الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ليلة العمر بدون «فستان أبيض»!

هى ليلة العمر، فلا تتكرر ليلة زفاف العروسين سوى يوم واحد فقط، نعجز عن إعادته، لا يبقى منه سوى ذكريات تحملها الصور ومقتنيات الزفاف المتنوعة، بين فستان الزفاف وبدلته، والإكسسوارات بيضاء اللون، ونغمات أغنية «رقص السلو» بين الزوجين، لكن الأمر لم يعد يهم اليوم، وحفل الزفاف بات بالنسبة لشباب اليوم مُكلفًا ماديًا،  ولا يستمتع به سوى المعازيم.



أما العروسان فتزداد أعباؤهما المادية، وهنا قرر عدد من الشباب استبدال اليوم بـ«فسح» أحيانًا، لكن لا شك أن مرور الوقت قد يجعل الاستغناء عن حفل الزفاف طريقًا للندم، فهو يوم صعب تكراره بمشاعره نفسها، أما عن الفسح فيمكن تكرارها بشكل أفضل مع تحسن الإمكانات.

>سيشن العمر

لم تكن «سارة أمير» (35 عامًا) من محبى الضوضاء والموسيقى مرتفعة الصوت أو الضجيج الذى يحدث عادة فى حفلات الزفاف، لذلك كان لديها قرار منذ الصغر أنها لن تقوم بأى حفلات زفاف، فقط ستتزوج بمسجد من خلال عقد القران بحضور الأقارب والأصدقاء، تقول: «الأفراح جميلة، لكن لمن يحب ذلك، لكل شخص طريقة معينة تسعده، والهدوء يمثل لى نوعًا من السعادة الخاصة، ليست متداولة، لكنها بالنهاية سعادة».

كانت قائمة مواصفات فارس الأحلام تحمل العديد من الصفات، لكن رأس القائمة حملت كلمة «الهدوء»، فلم تكن راغبة فى زوج يثير ضجة حوله، وهو أكثر ما جذب انتباهها فى زوجها «حسن» الذى لم يكن يرغب فى حفل زفاف مثلها ووافق على هذا الشرط من أول مقابلة بينهما بمنزلها: «هو يعتبر زواج صالونات مثلما يُقال عنه، لكنه كان مثاليًا، فلم يرغب زوجى فى حفل زفاف، وهو دكتور جامعى عاشق للهدوء، فانسجمنا بسرعة كبيرة وتم الزواج».

لم تكن الأسرتان مرحبتين بفكرة الاستغناء عن ليلة العمر، هو يوم لا يكرر، أيضًا أول فرحة للأسرتين كذلك، ففكرة إقناعهما كانت تحتاج لمجهود عصيب: «الأسرتان رفضتا وصممتا على تنظيم حفل زفاف حتى وإن كان صغيرًا، لكن عززنا من موقفنا من خلال لبس البدلة والفستان، وعمل سيشن الفرح مع العائلتين عقب عقد القران، ثم زفافنا لسيارتنا وانتهى الحفل هكذا بهدوء».

>رحلة عمرة

كانت رغبة «وليد توفيق» (27 عامًا) بعدم الإسراف فيما لا يفيد، لذلك قرر ادّخار تكاليف حفل الزفاف لعمل رحلة عمرة وزوجته لتكون بداية حياتهما سويًا مبنية على «البركة والخير» على حد تعبيره: «هل هناك أجمل من أن تكون بداية الحياة الزوجية فى حب الله؟ فهى بداية لحياة زوجية سعيدة، مليئة بالبركة والود والحب الحقيقى، إضافة إلى أن تكاليف حفلات الزفاف باهظة تلك الأيام، فقررنا استبدال يوم واحد بعمرة تبقى ليوم الدين».

لم تكن الزوجة مرحبة بتلك الفكرة فى البداية، لكنه تمكن من إقناعها مع الوقت: «لم أكن أرغب فى ادّخار أموال الزفاف، فقط أردت استثمارها فى شىء مفيد، لكن زوجتى كانت ترغب فى حفل زفاف تعزم به الأهل والأصدقاء لليلة واحدة فقط، لكننى أقنعتها بوجهة نظرى فى النهاية، مع العلم أنها تلومنى من وقت لآخر حين ترى أفراح صديقاتها، لكننى أذكرها بثواب العمرة فتطمئن».

>رحلة المالديف

رحلة المالديف أو حفل زفاف كبير، كانت تلك الخيارات التى وقعت بينها «أميرة حسن» (26 عامًا)، كان شريكها لا يمتلك من الأموال ما يكفى لعمل حفل الزفاف وقضاء إجازة «شهر العسل» فى مكان جيد، لذلك خيّرها بين رحلة وفرح، وبعد المشاورات بين الأهل والرفاق، تباينت الآراء، فالأسرة رأت أن الفسحة تعوض، لكن الحفل ليلة بالعمر، أما الرفاق، فوجدوا فى المالديف رحلة لن تُكرر كل يوم.

مالت الفتاة بالطبع لرأى الأغلبية من الأصدقاء،  وذهبت لقضاء الأسبوعين الأجمل بحياتها فى المالديف: «لم أندم على قضاء فترة الإجازة هذه بدلًا من الزفاف، لأن الرحلة كانت ممتعة جدًا ولن تتكرر بالطبع».

>ندم وحنين

«ليتنى أقمت حفل زفاف مثل أصدقائى».. الحنين ليوم زفاف مختلف كان شعار «دنيا» التى سافرت شهرا برفقة زوجها عقب عقد القران، ولم تقم بحفل زفاف بسبب التكاليف: «خيرنى زوجى بين الحفل والسفر، وأقنعنى المحيطون بى أن السفر أجمل، ولن يستفيد من الحفل سوى معازيمه، اقتنعت بتلك الآراء وسافرت، لكن بعد مرور عام، وأصبح لدى طفلة، بدأت أشعر بالتهاون فى أمر هذا الحفل، فلن أستطيع تزويج طفلتى دون زفاف كبير، فكيف وافقت أنا على هذا، ندمت بشكل كبير على هذا الأمر، خاصة بعد حضورى حفلات صديقات لى جميلة جدًا، أتمنى لو يعود الزمن لن أفوت هذا الحفل».

ليت الزمان يعود يومًا.. كان ذلك شعار «هدى» (30 عامًا) عقب زواجها بأيام وحتى الآن، فلو عاد بها الزمن لن تكرر غلطتها على حد تعبيرها، حيث استغنت عن فكرة حفل الزفاف على وعد من زوجها بالسفر فى رحلة طويلة: «كنت أخشى غضبه، لذلك وافقت على عدم إتمام حفل الزفاف وأسافر أسبوع إلى الغردقة، واكتفينا بكتب الكتاب ولم أرتد فستان الزفاف كأى فتاة طبيعية فى مثل هذا اليوم».

فرحة السفر لم تدم، فلم يمكث الزوج بإجازته رفقة زوجته سوى 4 أيام، وعاد مرة أخرى إلى منزله بحجة العمل، تقول: «فى ثالث يوم،  أخبرنى زوجى أنه يجب علينا العودة الليلة التالية، لأن مديره فى العمل رفض مد الإجازة أكثر من ذلك ويحتاج عودته، نشب بيننا شجار كبير حول الأمر، لكن الأمر الواقع كان العودة أسفًا، فلم أقم بحفل زفاف فى ليلة لن تتكرر، ولم أستمتع بإجازة جيدة، حتى إننى لا أتذكر منها شيئًا سوى الشجار الذى حدث فى ثالث يوم بزواجى»!>