الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مذيع بلاد بره..!

من عجائب تليفزيونات بلاد برة.. أنهم لا يتعاقدون مع المذيعين والمذيعات للعمل طوال العمر.. وإلا تحول المذيع أو المذيعة إلى موظف مربوط على الدرجة السادسة ويسعى للوصول إلى الخامسة.. وعقود العمل مع المذيع والمذيعة عقود مؤقتة تنتهى بنهاية البرنامج.. ولو أن المذيع أو المذيعة يمتلك الحضور والموهبة والكفاءة لعمل طوال الوقت ومدى الحياة.. ولحسن الحظ أنهم لا يعرفون فى بلاد برة نظام الواسطة فى العمل الإعلامى وفى تعيين المذيعين.. وفلان بيه لا يملك أن يفرض ابنته أو حبيبته لتطل علينا من الشاشة الصغيرة.. والست المذيعة فلانة لا تستطيع تعيين المحروس ابنها.. أو الأفندى زوجها مذيعًا أو مخرجًا كما هو الحال فى تليفزيونات بلاد جوة.. حيث العزبة تدار بأسلوب العصبيات والعشائر.. وشغل شيلنى وأشيلك.



 

ولو أنك تملك الاطلاع على ملفات وأوراق عزبة ماسبيرو لاكتشفت العجب العجاب.. والست المخرجة التى لم تخرج شيئًا تعين زوجها فى وظيفة مخرج وتعين شقيقها فى وظيفة مصور.. ثم تعين نجلها المتخلف عقليًا فى وظيفة مونتير.. ليكتمل الهناء والاستقرار العائلى فى عزبة ماسبيرو.. والخيبة أنها ليست حالات فردية.. وإنما هو العرف والقانون هناك وهو ما يفسر وجود أربعين ألفًا من العاملين والعاملات..!

 

وفى فرنسا التى أعرفها جيدًا.. يقوم التليفزيون فى كل عام بإجراء استطلاع للرأى العام عن أحب المذيعين إلى قلوب الجماهير.. والاستطلاع الفرنساوى استطلاع حقيقى.. وليس استطلاعًا مضروبًا كالاستطلاعات إياها التى تقوم بها الست المذيعة التخينة من منازلهم.. لتختار رئيسها فى الشغل كنوع من النفاق الوظيفى من أجل علاوة أو ترقية.

 

المذيع بالذات.. ضيف دائم على الأسر والعائلات.. يحدثهم ويقدم لهم صورًا متحركة من العالم حولهم.. يسهرون معه ويدير الحوارات واللقاءات من أجلهم.. ولهذا لا بد أن يحظى بالقبول والاحترام على اعتبار أنك الضيف الأوحد على موائدهم.

 

واستطلاعات الرأى تقوم بها القنوات التليفزيونية المختلفة لمعرفة رأى جمهور المشاهدين فى البرامج التى تعرض أمامهم.. وهى استطلاعات حقيقية  يستفيد منها  التليفزيون فى استجلاب مذيعين جدد.. أو للتخلص من الوجوه القديمة التى زهق منها الجمهور.. ويا ويله المذيع أو المذيعة الذى تشير استطلاعات الرأى إلى سماجته أو لافتقاده للحضور.. أو إلى الجفاء والبرود والفزلكة فى أسلوب الكلام وطريقة تقديم البرنامج.

 

لا يعرفون فى تليفزيونات بلاد برة المذيع الغلس الذى يفتقد للحضور والقبول.. أو المذيعة المتعالية التى تكلم الجمهور من طرف مناخيرها.. أو الجاهلة التى تحاول أن تفرض رأيها ووجهة نظرها على الضيف وجمهور المشاهدين فى البيوت!

 

وفى العقود الذى يوقعها المذيعون والمذيعات مع التليفزيون.. هناك بند واضح صريح.. يتيح للتليفزيون رفت حضرة المذيع الغلس الذى تشير استطلاعات الرأى إلى تراجع شعبيته.. وهو نفس البند الذى يتيح للمذيع أو المذيعة تقاضى العلاوات المحترمة.. كلما أكدت استطلاعات الرأى أنه يحظى بالقبول والمشاهدة.

 

المسألة تخضع للعرض والطلب.. والمذيع هو نوع من السلعة لا يمكن فرضها على جمهور المشاهدين دون أن يحظى بالقبول.. ولا تنس أبدًا أن المعلن يفضل المذيع الوسيط الذى يقنع المشاهد بإدارة المؤشر إلى قناة بالذات تحظى بالقبول والمشاهدة.

 

لن ينصلح الحال عندنا سوى باستطلاعات الرأى المحايدة والمحترمة.. عسى أن تفيدنا فى التعاقد مع الموهوب والناجح الذى يحظى بالقبول.. أما الست المذيعة التى تتكلم من طرف مناخيرها.. والتى تفتى فى الفاضى والمليان.. فمكانها أمام حلة المحشى فى بيتها.. عسى أن تقنع الأستاذ والأنجال بأنها ست بيت شاطرة وموهوبة بعيدًا عن ذلك الجهاز السحرى الذى اسمه التليفزيون! 