السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

في الزمالك.. وحدى لا شريك لى!

يقدم مرتضى منصور نفسه دائمًا على أنه رجل دولة.. بينما تعكس كل تصرفاته قدرًا كبيرًا من الضبابية تجاه الدولة التى يتشرف بتمثيلها النيابى تحت قبة البرلمان ويرأس أحد أكبر أنديتها الرياضية الشعبية .. رئيس نادى الزمالك الذى يرفع شعار « وحدى لا شريك لي» فى اتخاذ القرارات داخل القلعة البيضاء يتعامل مع الجميع بمنطق « لا أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد».



 

 

بينما كانت مصر كلها تنتظر مبارة القمة بين الأهلى والزمالك ليلة الاثنين الماضى كان مرتضى منصور، على الهواء مباشرة يرد على سؤال الإعلامى أحمد موسى، حول مكان تواجد لاعبى الزمالك، قائلا بمنتهى الاستخفاف: «فاكر فيلم عماد حمدى لما قال مش عارف مين ميشربش الدوا، إحنا هنادى على عيال صغيرة، انا عايز اتغدى علشان الحاجه عملت الغدا، ولا أعرف من تحرك من الفريق إلى ملعب استاد القاهرة».. وأضاف خلال مداخلته ببرنامج على مسئوليتى، والمذاع عبر فضائية صدى البلد، أن كل شيء محسوب بالورقة والقلم، وفريق الزمالك لن يحصل على عقوبات، ولن يتم خصم نقاط من رصيده بالدوري.. وتابع «مرتضى»: أنا شاطر فى القانون مافيش نقطة هتتخصم وإذا حدث سأعتزل المحاماة ومجلس النواب وأترك مصر كلها»

 

كان مشهد نهاية المسرحية العبثية التى أخرجها مرتضى هزليًا باقتدار، حيث أعلنت سحر عبدالحق عضوة اللجنة الخماسية لاتحاد الكرة، أن «قوات الأمن المصرى تواصلت مع اتحاد الكرة أثناء سير حافلة الزمالك نحو ستاد القاهرة والأمر كان واضحا برغبتهم فى عدم الوصول للملعب».. حيث توقفت حافلة الزمالك عند أحد الأكشاك القريبة من مقر النادى لشراء زجاجات مياه معدنية، ثم توقف الأتوبيس مجددا لإصلاح ما يوحى أنه عطل.

 

ما فعله مرتضى لم يكن فقط كسرًا لهيبة وقرارات اتحاد الكرة، بل تحدٍ لمشاعر الجماهير التى عاقبته بسيل من التعليقات والكوميكسات التى تندرج تحت ثقافة «التحفيل»، ما جعل أمواج الكوميديا تتدفق بشكل ساخر وغير مسبوق تجاه كيان نادى الزمالك العريق.

 

لم يكتف مرتضى بإهانة تاريخ ناديه الكبير والإساءة له بل رد على عقوبة اتحاد الكرة الموقعة على ناديه بشأن انسحابه من المباراة بشكل موتور وغير مسئول أيضًا.. إذ قرر الاتحاد اعتماد ما اتخذته إدارة المسابقات باعتبار الأهلى فائزا بالمباراة 2-0 مع خصم ثلاث نقاط أخرى من رصيد الزمالك فى نهاية موسم 2019-2020 ويعاد ترتيب الفريق نفسه ضمن الجدول النهائى للمسابقة، بالإضافة إلى توقيع غرامة مالية على نادى الزمالك قيمتها 200 ألف جنيه تسدد لخزينة الاتحاد خلال شهر من تاريخه.

 

خرج مرتضى فى تصريحات لبرنامج «زملكاوى» على قناة نادى الزمالك قائلاً: «هو انت عملت تحقيق وسألتنى ما وصلتش الملعب ليه، افرض الاتوبيس كان دخل فى عمود نور والعيال حصل لها حاجة، قبل ما تسأل مصير الاتوبيس بتعاقبني، إنت بتعبث بأمن البلد وبتلعب بالنار».

 

تصريحات مرتضى كانت امتدادًا لتصريحات سابقة أكثر عدائية إذ اعترض على قرارات لجنة الانضباط والأخلاق باتحاد الكرة، بفرض عقوبات على النادى وعدد من اللاعبين بعد أحداث مباراة السوبر بالإمارات،  وخاطب منصور، فى مداخلة هاتفية مع قناة الزمالك عمرو الجنايني، واللجنة الخماسية التى تدير اتحاد الكرة، قائلا: «بعت تذاكر مباراة السوبر بـ13 مليونا، وإديت الزمالك مليون جنيه، وجاى تاخدها عقوبات.. إنت بتهزر؟.. الجناينى مش قادر ينسى إنه صديق ممدوح عباس، وإنى عملت اجتماع  للجمعية العمومية للأندية لسحب الثقة منه».

 

وأضاف مرتضى: «أنا لي وقفة مع وزير الشباب والرياضة.. وهعرف أجيبه مجلس النواب أتكلم معاه هناك»، متسائلا: «مين لجنة الانضباط؟ شغلتها إيه؟ أنا بكره رايح لوزير العدل هلغى انتداب رئيس اللجنة.. لأنه فاهم غلط.. أنا راجل قانون وكنت رئيس محكمة.. يعنى إيه لجنة الانضباط  والأخلاق.. إنك تربى الناس؟.. مش سلطتك».. واستطرد قائلا: «حسابى معاك يا عمرو عسير.. والراجل فيكو ينفذ القرارات دي».

 

يتوعد مرتضى الجميع ولا يأبه .. يتهم المُختلف معه بأنه عميل أو مأجور أو مدفوع من أحد خصومه، بل ربما تبدأ فقرته المعتادة بكيل الشتائم والخوض فى الأعراض.. يحرص الرجل على الخروج منتصرا فى كل المعارك الكلامية التى يخوضها  وهو ما يجعله منشغلا بهذه المعارك على حساب أوضاع النادى والتخطيط لمستقبله، حتى صارت تلك المعارك الكلامية هى المحرك الأساسى لكل قراراته فتظهر بالطبع خاطئة وسلبية وانتقامية ولا يجنى منها الزمالك إلا مزيدًا من التندر و«التحفيل» على شبكات التواصل الاجتماعي.

 

يدوس مرتضى على تاريخ نادى الزمالك عندما يهاجم بعض رموز وأبناء النادى لأنهم يخالفونه الرأى .. فكل من يعارضه يتهمه بأنه صاحب مصلحة وله غرض وطامع وقابض.. يهين اسم النادى العريق بقراراته غير المسئولة ثم بتراجعه عنها فى كثير من الأحيان على طريقة الريس حنفى  «تنزل المره دي»..  مرتضى بالفعل عدو نفسه .. يحتاج إلى وقفة جادة مع ذاته .. يحتاج أن يحترم الناس – كل الناس- ولا يعاديهم ويحترم الدولة التى يدعى أنه أحد رجالاتها.. وليسمع لمنتقديه فربما يجد بين كلماتهم حلولاً وأفكارًا تفيده، فليس كل النقد سهاما موجهة ومسمومة كما يظن معالى «المستشار» دائمًا.