الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كل «اكسسوار» وله حكاية!

بين الخيوط التى تغزلها إبرة الكروشيه هناك حكايات طموح وإرادة شقَّت طريقها إلى النور، وخلف الاكسسوارات اللامعة التى استقرت على الطاولات الخشبية للعرض؛ هناك دأب وتحدٍ، بأناملهم الصغيرة يضيفون لمساتهم السحرية على المشغولات اليدوية، ما يراه الناس عجزًا لديهم يعطيهم العزيمة أكثر للوصول لأهدافهم.



 ندخل عالم محترفي الأشغال اليدوية من أصحاب الهمم، لنتعرف على إخفاقاتهم التى أدت للنجاح فيما بعد، ربما لم يحالفهم الحظ فى التسويق لأعمالهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، لكنهم يسعدون بالمشاركة فى المعارض المختلفة، يجلسون على مسافات متقاربة، ويضعون أشغالهم اليدوية فى تناغم جميل لعزف سيمفونية «الأمل».

مشاهدة البرامج الخاصة بالمشغولات اليدوية على التلفاز كانت بداية طريقها لعالم الكروشيه، لتبحث بعد ذلك فى هذا المجال، وساعدها أخوها للحصول على بعض الكتب الفرنسية فى هذا المجال، «فاطمة على» تعلمت الكروشيه فى عمر الـ7 أعوام، ومضت السنوات حتى تحولت هوايتها إلى عمل احترافى.

وعن بدايتها مع تعلم الكروشيه من الكتب تقول: «مكنتش عارفة أقرأ من الكتب، لكن عرفت أفهم ملخص محتوى المعروضات اللى فى الكتاب، اشتغلت على نفسى لحد ما بقيت محترفة الحمد لله». تعمل «فاطمة» مدرسة لغة عربية بالأزهر، كما حصلت على بطولة الجمهورية مرتين فى رياضة رفع الأثقال ثم اعتزلت وصارت حكمًا دوليًا فى رفع الأثقال: «دلوقت بلعب قوس وسهم بجانب شغلى فى الهاند ميد والكروشيه».

 تعمل فى مجال المشغولات اليدوية منذ 40 عامًا: «بعرف كل أنواع الهاند ميد، ببيع أونلاين دلوقت ولمعارفى، فى حاجات كتير عملتها بس مش بصورها معتمدة على معارفى وعلاقاتى أكتر من النت، بعمل المفارش والشرابات والطواقى والكوفيات والشنط، كل مرة بطور نفسى وبتعلم الجديد، فى حاجات بشوفها وبقلدها وممكن أضيف عليها من نفسى، بقى عندى الملكة أضيف وبحط لمساتى، بعمل كل شغلى لوحدى،وبأشترى الخامات وأشوف الألوان والنوعيات المناسبة».

جاليرى صغير لكن وراء تأسيسه قصة كفاح طويلة وطموح لا ينتهى، بمجرد الدخول إلى الباب يستقبلك«محمد» صاحب الـ24 عامًا، بحماس شديد، مضت 3 أعوام على عمله فى صناعة الاكسسوارات؛ إذ اقترحت اخته عليه فكرة افتتاح جاليرى لعرض منتجاته بعد أن أنهى دراسته بالتأهيل المهنى، تقول شقيقته الكبرى: «خلص مدرسة وعمره 18 سنة، قعد فى البيت مش بيعمل حاجة، كان متعلم الاكسسوارات والخزف والخياطة والنول، حب الاكسسوارات جدًا وعملنا ليه مشروع صغير من 3 سنين، بنجيب له الخامات والمكونات هو يكونها وإحنا نقفل معاه، وأسس صفحة على الفيس بوك اسمها إرداة وإبداع».

لم تنحصر اهتمامات «محمد» فى مجال الهاند ميد فقط، وإنما شملت رياضة ألعاب القوى أيضًا: «خد بطولات فى الاتحاد والأولمبياد، مركز أول على مستوى محافظة القاهرة، والمركز الثانى على مستوى محافظة القاهرة فى مسابقة الحلم المصرى،عمل عرض وكسب المركز الثانى».

أيضًا كانت شقيقته الثانية رفيقته منذ البداية ومُعلمته فى المدرسة: «بعلم ذوى الاحتياجات الخاصة شغل الخزف والاكسسوارات فى المدرسة، وكنت المدرسة بتاعته، دلوقت إحنا معاه فى المشروع بس هو الأساس، بيعمل حلقان وأعقاد، وميداليات، بنبيع على صفحته على الفيس بوك، وأى معرض بنشترك فيه، لو الترابيزة بفلوس بندفعله ولو معارض تشجيعية بنروح».

يقضى الأشقاء الساعات الثلاث  متواصلة فى منزلهم، يتشاركون فيها العمل؛  حيث يتولى «محمد» مهمة اختيار الألوان وتركيب الاكسسوارات، بينما تتولى شقيقتاه مهمة التقفيل: «بحطله الغرز والأستك وهو يركب ويخلص وأنا أربط الأستك وخلاص، وساعات هو اللى بيختار الحاجة بنفسه ويختار الألوان وينسقها»، مؤكدة أنه يتمنى أن يكون له محل خاص به ليعرض منتجاته.

وتضيف: «لو رحنا معرض مفهوش بيع بيضايق وبيقول هو الحاجة اللى أنا عملتها معجبتش الناس؟، وإحنا بنحب الناس تشجعه مش لازم يشتروا بس يقولوا حلوة الحاجة اللى إنت عملتها».

بدأ «محمد» مشروعه بـ «الغوايش» ثم اتجه إلى الأقراط، وصار يشارك فى العديد من المعارض، كما أن شقيقتيه تحرصان على شراء الخامات الجديدة بالسوق له، قبل المشاركة فى كل معرض، ليقدم منتجات جديدة: «فى حاجات بنشترك فيها وفيه تعاون بيننا، وفيه حاجات تانية بيشتغلها بدماغه، وبيفرح لما بيكون فى معرض بيبقى قاعد شغال ليل نهار عشان يعمل حاجة جديدة، لو طلع مكسب هو اللى بياخده وباقى الفلوس بنجيب بيها الخامات، وبالمكسب بيعزمنا على حاجة أو بيدفع لنا المواصلات أو يحوش ويجيب لنا هدية».

اكتشفت موهبتها وحبها للهاند ميد منذ الطفولة، فكانت تصمم الفساتين لعروستها ثم تطرقت إلى شغل الخرز الذى لاقى إعجاب من حولها، وبدأت تبدع فى مجال الأشغال اليدوية، قررت «نهى عزام» 32 عامًا، أن تعاود استكمال دراستها قبل 13 سنة، فحصلت على ليسانس آداب، قسم تاريخ من محو الأمية، تقول: «اتخرجت فى 2011، وخدت كورسات لمدة سنة عشان أطور نفسى،عشان أدور على شغل كان صعب، مع إن معايا شهادة عالية وقعدت سنة باخد كورسات، أول ما يشوفوا السى فى يرحبوا وأول ما أروح أعمل الإنترفيو ويشوفونى يقولولى هنكلمك تانى ومحدش يكلمنى».

مضت 8 سنوات على عمل «نهى» فى مجال الهاند ميد، بعد أن قررت الاعتماد على ذاتها بعد الفشل فى الحصول على فرصة عمل: «شوفت أكتر حاجة بحبها وقررت أعملها، بعمل كروشيه وتريكو»، مشيرة إلى أن التسويق أكثر صعوبة واجهتها.

 رغم أنها أنشأت صفحة على فيس بوك لعرض منتجاتها؛ فإنها لم تستقبل سوى المدح والإعجابات من المتابعين دون الشراء: «مفيش أوردرات رغم إن الناس بتشوف شغلى بتنبهر، بعتمد على إن اللى حواليا ياخدوا منى ويشجعونى،لو فى معارض بنزل، فى معارض بيكون فيها بيع والأمور كويسة ومعارض تانية مش ببيع فيها حاجة».

تتمنى «نهى» أن تفتتح مصنعًا خاصًا بأعمالها: «هدفى دايمًا أكون «عائد» مش عالة، أختى معايا وبنشجع بعض فى الشغل بس الأزمة فى التسويق، بشيل شنط وبروح وباجى وأنا من طنطا، وباخد تاكسى عشان أقدر أتحرك بسهولة، أهم حاجة إن الناس بتشوف شغلى حلو لو مبعتش بس إن الناس بيعجبها الشغل وبيتقول رأيها ده بيفرق معايا جدا وبيدعمنى نفسيًا».>