أولها «حماقى».. وآخرها «شيرين»!
أمانى أسامة
كل مراحل العلاقات العاطفية يمكن التعبير عنها بكلمات الأغانى.. ويلجأ الكثيرون من الشباب، بل الأزواج فى التعبير عن حُبهم أو حتى استيائهم من شريك حياتهم بأغنية.. فالكلمات فى النهاية قادرة على إحياء العلاقات الاجتماعية أو دفنها نهائيًّا.. وأحيانًا يلجأ الحبيبان للتعبير عن شعور، لا يمكن البوح به علنًا، فتصبح الأغنية الحل، إمّا أن يكون شعور استياء، أو شعور حب وامتنان، ففى كلتا الحالتين، تصبح الأغنية سيدة المواقف المستعصية.
المبارزة بالأغانى «مش هتكونى يوم آخر حبيبة» «عشان تبقى تقولى لا» «أنا ستّك وتاج راسك» عبارات مقتبسة عن بعض الأغانى المصرية التى تعاملت مع العلاقات العاطفية بشكل حاد وعنيف إلى حد كبير، ساهمت فى إشعال روح المبارزة بين الرجل والمرأة بالمجتمع، اللذين لا يهدأ التوتر بينهما بشكل عام على مَرّ العهود، فمؤخرًا ومع مطلع عام 2020م، أصدر مخرج الإعلانات الشاب «تميم يونس» أغنية كوميدية بعنوان «سالمونيلا»، تحدّث من خلالها عن الشاب الذى يحاول إغراء فتاة ما لترتبط به، وفى حالة رفضها، يبدأ فى تشويه سمعتها بين الشباب حتى لا تتزوج غيره. واجَه «تميم» عَقب الأغنية انتقادات كبيرة من جهة المنظمات الحقوقية النسوية التى اعتبرت الأغنية أداة لكل شاب، يقوم بتشويه أى فتاة رافضة له بناءً على الكلمات، وهو ما اضطر «يونس» إلى الخروج بفيديو ليوضح أن الهدف هو العكس تمامًا، فهو يسخر من هذه النوعية من الشباب ولا يدعمهم. لكنْ الأمر لم ينتهِ، أصدرت صفحة «Women of egypt»- وهى إحدى أهم منصات مناصرة المرأة على «الفيس بوك»- بيانًا استنكرت فيه أغنية تميم «سالمونيلا»، واعتبرتها إهانة للفتيات لا تُغتفَر، وأيَّدَ موقفهن عددٌ كبيرٌ من الفتيات والسيدات؛ حيث اتهمن «تميم» نفسه بأنه من الشباب الذين يعنفون الفتيات فى حالة الرفض. على جانب آخر، بعض الأغانى صَدرَت عن فنانات مصريات، تمثل إهانة أيضًا فى حق الرجل، ولكن لم تحظَ بنفس اهتمام «سالمونيلا»، أهمها أغنية الفنانة شيرين التى حملت عنوان «تاج راسك» بدأت «شيرين» الأغنية بكلمات تظهر السيدة المنكسرة أمام الرجل، التى تمردت عليه فى الكوبليه الأخير بقول «أنا مش جارية ولا عبدة، أنا سِتَّك وتاج راسك».. والأزمة تظهر حين يستمد الشباب طاقتهم السلبية من هذا النوع من الكلمات، فيتمرد الجنسان على بعضهما، ما يسفر عن إنهاء العلاقة فورًا. النهاية بأغنية منذ 3 أعوام، عَقدت «أميرة» خِطبتها على قريب لها من جهة الأب، وكأى ثنائى حديث العهد، كانت الأزمات تشتعل بينهما لعدم قدرتهما على فهم أفكار بعضهما، وتقبُّل كل منهما طريقة تفكير ومعيشة الآخر، فلا تمكث مشكلة بينهما أسبوعًا، حتى تلاحقها أزمة جديدة أضخم منها، حتى جاءت مشكلة كبيرة حدثت بينهما، أدت لهجر الشاب للفتاة لمدة أسبوع تقريبًا، وهنا نصحتها صديقتها بوضع «استورى» تطبيق «الواتس أب» بأغنية الفنانة سميرة سعيد التى تحمل كلمات «أدينى سبته ومحصلش حاجة.. والوضع فعلًا ماختلفش فى أى حاجة.. باكل واشتغل واعمل كل حاجة.. مش زعلانة وكئيبة» كنوع من أنواع استفزاز الطرف الآخر؛ لإجباره على الحديث، لكن انقلبت الآية، واستنكر الشاب الأسلوب، ما أدى لتصاعد الأزمة وإنهاء العلاقة بينهما، وهو ما اعتبرته الفتاة حجة ليس أكثر ليُنهى العلاقة. مولد حُب تحكى «دينا» بالعَقد الثانى من العمر، عن بداية قصة الحب بينها وبين خطيبها الحالى، فتقول: «الأمْرُ طريف، لكنه حقيقى، فالبداية كانت أغنية، والأغنية نهج تسير عليه علاقتنا حتى الآن، فلم يكن خطيبى الحالى قادرًا على التعبير عن حُبه لى صراحة خوفًا من ردة فعلى؛ لأننى من عائلة محافظة إلى حد كبير، وتعرّفتُ عليه فى عملى خارج قريتى، فبدأ فى التلميح بإعجابه لى من خلال إرسال بعض الأغانى فى رسائل على شات «الفيس بوك»، قائلًا «كلمات الأغنية تعبر عمّا بداخلى، فإذا كانت تروق لكِ، فيمكن أن تعبرى عن الامتنان بأغنية أخرى».. وبالفعل بادلته أغنية تشير لرغبتى فى الارتباط به، ولم يمكث شهورًا حتى أصبح شريك حياتى بعِلم الجميع. وأضافت إن الأغنية لاتزال مستمرة معهما، وقت الحب، والعتاب أيضًا، ففى حالة الخصام، تضع الفتاة أغنية تشير لمشاعرها الحالية دون أن تتحدث مع خطبيها، فيفهم ويبدأ فى إصلاح الأمر أو مناقشته على الأقل للوصول إلى حل يُرضى الطرفين لتستمر العلاقة ناجحة، ومن المقرر أن يتم الزواج على وتر الألحان خلال العام الحالى. لفت الانتباه كانت الأغنية وسيلة لبعض الشباب أيضًا للفت نظر الفتيات، تقول بريهان: «بعض الأصدقاء من المفترض أنهم أرادوا الارتباط بى، لكن لم تكن لديهم شجاعة كافية لمصارحتى بالأمر، فاستخدموا الأغانى كوسيلة للفت نظرى، فعندما أبدى إعجابى بفنان ما على الفيس بوك، يُرسل لى أى شاب منهم أغنية لهذا الفنان، تحمل معانى كلمات يريد قولها ولا يقدر، ويطلب منّى سماعها وتصديقها على لسانه، فتسمعها وتفهم أنه يريد الارتباط بها ويخشاها». وتابعت: لم أكن أبادل أيًا منهم الشعور نفسه، أو أبادلهم الأغانى؛ لأن الأمْرَ غير مقنع بالنسبة لى على الأقل، الصراحة أهم ما فى أى علاقة عاطفية، لذلك لم أحبذ فكرة المصارحة بالأغانى حتى إن كان يخشى الرفض، من الجيد خوض التجربة على الأقل!. الأغانى تؤثر يقول الدكتور «أحمد هلال» الطبيب النفسى إن الأغانى تؤثر بشكل كبير على نفسية الفتيات بشكل خاص، فهن رقيقات القلب، فحين يرسل لهن أحدهم أغنية ذات كلمات رقيقة لتسمعها، بديهيًّا تتحرك مشاعرهن ناحيته ويبدأن فى تذكّره كلما سمعن تلك الكلمات فى أى مكان، فهو يعطيهن وسيلة لتذكّرهم فى أى مناسبة. وتابع: للأمر بعض السلبيات فى حالة إنهاء العلاقة، فتكون الأغنية شبيهة بالكابوس حين يتم تشغيلها فى أى مكان؛ لأنها تُعبر عن ذكرَى حب ضائع، أو ذكرَى سيئة بشكل عام، فتؤثر بالسلب على نفسية الشاب أو الفتاة.
