الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لماذا فشل أحمد فهى وأكرم حسنى؟

قبل الحديث عن مسلسل (رجالة البيت) ومستواه الفنى يجب الإشادة أولًا بموقف بطل المسلسل الممثل «أحمد فهمى»، الذى خرج على جمهوره من خلال صفحته الشخصية على موقع «الفيسبوك» معتذرًا لهم عن مستوى المسلسل وواعدًا إياهم بتقديم أعمال أفضل خلال الفترة المقبلة. «أحمد فهمى» دخل تاريخ الدراما ليس من باب كونه واحدًا من أفضل الممثلين «الكوميديانات»، ولكن من باب أنه أول ممثل مصرى وعربى يعتذر لجمهوره عن مستوى فنى لعمل يقدمه والعمل لا يزال يُعرَض، فنحن تعوّدنا على الممثلين الذين يرون أن أعمالهم ناجحة حتى إن لم يكن يشاهدها غيرهم، والأسوأ أنهم يتهمون أى صاحب رأى سلبى تجاه أعمالهم بالحقد والغيرة و«النفسنة» بمصطلحات هذه الأيام!.



نعود للسؤال الذى يفرض نفسه بقوة: لماذا فشل «أحمد فهمى وأكرم حسنى» فى مسلسلهما الجديد؟! ولماذا لم يحققا على الأقل النجاح نفسه الذى حققاه فى مسلسلهما الأول (ريح المدام)؟.. جزء كبير من فشل المسلسل هذا العام لا يتحمله صناع المسلسل وحدهم؛ لأنهم قدّموا من قبل أعمالًا أضعف من (رجالة البيت) وصادفها نجاح كبير، فالمشكلة هذا العام ليست فى ضعف المسلسل بقدر تغير مزاج المتلقى، الذى بات أكثر توترًا وحزنًا بسبب محاصرة أخبار فيروس «كورونا» له، وزيادة أعداد الوفيات والإصابات، بالإضافة إلى أوضاع الحظر والجلوس فى المنزل لساعات طويلة، الأمر الذى جعل نسبة كبيرة جدّا من المشاهدين يصابون بدرجات متفاوتة من الاكتئاب، وهو ما يجعل مهمة إضحاكهم بشكل مباشر من خلال عمل كوميدى أمرًا فى غاية الصعوبة، وهو ما جعل أغلب الأعمال الكوميدية تواجه فشلًا كبيرًا هذا العام، باستثناء مسلسل (بـ100 وش) الذى نجح لأن المسلسل يعتمد على كوميديا الموقف الممزوجة بأحداث تشويقية، وهى الخلطة الجديدة على الدراما المصرية، الذى فشل فى تحقيقها صناع (رجالة البيت) واستسلموا لفكرة أن يلقى «فهمى وأكرم» مجموعة من الإيفيهات الساذجة ليضحك معها المشاهدون، ولِمَ لا وقد نجحت هذه الخلطة معهم من قبل فى مسلسل (ريح المدام، الوصية والواد سيد الشحات). وكل هذه المسلسلات لم تُبنَ على أساس وجود عمل درامى ولكنها عبارة عن مَشاهد متتالية تمت صناعتها ليظهر فيها الممثلون ليلقوا ما حفظوه من إفيهات جديدة، ربما تنجح هذه التركيبة مرّة أو اثنتين وقد تطول لثلاث مرّات ولكنها بعد ذلك تتوقف؛ لأن الجمهور قد حفظ كل إفيهات الممثل ولن يضحك عليها مجددًا. وهنا تكمن أزمة من يقدمون أعمالًا كوميدية، وهى كيفية الحفاظ على نجاح أعمالهم ورصيدهم عند المشاهدين، والإجابة تكون فى اعتمادهم على نصوص جيدة، وأفكار جديدة وشخصيات وتركيبات مختلفة. فالكوميديان الذى يحبس نفسه داخل أسوار كوميديا «الإفيه» عمره الفنى يكون قصيرًا، والسينما والدراما تشهدان على أسماء كبيرة من الممثلين الكوميديين الذين اختفوا بعد أن حققوا نجاحات كبيرة فى بداية ظهورهم وبعدها غابوا تمامًا عن المشهد.. وهو ما يجب أن يدركه جيدًا «فهمى وحسنى»، وأن يأخذا قرارًا بتوقف تعاونهما مع المؤلف «أيمن وتار» الذى يتحمل جزءًا كبيرًا من فشل المسلسل هذا العام. رُغم المحاولات الكبيرة التى بذلها المخرج «أحمد الجندى» لإنقاذ العمل عن طريق صناعة مَشاهد كوميدية تسخر من أشهَر مَشاهد بالسينما المصرية، ولكن محاولاته فشلت فى إنقاذ نص مترهل وضعيف البنيان.

 

يجب على «أحمد فهمى وأكرم حسنى» أن يتعلما الدرس جيدًا حتى لا يقعا فى فخ «محمد سعد» ويتحولا لمجرد ظاهرة ظهرت فجأة واختفت فجأة، على غرار تجربة (اللمبى) الشهيرة.>