الحرب «السرية» فى البيت الأبيض
فيما قبل بدء ماراثون الانتخابات الأمريكية، التى تتم خلال الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر المقبل، يترقب الأمريكيون (فى العادة) خبرًا صادمًا أو فضيحة، خلال شهر أكتوبر، تمس أحد المرشحين.. إذ كثيرًا ما أدت تلك الفضائح «المرتقبة» إلى سقوط أحد المرشحين، وخروجه من السباق نحو البيت الأبيض!.. وهو ما اصطلح على تسميته «مفاجأة أكتوبر».
يتابع العالم هذه الأيام المفاجأة التى فجرها الكونجرس الأمريكى حتى قبل بدء شهر أكتوبر من بدء التحقيق فى عزل الرئيس ترامب وتفاصيل لمكالمته الهاتفية مع الرئيس الأوكرانى الجديد، وهى المكالمة التقطها أحد موظفى الاستخبارات الأمريكية وأبلغ بها.
ولعلنا نتذكر ما حدث مع «هيلارى كلينتون» منذ أربع سنوات وتحديدًا فى 7 أكتوبر عام 2015 عندما تم تسريب رسائل البريد الإلكترونى الخاص بها داخل الحزب الديمقراطى وأدى ذلك إلى خسارتها الانتخابات أمام «ترامب» واليوم نرى «ترامب» بطلاً لـ «مفاجأة أكتوبر» فى هذه الانتخابات.
فى الصفحات التالية، نعود إلى الوراء نحو أربعة عقود لنرصد «مفاجأة أكتوبر» التى أدت إلى خسارة الرئيس الأمريكى السابق «جيمى كارتر» فى انتخابات نوفمبر 1980 أمام الرئيس السابق «رونالد ريجان» الذى تعاون مع عدد من أعضاء حملته لتدمير المفاوضات التى كان «كارتر» قد بدأها مع الإيرانيين لإطلاق سراح رهائن السفارة الأمريكية فى طهران.
«ريجان» ومساعدوه عقدوا صفقة مع الإيرانيين تقضى بعدم الإفراج عن الرهائن إلا بعد فوز «ريجان». والأخطر هو ملف قضية شركة «إنسلو» وبرنامج «بروميس» الذى استولت عليه وزارة العدل الأمريكية بمساعدة نفس الأشخاص الذين تعاونوا مع ريجان فى صفقة الرهائن.. ونسعى لأن نكشف فى الصفحات التالية تفاصيل تلك القضية التى لم تُحسم ليومنا هذا وراح ضحيتها عدد من الأشخاص الذين أرادوا كشف الحقيقة فتم اغتيالهم ومن ضمنهم «جيفرى إبستاين»، الذى كان سوء استخدامه للبرنامج، وتطويره إياه مع «إيهود باراك» سبب موته فى أغسطس الماضى. فالبرنامج هو النواة الأساسية لجميع برامج التجسس المستخدمة من قبل وكالات الاستخبارات الغربية والإسرائيلية.
