الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بيان الست الوزيرة!!

ما إن يعطس الخواجة حتى يعلن العالم حالة الطوارئ.. فى حين تهاجمنا أمراض الدنيا وتحصد أرواحنا دون أن تهتم بنا وسيلة إعلام عالمية.. ربما لضعف الترجمة من لغات العالم إلى اللغة العربية المحبوسة فى خانة اليك!



وفى إطار المجاملة وحدها.. سارعت وزيرة الصحة بإصدار بيان عاجل يؤكد أن المصريين بخير.. وأنه لا توجد حالة واحدة مصابة بفيروس كورونا القاتل.. وكأنها تخلى مسئوليتها وخلاص.. ولو أنصفت لقامت بالتحقق من الأمر.. والشواهد تؤكد أن هناك الآلاف من المصريين يزورون الصين فى رحلات سياحية أو للعمل.. ولا أعرف هل تم فحص كل المصريين أو الصينيين القادمين من هناك.. وهل نسقت الصحة مع وزارة الهجرة أو وزارة السياحة.. وهناك من الدول من أوقف الرحلات إلى الصين.. وهناك دول أرسلت الطائرات العاجلة لسحب مواطنيها من هناك! الخيبة أن الخواجة المسيطر على العالم إعلاميا.. يصدر إلينا مشاكلهم ومخاوفهم وأمراضهم أيضا.. وهل تنسى جنون البقر وإنفلونزا الطيور والخنازير التى كلفتنا الكثير.. دون أن نكون مصابين بها.. وهل تنسى حمى الإيدز التى اجتاحت العالم.. مع أن بلادنا بعيدة عنها.. ولا تكاد تعرفها؟! ومنذ سنوات أقام الخواجة الدنيا بسبب مرض الإيدز الذى حصد أرواحهم.. والذى نشأ وترعرع فى البيئة الأمريكانى.. بيئة المخدرات والشذوذ والانحلال واللذة بغير حدود ودون مراعاة لضمير أو قيم أو أخلاق! ونحن طبعا وفى إطار المجاملة وكرم الأخلاق.. قمنا بحملة مماثلة للحملة الأمريكانى.. صرفنا فيها مئات الملايين.. نحذر فيها أهلنا وناسنا من مرض الإيدز.. مع أننا لا نعرف الإيدز.. ونعرف بدلا منه أمراضنا الخاصة كالبلهارسيا وأمراض الكبد والكلى وفقر الدم.. لكننا لم نتعامل معها بالاهتمام الكافى لعدم ورودها فى الكتالوج الأمريكانى! والله لو أننا خصصنا الفلوس التى صرفناها للتحذير من الإيدز.. لما بقيت فى مصر حالة واحدة من أمراضنا المتوطنة.. وكنا نستطيع بفلوس التحذير من الإيدز.. كنا نستطيع محاصرة وتجفيف مصادر أمراضنا.. وإصلاح وتنقية مياه الشرب وتحسين الصرف الصحى.. وهى الأسباب المباشرة للتلوث الذى يؤدى لتكاثر وزيادة معدلات الأمراض عندنا! الغريب يا أخى أن الأمريكان الأنذال قد اكتشفوا فى معاملهم علاجا للإيدز.. فنسوا فجأة شعاراتهم عن المشاركة الإنسانية والتعاطف البشرى.. وكلامهم عن أننا فى مركب واحد.. فطالبوا دول أفريقيا الفقيرة التى حصد الإيدز أرواح أبنائها.. طالبوا بفاتورة مضاعفة نظير بيع أدوية الإيدز.. مع أنهم أصل البلاء.. وهم الذين صدروه لدول أفريقيا التى حصد الإيدز أرواح أبنائها! وخد عندك فيروس «سى» المنتشر جدا فى بلادنا وبلاد العالم الثالث.. مع أنهم لا يعرفونه فى بلادهم.. والعلاج موجود عندهم وبرخص التراب.. لكنهم يرفضون مد يد المساندة بحجة أن شركات الأدوية تكبدت الكثير من أجل اكتشاف العلاج.. ولعل هذا ما دفع الهند إلى تصنيع أدوية العلاج محليا وطرحه لدول العالم رخيصا.. وهو ما أغضب شركات العالم الأول الرأسمالى.. والتى تسعى للربح أولا وأخيرًا! الآن يواجه العالم خطر فيروس الالتهاب الرئوى المصحوب بفيروس كورونا القاتل.. وفى حين يتعامل العالم بالجدية اللازمة مع الخطر الجديد.. وقد علقت الرحلات إلى الصين.. وأوفدت الدول طائراتها لسحب رعاياها من مدن الصين المصابة بالوباء.. فإننا فى مصر اكتفينا بالبيان الإعلامى المتعجل لوزيرة الصحة ينفى إصابة المصريين بالفيروس القاتل.. دون أن تشرح الوزيرة لنا أعراض المرض وطرق الوقاية.. ودون أن توفر الكمامات اللازمة.. أو الأدوية المطلوبة لحصار المرضى.. والخيبة أن هناك أكثر من 500 باحث مصرى مع عائلاتهم عالقون بمدينة «ووهان» أصل المرض ومصدره.. لا يستطيعون الفكاك والهروب.. وقد اكتفوا من الدنيا الفانية.. بقراءة بيان الوزيرة!!>