الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صورة جمال عبدالناصر

نشاهد فى تليفزيونات بلاد بره.. رئيس النادى المهزوم يجلس بجوار الرئيس الفائز.. يبتسم فى ود.. على اعتبار أن الرياضة وسيلة للتفاهم والحب.. ونشاهد المدرب الفائز أيضًا مع المهزوم ويتمنى له حظا أوفر فى مباريات قادمة.. ولاعبى الفريقين يتبادلان التحية والفانلات والأعلام التذكارية.. إلا عندنا.. ورئيس النادى يمارس البلطجة ولسانه ينقط شتائم.. ولولا الملامة لأمسك بمطواة قرن غزال.. يعتدى بها على كل من يقف فى طريقه من لاعبين وحكام وإداريين ورجال شرطة.



رحم الله الزعيم جمال عبدالناصر.. حبيب ونصير الفقراء بحق وحقيقي.. وقد احتفل به المصريون بما يليق بعد خمسين عاما من الرحيل.. عندما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى مؤخرا صورة فوتوغرافية له بصحبة عروس شابة يوم زفافها.. ومعهما فى الصورة شيخ الأزهر جاد الحق على جاد الحق.. والتعليق على الصورة يقول.. إن عروسًا شابة من المنصورة كتبت للرئيس تدعوه لحضور حفل زفافها ولا تكتفي.. بل تطالبه بأن يكون وكيلا لها يوم عرسها.. حيث إنها يتيمة الأبوين ولا وكيل لها تفخر به.. الغريب يا أخى أن جمال عبدالناصر استجاب لدعوة فتاة المنصورة.. وقد حضر عقد القران بصحبة شيخ الأزهر الذى تولى عقد القران.. وكان شاهدا العقد محافظ المنصورة.. ومحمود الجيار مدير مكتب جمال عبدالناصر.. ووالله أننى انبهرت كثيرا لحالة الحبور والسرور التى بدت على وجوه الحاضرين لحفل الزفاف. ولا أعرف مدى صحة الصورة التى لم أرها من قبل.. لكنها تعكس مدى حب المصريين للزعيم.. وقد صار رمزًا للتواضع والانتصار للفقراء والمعدمين.. وهذه إحدى ميزات ثورة يوليو التى ردت اعتبار المصريين.. وكانت بمثابة النهاية السعيدة بعد البداية المحزنة التى حدثت بهزيمة عرابى واحتلال مصر على أيدى الإنجليز.. ثم جاءت ثورة يوليو لتستعيد مصر حكم نفسها ثم تطرد المحتل البريطاني. وقد نجحت ثورة يوليو منذ اللحظة الأولى.. قامت الثورة فى 23 يوليو ليخرج الملك من مصر فى 26 يوليو.. ثلاثة أيام فقط احتاجتها الثورة لتطرد آخر ملوك عائلة محمد على.. وخلال الثلاثة أيام لم تطلق رصاصة واحدة.. لم يعترض مصرى واحد.. ووقف الخلق ينتظرون جميعا المشهد النهائى للملكية المصرية.. أقدم ملكية فى التاريخ الإنساني.. وهى الملكية التى اقترنت منذ العصر الفرعونى بشخصية الملك ابن الآله والمعبر عن إرادة الإلهة! المثير فى الأمر.. أنه بنجاح ثورة يوليو.. فإن باقى الثورات المؤجلة فى الساحتين العربية والأفريقية بدأت فى التحقق وقد سقطت المراكز الاستعمارية فى الوطن العربى فى الجزائر وليبيا والعراق واليمن وعدن.. وساد تيار التحرر القارة الأفريقية المحتلة دائمًا والتى ارتبطت بالعبودية والتبعية قبل أن تتحرر على يد ثورة يوليو الوليدة والقائدة. قامت ثورة يوليو فقادت مصر حركة عالمية جديدة مع زعيمى الهند ويوغسلافيا هى حركة عدم الانحياز التى أقلقت الاستعمار العالمى وأجبرته على التقوقع تمهيدًا لظهوره فى شكل متطور عن طريق الهيمنة الاقتصادية.. وهو الشكل الذى لم تتطور الثورات الشابة لتلاحقه وتطارده كما طاردت الاستعمار التقليدى. أجمل ما فى ثورة يوليو أنها انحازت للفقراء منذ اللحظة الأولى فطبقت قانون الإصلاح الزراعى.. وألغت المراتب الطبقية وقضت تماما على الإقطاع ثم أقامت مشروعها الحضارى بالتصنيع الثقيل وبناء السد العالي. أما قائد الثورة جمال عبدالناصر فهو لم يظهر على مسرح الأحداث سوى 18 سنة فقط ليرحل مبكرا.. والغريب يا أخى هو تواجده الدائم رغم الرحيل المبكر.. هو محور كل الأحاديث وهو هدف كل المؤامرات.. هو رمز كل الحالمين بغد أفضل ومستقبل مشرق.. عبدالناصر هو حبيب الملايين بحق وحقيقي.. وقد انحاز إلى الفقراء والمعدمين الغلابة.. فأحبه كل المصريين.. الفقراء وغير الفقراء. 