السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أغنية لسى السيد!!

أغنية لسى السيد!!
أغنية لسى السيد!!


غنت فايزة أحمد للأم ست الحبايب.. وغنت للأب فى «بيت العز» وغنت للأخ «يا حبيبى ياخويا».. وغنى فريد الأطرش للشمس والقمر والنجوم.. كما غنى للهجر والخصام والفراق.. ولم ينس العوازل فغنى لهم.. «يا عوازل فلفلوا».. وغنى عبدالوهاب للحبيب المجهول والمعلوم وغنى للجارة وغنى للوطن وغنى للأموات «أيها الراقدون تحت التراب».

عبدالحليم حافظ متفائل بامتياز.. غنى للحلوة وللأصحاب والضحكة والفرحة.. وعبدالمطلب غنى للحاسدين وشادية غنت للعربى والحساب والجغرافيا وغنت لكان وأخواتها.. وهناك أغان للعمال والفلاحين والصيادين والجنود والأطباء والمهندسين.
الوحيد المستثنى من الغناء العاطفى وغير العاطفى هو حضرة الزوج وحضرة الزوجة أيضا!
لم نسمع أغنية واحدة تقول زوجى ونور عينى... ولم يقف مطرب شاب يتأوه ويغنى ياليل يا عين يا حبيبتى يا زوجتى.. أشوفك يروح منى الكلام وأنساه!
ولا أعرف سر هذا الخصام الغنائى لصنف الأزواج والزوجات.. مع أننا غنينا لهم كثيرا قبل الزواج.. وفى فترة الخطوبة والحب والسعادة والانبساط.. غنت شادية «يا دبلة الخطوبة» وغنى محمد قنديل «يا رايحين الغورية».. وغنى نصف المطربين والمطربات للعريس والعروس أثناء الزفة.. وغنت مها صبرى فى اللحظات الأخيرة... وقبل دخول عش الزوجية مباشرة.. «ما تزوقينى يا ماما».
لكن ما أن يحدث الزواج ويوقع المأذون والشهود على وثيقة الزواج.. حتى يصاب السادة المطربون بالسكتة الغنائية.. فلا نسمع لهم حسا.. فلا يغنى كل منهما للآخر.. وتظهر أغانى الحكمة والفلسفة العميقة.. من نوعية أغانى الصبر.. و«حاسيبك للزمن» و«قصة الأمس» و«فات الميعاد» و«توبة أحبك تانى توبة»!
وبعد الزواج تبدأ مرحلة أغانى الغرام والانتقام.. «ولو أنى أعرف خاتمتى ما كنت بدأت».. خصوصا بعد أن ترى العروس  زوجها حبيب القلب بالبيجاما يتجول فى أنحاء البيت.. بالشبشب والشعر المنكوش ليذكرها بالرومانسية التى ضاعت إلى الأبد.. أو عندما يصحو الزوج من النوم فيجد زوجته الرقيقة وقد أزالت المساحيق وربطت شعرها فتظهر الحقائق ساطعة.. فلا يملك الزوج إلا أن يغنى «كنت فين وأنا فين جيتلى منين»!!
بعد سنوات من الزواج يجلس الزوج أمام زوجته فى لحظة من لحظات الانسجام العائلى أمام مائدة الطعام.. فيكتشف فجأة أن زوجته تأكل كالسيد قشطة.. ويكتشف أنه وقع ضحية للغش التجارى وأن حبيبته تحولت فجأة من عصفور كناريا إلى فيل بزلومة.. فيغنى «أنا كنت فاكرك ملاك»!
أقصد أن السادة المطربين هم ترمومتر السعادة والهناء.. ولو أن حضرات المطربين تعقلوا قليلا.. وفكروا بروية لجاءت كلماتهم متفقة مع الواقع.. فيغنى المطرب لحبيب القلب حبيتك وباحبك على طول بشرط.. ثم يملى عليها قائمة الشروط التى إن لم تلتزم بها لكان الفراق فى التو واللحظة.
أو تغنى المطربة باحلم بيك أنا باحلم بيك بشرط أن تشترى لى العربية آخر موضة وأن تلتزم بمواعيد الحضور والانصراف فى البيت السعيد.. وهكذا تكون الواقعية فى الغناء.. وهكذا تغنى للأزواج والزوجات!!