الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عنف وتحرش جنسى.. ومعاناة اللاجئات والأم العزباء

على مدار خمسة أيام تحولت محافظة أسوان إلى دار عرض سينمائى كبيرة بين عرض الأفلام وورش كتابة السيناريو والإخراج، وذلك من خلال منصة مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة فى نسخته الرابعة فى الفترة من (10 – 15 فبراير) حيث عُرض 31 فيلمًا تمثل 29 دولة للمشاركة فى مسابقتى الأفلام القصيرة والطويلة من بينها فيلمان يعرضان عالميًا لأول مرة، و18 فيلمًا فى عرضها الأفريقى الأول.



شارك فى مسابقة الفيلم الطويل 11 فيلمًا، منها فيلمان تسجيليان، وفيلم تحريك للمرة الأولى فى مسابقة المهرجان، و8 أفلام روائية، كما يعرض فى مسابقة الفيلم القصير 20 فيلمًا، منها 6 أفلام تسجيلية، و4 أفلام تحريك، و10 أفلام روائية.

وانطلاقًا من فلسفة المهرجان الداعم للأفلام التى تبحث عن قضايا المرأة على الشاشة، جاءت البرمجة لهذا العام تحمل أفلاماً فى طياتها قضايا مختلفة عن العنف ضد المرأة، والتحرش الجنسى ووضع المرأة اللاجئة بسبب الحروب وغيرها من القضايا.

>الأم العزباء

تناولت عدة أفلام بالمهرجان قضية الأم العزباء أو «السنجل مازر» والمشكلات التى تواجهها؛ فمن فنزويلا يرصد الفيلم القصير (مد عالي) حياة بطلته التى تعيش مع طفليها بين الحياة اليومية الطويلة التى يتغيب عنها زوجها، وبعد عدة مواجهات وتحولات بالأسرة يعود الهدوء. بينما تواجه البطلة «سهيلة » بالفيلم العراقى القصير (سأنتظر) إخراج «محمد الشروانى» أزمة البحث عن مكان لتترك فيه طفلها الرضيع للخروج للعمل وكسب بعض المال الذى يساعدها على المعيشة حتى يعود زوجها من الحرب.. وتستكشف «نورا» ذات العشرين فى الفيلم القصير (اختر اسمًا) وهى أم عزباء مهاجرة طرقًا بديلة لتجنب الترحيل من جمهورية التشيك بعد رفض طلب اللجوء.

>العنف الجنسى والحرب

تناولت عدة أفلام النظرة السلبية للمجتمع تجاه المرأة غير المتزوجة مثلًا والتى تجاوزت سن الثلاثين وكيف تكون الضغوط عليها من العائلة والأقارب والزملاء بالعمل حيث تقدم «لمياء إدريس» فى فيلمها القصير (تستاهل يا قلبي) حيث تجرى المخرجة البالغة من العمر 35 عامًا مقابلات فى رحلة سيارة تستغرق 30 دقيقة مع نساء فى منتصف الثلاثين ويمثلن آراء مختلفة.. ويرصد الفيلم الأفغانى (رقية) للمخرجة «ديانا قاصب» جمال قصة حياة فتاة صغيرة نجت من هجوم انتحارى نظمته عناصر طالبان، لتقع فى فخ الجنون الإعلامى رغم صدمتها النفسية التى تحاول تجاوزها بنفسها.

ويوثق المخرج الإسبانى «انريكى راى» بفيلمه (حياكة المستقبل) حكاية مجموعة من النساء الإفريقيات تتحدثن عن المصاعب والعقبات اللاتى يواجهنها عند مغادرة بلادهن والوصول إلى بلد يعتمدن فيه على أنفسهن ولا يُجدن التحدث بلغته الأصلية.. بينما تركز المخرجة الصربية «جالا نيجريللو» فى فيلمها (الحاصدون) بصورة شاعرية، كفاح امراة بالغة من العمر 82 عامًا مع ابنتها فى جمع الثمار فى أحد الجبال بصربيا، وما يبذلنه من جهد طوال اليوم فى الحقل وكذلك فى الأعمال المنزلية ليلا، رغبة منهما فى جمع بعض الأموال للذهاب إلى البحر للمرة الأولى.

ومن مصر يتناول فيلم (آمن جدًا) قصة فتاة عمرها 28 سنة تذهب إلى الصيدلية لشراء «واقى ذكرى»، حيث تظهر والدتها فجأة ليتحول الوضع كله رأسًا على عقب! وتحاول طوال الفيلم الكفاح ضد المشكلات التى تواجهها.

أما عن قضية التحرش الجنسى فهى حاضرة بالفيلم الروائى الطويل المجرى (فى هدوء) للمخرج «زولتان ناجى»، حيث تدور أحداثه حول تعرض فتاة مراهقة للتحرش الجنسى من قبل مدرسها ويقوم أحد زملائها بالدفاع عنها ومساندتها ضد المدرس المتحرش.. بينما يشبه الفيلم المغربى (مواسم العطش) للمخرج «حميد الزوغى» رائعة (عرق البلح) للمخرج المصرى الراحل «رضوان الكاشف»، حيث يرصد حياة نساء قرية مغربية أجبر رجالها فى ستينيات القرن الماضى على مغادرة القرية من أجل العمل فى حقول ومناجم الفحم التى يستغلها الأوربيون تاركين وراءهم نساءهم تذبلن فى عوالمهن الخاصة، فى صمت وانتظار.. أيضًا يتناول فيلم (منزل أجا) من كوسوفو للمخرجة «لينديتا زيتشيراى» حياة مجموعة من النساء المختلفات اللائى تعشن معًا فى منطقة جبلية نائية، والرجل الوحيد فى هذا المنزل هو «آجا» ابن إحدى هؤلاء النسوة ويبلغ من العمر 9 سنوات، وتقع مشكلة فى هذا المنزل يكون آجا هو المسئول عن حلها. ومن مصر تم أيضًا عرض فيلم (بعلم الوصول) للمخرج «هشام صقر»، والذى تواجه بطلته التى تعانى من الاكتئاب نظرة المجتمع السلبية للمريض النفسى، ومحاولاتها للانتحار ولكنها تواجه موقفًا صعبًا عندما تضطر لرعاية طفلتها بعد دخول زوجها السجن.

>صورة المرأة فى 2019

أصدر المهرجان لأول مرة تقريرًا لتحليل صورة المرأة فى السينما العربية لعام 2019 شارك فيه العديد من النقاد والناقدات بالدول العربية. يبحث التقرير صورة المرأة من خلال شقين؛ كصانعة أفلام وهل تتاح لها الفرص لتكون فاعلة فى مجالات الفن السابع المختلفة من كتابة، إخراج، سيناريو وتصوير، والشق الثانى هو صورتها على الشاشة هل هى واقعية صادقة وتمس المجتمع أم مشوهة؟ وهل أتيحت لها البطولة أم جاءت فى أدوار ثانوية فقط.. وقد جاء فى التقرير أن السينما الإماراتية أنتجت 11 فيلمًا روائيًا طويلًا، غابت فيها المرأة سواء كصانعة للفيلم أو فى بطولته أو كتابته، وظهرت صورة المرأة نمطية وسطحية فى بعض الأفلام كشخصية تحب المجوهرات والماكياج والعطور وتعتنى فقط بخزانة الأحذية والملابس ووضع زوجها المادى.. بينما تحتل المرأة مساحة كبيرة فى السينما الجزائرية سواء كصانعة أفلام أو كقضية تطرح داخل الفيلم. حيث قدمت أفلامًا رصدت العنف الذى تعرضت له المرأة فى سنوات العشرية السوداء بالتسعينيات وصعود التيارات الإسلامية المتطرفة.. وأفلامًا أخرى عن كفاح المرأة فى العمل ومواجهة المجتمع المنغلق. ومن هذه الأفلام: (143 طريق الصحراء، باركو ومناظر الخريف). أيضًا شهدت السينما السعودية طفرة فى عام 2019 بظهور فيلمين روائيين ينتصران للمرأة صنعتهما امرأتان أيضًا هما (المرشحة المثالية) لـ«هيفاء المنصور» و(سيدة البحر) لـ«شهد الأمين».

أما عن الحالة المصرية فقد ذكر التقرير أنه لم تُسند البطولة للمرأة خلال 34 فيلمًا هي حصيلة إنتاج السينما المصرية لعام 2019، فالنساء فى تلك الأفلام لم تشكلن ترسًا أو قوة دافعة للأحداث، بل إن بعض النجمات ظهرن إما كضيفات شرف أو فى أدوار صغيرة. لتكون المرأة فى الأفلام المصرية للعام الماضى فقط عنصرًا للتلطيف تسير فى ركاب الرجل.>