ارحم دموعى» كانت فى قمة الكبرياء…

 

هى «المليونيرة الصغيرة» و«الملاك الظالم» و«الحب الكبير».. 

 

بحس الفلاحة الفطرى الذكى ترفض ثقافة «أفواه وأرانب»... 

 

فى «أرض الأحلام» تظهر لنا بتجاعيد الزمن دون حقن بوتوكس، لأنها تدرك أنها فوق الزمن..

 

جلست على عرش «إمبراطورية ميم» تحكم بمنتهى العدل والديمقراطية..

 

مع «فاتن» عشت عمرا أطول من عمرى.... 

 

وأدركتُ أسرار القلوب قبل أن يدق قلبى لأن «القلب له أحكام».... 

 

وصوتها خيوط من حرير تلف أيامى.…

 

فى 27 مايو 2020، تبلغ فاتن حمامة 89 عاما، من الحضور، والتوهج، وارتفاع القمة. هى جاءت إلى الحياة لكى «تبقى». 

 

ولست أقول فاتن حمامة، لأن لا يوجد فى الحياة، إلا واحدة فقط، اسمها، «فاتن»، على الأقل فى حياتى أنا. ونعم الاسم. فهى «الفاتنة»، التى فتنت الفن السابع، ووقعت الكاميرا فى حبها من أول «لقطة».