الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عايز كمامة.. تعالى inbox

لا حديث فى مصر والعالم سوى عن فيروس «كورونا»، وكيفية تجنب الإصابة به، وطرُق الوقاية منه، التى فى مقدمتها استخدام الكمامات الطبية، حيث ارتفعت أسعارها فى الأسواق بشكل مبالغ فيه، وصل الأمر إلى وجود سوق سوداء لتجارتها، وهو ما كشفت عنه «روزاليوسف» فى أعدادها السابقة.



 

اليوم نخترق بيزنس بيع الكمامات «أون لاين» على بعض المجموعات المخصصة لبيع الأدوات والمستلزمات الطبية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، فرُغم قلة المعروض من الكمامات فى المنافذ الرسمية، فضلًا عن عدم تواجدها بالكميات المطلوبة داخل المستشفيات؛ فإنه داخل تلك المجموعات تجد طلبات ضخمة على الكمامات بخطوط إنتاج ضخمة ويصل الطلب ما يزيد على مليون علبة.

 

أسعار الكمامات

يوضح إسلام محمد- موزع بإحدى شركات المستلزمات الطبية، بشارع قصر العينى- أن الأسعار، تختلف حسب إذا كانت الكمامة مزودة بدعامة أو من دون، إضافة إذا كان طبقة واحدة، أمْ طبقتين وثلاث طبقات. مشيرًا إلى أن سعر الكرتونة يبلغ 220 جنيهًا للكمّامات بالدعامة، و210 جنيهات من دون دعامة. مشيرًا إلى أنه كانت توجد كمّامات مستوردة من الصين سعر الكرتونة 250 جنيهًا، إلّا أنه فى الوقت الحالى لا توجد كمّامات مستوردة.

 

وأشار إلى أن سوق الكمامات فى محلات مستلزمات الطبية بشارع قصر العينى تصل فيه سعر كرتونة الكمامات لـ 240 جنيهًا. نافيًا ما يتردد عن وجود أزمة فى الكمامات بالسوق، قائلًا: «أنا بعمل فى شركة إنتاج المستلزمات الطبية، يخرج منها يوميّا 150 ألف علبة، لكن زيادة الإقبال على شراء الكمامات بعد انتشار فيروس كورونا تسبب فى ارتفاع أسعارها بشكل كبير». موضحًا أنه قبل ظهور الفيروس كان سعر العلبة 12 جنيهًا فقط، ولا تجد من يشتريها.

من جانبه كشف تامر الحلو- صاحب مصنع مشداد ريجيم، بالمحلة الكبرى- أن الكمامات المتاحة الآن من دون دعامة. موضحًا أنه يقوم بإنتاج مليون كيس فى اليوم، يصل قيمة الكيس من 140 إلى 145 جنيهًا، ويحتوى الكيس على 50 كمامة، ولديه أربعة خطوط إنتاج، الخط الواحد ينتج 300 ألف كيس فى اليوم. وأكد انتشار الكمامات المغشوشة بالسوق، مشيرًا إلى أن الكمامة غير المغشوشة تتكون من 3 طبقات، الطبقة الوسطى تختلف عن الطبقتين الخارجيتين، لا يكون ملمسها كالمناديل الورقية الخفيفة حتى لا تتيح انتقال العدوى بسهولة، ويكون ملمسها مخمليًا ذا طبقة أشبه بالقطيفة، بمثابة الفلتر المضاد للفيروس، فالكمامة ذات الملمس الخفيف مانعة لدخول الأتربة والعوادم فقط ولا تقى من الفيروس.

 

خط إنتاج

 

يقوم بائع المستلزمات الطبية بشراء خط إنتاج كامل يوميّا من مصنع كمامات، وهو ما كشفه عبدالحميد محمد- سمسار بيع مستلزمات طبية- موضحًا أن البائع يقوم بشراء خط إنتاج المصنع، ويضعها فى المخازن الخاصة به، وبعدها يبدأ فى عمليات التوزيع سواء على المدارس أو الصيدليات.

 

وقال إن شراء خط الإنتاج يبدأ من 50 إلى 300 ألف كمامة فى اليوم، وهناك أشخاص يشترون أكثر من خط إنتاج للحصول على الكمية التى يحتاجها. مشيرًا إلى أن دور السمسار توفير خطوط الإنتاج للتجار أو بيع الطلبيات. كاشفًا عن دخول أعضاء البرلمان على خط الكمامات، فهناك طلبية لأحد أعضاء البرلمان من 20 ألف كرتونة بها مليون كمامة، العلبة الواحدة فيها تبلغ 250 جنيهًا، قائلًا: «بعد ظهور فيروس كورونا، أصبح الكل يعمل فى تجارة الكمامات».

 

وأكد أنه يعمل فى الكمامات الشعبية، لكن يصعب على أى شخص أن يفرّقها عن الكمامة المستوردة، لأنها تكون عبارة عن ثلاث طبقات بها دعامة وأستيك، وهى كمامات جاهزة للتصدير بالخارج، ونوفر شهادة أيزو والمنشأ، وسعر العلبة عبارة عن 50 كمامة بـ 220 جنيهًا، إما طبقتان بالدعامة من دون شهادة أيزو 130 جنيهًا، جودتها أقل، وهو ما يتم بيعه للصيدليات والمدارس.

 

 

تجويع السوق

 

وكشف إسلام على- بائع مستلزمات طبية- أن كمية من كمامة N95، اختفت من السوق بعد سَحب جميع كمياتها من السوق قبل أسبوعين، من أجل التصدير للخارج. مشيرًا إلى أنه لا يوجد سوى مصنعين فقط لإنتاج كمامة N95، أحدهما حاجز كميات الإنتاج لشهور مقبلة، ويبيع العلبة عبارة عن 50 كمامة إضافة لشهادة الأيزو والمنشأ بـ 195 جنيهًا للعلبة الواحدة، وهذا نوع يستخدمه الأطباء والممرضون عند التعامل مع أشخاص مصابين بالفيروسات بشكل مباشر.

 

أشرف سليم- صيدلى، وأحد وسطاء بيع الكمامات- قال إن سعر علبة الكمامة التى تشبه N95  يبلغ 540 جنيهًا، وتحتوى على 20 كمامة، مؤكدًا أنه قبل ظهور فيروس كورونا كان سعر العلبة 15 جنيهًا فقط، بينما سعر الكمامة القماش العادية 225 جنيهًا، وكل الأوراق المطلوبة للتصدير كورقة المنشأ والأيزو والسجل الضريبى والتجارى. منوّها عن الإقبال الكبير فى تجارة إنتاج وشراء كمامات. متوقعًا ارتفاع سعر العلبة لـ 350 جنيهًا الأيام المقبلة.

 

 

غير مطابقة للمواصفات

 

وعن الوسطاء، أوضح «أشرف» أن ذلك يكون بالتنسيق مع موزعى الشركات والمصانع الذين يقومون بإبلاغنا عند خروج الطلبية، نأخذ منهم الكمية المطلوبة مقابل إعطائهم عمولة، فى المقابل يحصل الوسيط على عمولة جنيه على كل علبة، وجنيهين من البائع على العلبة. مؤكدًا أنه بعد أزمة فيروس كورونا أعداد كبيرة من الشباب عملت كوسطاء لشركات ومصانع للبيع أون لاين.

 

وكشف عن وجود كمامات تصنع على ماكينة الخياطة العادية، ورُغم أنها غير مطابقة للمواصفات؛ فإنها تباع فى الصيدليات، ويبلغ سعر العلبة منها 120 جنيهًا. موضحًا أن صُنع الكمامات لها ماكينات خاصة يصل سعرها لمليون جنيه، لذا يلجأ الكثيرون إلى ماكينات غير احترافية رخيصة الثمن لكنها تؤدى الغرض.

 

وأوضح أحمد أسامة- صيدلى- أن الكمامات العادية أو الشعبية تصنع من مخلفات المستلزمات الطبية بمستشفيات أو حفاضات الأطفال أو قماش غير طبى. مؤكدًا أن الخطورة فى تلك الكمامات أنها تسبب أمراضًا نتيجة أنها ملوثة. مشيرًا إلى أن الأبحاث العلمية أثبتت أن الكمامات لا تحمى من الفيروس، فضلًا عن أن كمامة N 95 التى تعد الأفضل ومنتشرة فى الصيدليات باعتبارها الأكثر حماية من فيروس كورونا، نشرت مجلات طبية إلى عدم تمكنها من منع انتقال الفيروس إلى مرتديها، إضافة إلى أن نقل عدوى فيروس كورونا من الشخص المصاب للشخص السليم عن طريق السعال وليس التنفس.

 

وأضاف: رُغم كل ذلك؛ فإن هناك طلبًا كبيرًا على الكمامات فى السوق. مشيرًا إلى أن الصيدليات تشترى الكمامات، إمّا عن طريق سمسار المستلزمات الطبية أو أون لاين، وهذا الأمر شائع فى الوقت الحالى. موضحًا أنه لا يوجد فرق كبير بين الكمامات سوى أن الكمامات ذات الدعامة أكثر حماية من حيث دخول الأتربة. موضحًا أن هناك مبالغة فى أسعار الكمامات داخل الصيدليات؛ حيث تباع الواحدة فى الصيدلية بـ 20 جنيهًا، رُغم أن تكلفتها لا تتعدى الجنيه الواحد.

 

 

الإنتاج لا يكفى

من جانبه أوضح محمود إسماعيل- رئيس شعبة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية- أن حجم إنتاج الكمامات فى مصر لا يكفى، الطلب عليها، فلدينا 4 مصانع للكمامات، منها مصنعان يعملان فى صُنع الكمامات من قبل ظهور الفيروس، والأخريان متوقفان، نتيجة أن تكلفة إنتاج الكمامات أعلى بكثير عن الاستيراد، لهذا كنا نفضل الاستيراد على الصناعة، لكن بعد غلق مصانع الكمامات، تعاقدت شعبة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية مع وزارة الصحة على توريدات الكمامات للوزارة.

 

وأشار إلى أن خط إنتاج الكمامات ينتج 600 ألف كمامة خلال الشهر، قيمة الواحدة 40 قرشًا، يتم توزيعها على المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، قائلًا: «من المؤسف انتشار الكمامات المغشوشة بالصيدليات وبعض المستشفيات بعد انتشار دخول مصانع غير مرخصة، التى لا تخضع لأى رقابة طبية، تقوم بتصنيع الكمامات بمواد خام غير صالحة للاستخدام».