الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دسوقى أفندى فى استاد الكورة!!

طوال أسبوع كامل ومصر تتفرج على دسوقى أفندى كاتب المحامى الشهير.. الذى يجيد طمس المستندات وقلب الحقائق وسرقة الأدلة.. ثم ينظر إلى الخطيب بحسد وغل ويقول قولته الشهيرة: بلد شهادات صحيح!!



ووالله لو حدث ما حدث فى بلاد برة لقامت الدنيا.. واللاعب الفرنسى الذى بصق على الجمهور اعتقلته الشرطة وقدمته لمحاكمة عاجلة وسجن ثلاثة أشهر كاملة.. وإبراهيم حسن ضبطته الكاميرا يشير بإصبعه إشارة قبيحة للجمهور المغربى.. فاجتمع الاتحاد الأفريقى وأصدر فرمانا بإيقافه عن اللعب دوليا ومحليا عاما كاملا.. فماذا يكون الحال مع لاعب يشير للجماهير إشارات جنسية ويكاد يخلع الشورت أمام كاميرات التليفزيون والعائلات تتابع فى البيوت!

تشاهد فى تليفزيونات الخواجات لاعبى الفريقين يتبادلون التحية والفانلات والأعلام التذكارية.. يدركون أن الرياضة مكسب وهزيمة وأنهم يؤدون أدوارهم فى إمتاع الجماهير.. إلا عندنا وهناك من يمارس البلطجة ويدافع عن الإجرام.... ولولا الملامة لأمسك بمطواة قرن غزال يعتدى بها على كل من يقف فى طريقه من لاعبين وحكام وإداريين ورجال شرطة.. وكأن الخسارة تدخل فى باب المحرمات التى لا تجوز أبدا!!

ولا أعرف على من تقع المسئولية بالضبط لحماية أولادنا وعائلاتنا فى البيوت.. وعلى من تقع مسئولية حماية الأخلاق الحميدة... وعائلات بلاد برة تذهب إلى المباريات كما تذهب إلى المسرح والأوبرا.. فى سهرات عائلية ممتعة.. لا يخدشها هتاف قبيح أو تصرف خارج عن السياق.

وكنت أتصور أن يسارع الوزير أو رئيس الوزراء بالتدخل العاجل والانحياز إلى الأخلاق الحميدة بعزل رئيس النادى الذى يتصرف وكأنه فوق القانون.. ويشيع أن هناك من رجال الدولة من يسبغ عليه الحماية... أو لأنه عضو بالبرلمان.. وعضوية البرلمان تحميك من المساءلة لما تقوله تحت القبة.. لكنها لا تحميك لو ارتكبت جريمة يعاقب عليها القانون.

وفى مجلس النواب هناك أحكام واضحة وصريحة بإسقاط عضوية بعض النواب ودخول نواب آخرين بدلا منهم.. ومع أنها أحكام واضحة قاطعة إلا أن البرلمان لجأ لأسلوب حسن سبانخ من أجل المماطلة والتسويف.. مع أن الدولة ولها هيبتها أول من يعرف أن عدم تطبيق الأحكام يهز الهيبة هيبة القضاء والبرلمان معًا!

واللجنة التى تدير شئون اللعبة عرفت مبكرا أسلوب التوازنات.. فافتقدت للعدل والمفهومية.. وقد أصدرت قرارات عقابية متوازية.. تصب فى صالح المعتدى.. مع أن المفترض أن تكون لجنة محايدة لا تعرف لون الفانلات.. ومهمتها إصلاح أحوال اللعبة!

لم تسأل اللجنة نفسها لماذا كان تأجيل مباراة الأهلى والزمالك من الأصل.. وقد بدأت مشوارها بالتأكيد على أن انتظام المسابقة هو الأصل والتأجيل ممنوع والزعل مرفوع.. لكنها عادت وفى الأسبوع الرابع من المسابقة لأسلوب التأجيل بحجة أنها رغبة الأمن.. مع أنها تعرف ونحن أيضا نعرف أنها كانت رغبة رئيس النادى الذى حلف بالطلاق أن المباراة سوف تتأجل.. والسبب أنه مرعوب جدًا من لقاء الأهلى الجاهز والمستعد!

أما التليفزيون فحدث ولا حرج.. ورغم تباين قنواته.. إلا أنها جميعا تقمصت دور الإذاعة.. واكتفت بالجلوس فى الاستديو تمارس لعبة التوازنات.. وتتلقى الأخبار تليفونيا.. ولو أنصفت ومارست دورها بحق وحقيقى كما تفعل تليفزيونات كل الدنيا.. لأرسلت كاميرات محمولة تتابع أتوبيس اللاعبين وهو يتنزه فى شوارع العاصمة ويتلكأ مع سبق الإصرار.. وربما كان التليفزيون ساعتها قد نقل صورة واقعية لشغل حسن سبانخ والاستهانة علنا بالقوانين والقرارات الإدارية الملزمة.

الوحيد الذى شاف شغله هو جهاز الأمن الذى  رصد بالفيديو تحركات أتوبيس اللاعبين وتعمده إهدار الوقت لغاية فى نفس يعقوب الذى حلف بالطلاق أنه لن يؤدى المباراة!

عليه العوض ومنه العوض.. وقد فسدت المنظومة الكروية تماما.. بفضل المجاملات وشغل دسوقى أفندى كاتب المحامى المشهور.. الذى يجيد طمس المستندات وقلب الحقائق وسرقة الأدلة جهارا نهارا.. فى حين اكتفت مصر بالفرجة ومصمصة الشفاه!!>