الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

اختراع اسمه الزبال!!

اختراع اسمه الزبال!!
اختراع اسمه الزبال!!


زغرودة حلوة رنت فى البيت المصرى والدولة تعلن خلو البلاد من فيروس «سى» الذى كان استوطن واستقر وتوحش ونهش أكباد المصريين.. وبقى أن نتعامل بالجدية اللازمة للقضاء على منبع الفيروسات.. وأقصد بها أكوام الزبالة التى تعشش فى الشوارع والميادين.. ومنذ أسبوعين أيقظت السيول الطارئة جيوش الذباب الذى يهدد بوضوح بعودة فيروسات التلوث التى تشكل كارثة بيئية تستحق التركيز والاهتمام.


لاتقل لى إن عندنا وزيرًا للبيئة.. كان الله فى عونه.. أو عونها.. هى وزيرة بلا صلاحيات.. هى لا تستطيع أن تحرك كرسيا من مطرحه فى مواجهة الكارثة.. وعندنا 20 ألف مصنع رصاص فى شقق مفروشة وسط مساكن خلق الله.. وعندنا 100 ألف مصنع جير تتجاور مع البيوت والمدارس.
وعندنا 80 ألف مسبك بجوار المستشفيات والمصالح الحكومية.. وعندنا كام ألف فاخورة لزوم صناعة الفخار.. ونملك كام مليون سيارة خربانة  تعمل كمصانع متنقلة لإنتاج الهباب وثانى أكسيد الكربون.. والخيبة أن الوزيرة لا تملك الصلاحيات أو القوانين الرادعة ولا تنسى أنها مشغولة لشوشتها فى محاولة حل فزورة السحابة السوداء!!
وفى بلاد الخواجات يتعاملون مع الأزمات والكوارث بطريقة علمية معملية فذة.. فيعينون وزيرًا مخصوصًا للتعامل مع الأزمة والكارثة.. هو وزير مؤقت تنتهى مهمته بانتهاء الأزمة.. وعندما يحدث انهيار جليدى فى الشتاء.. أو حريق مدمر فى الغابات صيفًا. أو فيضان غير متوقع.. أو تراكم هائل للثلوج يهدد المساكن والمواصلات.. وساعتها يستوزرون وزيرا مخصوصًا له كل الصلاحيات.. وزيرًا بلا مكتب أو سكرتارية وحراسة وشيروكى.. وزيرًا يقيم بالشارع.. يكلف الوزراء والمتخصصين بمهام محددة لتجاوز الكارثة!
وهل عندك فى مصر كارثة أفدح من كارثة الزبالة تكلف لها وزيرًا يتولى التعامل معها.. وله جميع الصلاحيات للقضاء عليها.. وزيرًا متفرغًا.. وزير دولة نعطيه مهلة محددة بصلاحيات رئيس الدولة ورئيس الوزارة ورئيس البرلمان.. يتولى حل المشكلة جذريا.. وأقطع ذراعى أنه سوف ينجح بامتياز.. لأنه سوف يتعامل على أرض الواقع.. سوف يعسكر فى الشارع حتى تنتهى الأزمة المخجلة.. وأتصور أنه سيأمر فورا بتعيين كام ألف زبال على ورديات ثلاث.. وسوف يسلمهم مقشات ومقاطف.. وسوف يعين لهم ملاحظين كأيام زمان.. يمرون بالدراجة على الكناسين.. يراقبون ويعاقبون.. الملاحظ زمان كان يمر بالشوارع ويكتب كشفًا تفصيليًا بالحفر والمطبات والأرصفة المكسورة.. فتأتى سيارة البلدية بعدها بساعات لإصلاح ما أورده الملاحظ فى تقريره.. ثم يأتى وابور الزلط لرصف ما تم إصلاحه.. عملية بسيطة غير معقدة ولا أعرف من أفتى ذات يوم بإلغاء البلدية واستبدالها بالحكم المحلى.. على الأقل كانت البلدية تحافظ على نظافة المدن وتتولى الإصلاح والرش وزراعة الحدائق بفضل اختراع منقرض اسمه الكناس!!
وفى جميع بلاد الدنيا هناك أساليب ووسائل محترمة للتعامل مع الزبالة والمخلفات ليس من بينها الأسلوب المصرى المعقد على الفرز اليدوى ثم إحراق المتبقى.. وفى بلاد الخواجة مصانع تدوير الزبالة تكسب ذهبًا من عيار 24 قيراط.. وليس هناك أكثر واقعية من عودة زبال البيوت الذى اختفى بفضل المؤامرة التى دبرها بعض المحظوظين بإنشاء شركات لجمع القمامة تحمل اسمًا أجنبيًا وتمارس النصب العلنى.. لا هى رفعت الزبالة من الشوارع والبيوت.. ولا هى تركتنا فى حالنا نتعامل مع الزبال التقليدى الذى اختفى بفعل فاعل..!
النظافة من الإيمان.. ونظافة المدن المصرية واجب مقدس.. وليس هناك أفضل من عودة كناس زمان.. يتولى كنس الشوارع.. يخلصنا من مسببات التلوث والتى هى السبب الحقيقى وراء انتشار الأمراض البيئية المتوطنة.
ووالله العظيم لو نجحت التجربة.. فسوف نعممها.. ونعين وزيرًا للمرور.. ووزيرا لرغيف العيش ووزيرًا لأنبوبة البوتاجاز.. أما الوزراء الحاليون فسوف نحتفظ بهم فى مكان أمين لا يغادرونه قبل حل مشاكل مصر التى تحتاج لوزراء يقيمون فى الشارع..!! 