الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الاستعمار الإعلامى..

قلبى على أهلى فى أثيوبيا.. وهناك وباء غامض مخيف يحصد أرواحهم.. دون أن يهتز العالم كما اهتز وتألم بسبب وباء كورونا الجديد.. بما يؤكد النظرية.. أن الخواجة يسيطر علينا إعلاميًا.. يصدر إلينا مشكلاته ومخاوفه وأمراضه أيضًا.. يتحكمون فينا.. ويشكلون مخاوفنا طبقًا لمزاجهم الشخصى.. ويرسمون أحلامنا طبقًا لمخططاتهم القائمة على المصلحة.. ويحددون أولوية اهتماماتنا طبقًا لاهتماماتهم واستفادتهم من المسائل والأمور.. وقد أقاموا الدنيا منذ سنوات بسبب مرض الإيدز الذى حصد الأرواح.. والذى هو اختراع أمريكانى صدروه إلى جميع دول العالم.. والذى نشأ وترعرع فى البيئة الأمريكانى.. بيئة المخدرات والشذوذ والانحلال واللذة بغير حدود.. ودون مراعاة الضمير أو قيم أو أخلاق.



 

 

الخيبة أن أمراض الدنيا تهاجمنا وتحصد أرواحنا.. دون أن تهتم بنا وسيلة إعلام عالمية أو حتى محلية.. وكأننا لسنا أخوة فى الإنسانية.. بما يؤكد أنهم يسيطرون علينا تمامًا.. ما أن يعطس الخواجه حتى يعلن العالم حالة الطوارئ.. فى حين أن شعوبنا لا تجد صدى أو اهتمامًا.. ربما لضعف الترجمة من لغات العالم إلى لغة المستعمر المسيطرة والمتحكمة.

 

ومن الواضح أن خيبتهم ثقيلة.. لأن مرض الأنانية قد استفحل... فلا يهمهم أبدًا معرفة الآخرين.. عاداتهم أو تقاليدهم أو أمراضهم.. وهناك فى بلاد الخواجة من لم يسمع فى حياته عن بلدان وشعوب أخرى فى أثيوبيا والصين ومصر.. مع أنها بلدان العالم القديم وأصل الحضارة كلها.

 

وبينما يسعى الشرقى للتواصل والالتقاء.. يجد صدًا من شعوب الخواجة.. وفى مصر على سبيل المثال نجد أن الكثير منا يتكلم الإنجليزية ويعرف الفرنسية.. ويستمع إلى نشرة الأخبار.. ويتبع ما يحدث فى العالم ويتألم للحروب والزلازل والعواصف والأمراض تحصد الأرواح فى بلدان بعيدة.. تجد أن الأمريكانى مثلاً لا يتحدث سوى الإنجليزية باللكنة الأمريكية ولا يعرف سواها ولا يهتم بغيرها ولا يحاول أن يعرف أو يتفهم أو يتواصل.. مع أن عدم الفهم والتواصل بين الحضارات خطير جدًا.. فربما حدث التصادم ووقعت الحروب نتيجة لجهل طرف بعادات وتقاليد وديانات الطرف الآخر.

 

الخلاصة أن الخواجة يسيطر علينا إعلاميًا.. يصدر إلينا مشكلاته ومخاوفه وأمراضه أيضًا.. ومن هنا تأتى أهمية كسر احتكارهم للإعلام العالمى.. وحتى نسمع صوتنا لدول العالم وحتى نفرض وجهة نظرنا على نشرات الأخبار فى الشرق والغرب والتى هى بداية صحيحة نحو إعلام حقيقى لدول العالم الثالث بالخبر الصادق والتحليل الجيد والتواجد فى قلب الأحداث بفضل شبكة من المراسلين المنتشرين فى مواقع التوتر.. تمامًا مثل صوت العرب زمان.. الذى أجبر المستعمر بجلالة قدره على التراجع عن حرية الإعلام التى يزهو بها ليفرض حظرًا على ما تذيعه صوت العرب.

 

نحن أحوج الآن إلى إعلام محترف.. إعلام واعٍ ومثقف وخبير بالقضايا الدولية والمحلية.. إعلام يعرف كيفية مخاطبة الآخر ومحاولة إقناعه.. نحن فى حاجة إلى وكالة أنباء دولية شاطرة تواجه سيطرة الإعلام الغربى علينا.. وفى تقديرى أنه على السادة الذين يتحدثون عن تراجع دور الإعلام أن يراجعوا أنفسهم.. لأننا فى حاجة إلى إعلام مستقل وليس إعلامًا تابعًا ينقل عن الخواجة.. ووباء كورونا هو المثال.. وقد أخافوا العالم وصدروا الرعب إلى 6 مليار نسمة بسبب الفيروس الوافد الذى حصد أرواحًا بريئة.. بينما فى أثيوبيا هناك وباء غامض مفترس يحصد أرواح البسطاء هناك.. والعالم كله يدير وجهه بعيدًا.. لأننا لا ندخل فى دائرة الاهتمام.. وهل تنسى أن الأمريكان تحديدًا أقاموا العالم على ساق واحدة.. بسبب مرض غامض اسمه الجمرة الخبيثة.. الذى لم يصب سوى خمسة أفراد.. فصدروا الرعب إلى 6 مليار نسمة هم جموع شعوب الأرض.!