الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ضحايا الحقيقة فى قضية «إنسلو»

ضحايا الحقيقة فى قضية «إنسلو»
ضحايا الحقيقة فى قضية «إنسلو»


خلال رحلة البحث عن الحقيقة فى قضية شركة «إنسلو» وقعت حوادث قتل بشعة كان أبطالها جميعًا يتشاركون فى السعى وراء الحقيقة فى تلك القضية، البداية مع الصحفى  «دانى كاسولارو» الذى قام بعدد من اللقاءات مع شخصيات استخباراتية وسياسية وقانونية ذات صلة بالقضية وساعده بعضهم بالفعل فى الوصول إلى جزء كبير من الحقيقة.


اجتمع «كاسولارو» فى مايو 1991 مع «آلان بوياك» المحامى وعميل الـCIA السابق و«تيد جندرسون» مدير فرع مكتب التحقيقات الفيدرالى FBI فى دالاس ولوس أنجلوس و«مايكل ريكونوسكيتو» عميل الـ CIA السابق واحتفظ بتسجيل مكتوب من هذا اللقاء المهم.
لكن فى البداية يجب أن نتعرف على خلفيات تلك الشخصيات، فقد كان «ريكونوسكيتو» متهمًا فى قضية إتجار بالمخدرات، بينما كان «بوياك» هو محاميه وكان «جندرسون» يعمل معه كمحقق خاص للوصول إلى براءة «ريكونوسكيتو»عميل الـCIA، وهنا يجب إلقاء الضوء على خلفيات كل من «ريكونوسكيتو» و«جندرسون» اللذين عملا معًا فى إتمام مهمة استخباراتية تحت إشراف الرئيس «رونالد ريجان» ومدير الـ CIA، آنذاك، «بيل كاسى» حيث ساعدا المجاهدين فى «أفغانستان» وعلى رأسهم «أسامة بن لادن» على تركيب النظام الصاروخى الصينى «107MM» عام 1986. واستخدم المجاهدون هذا النظام الصاروخى كقاذفات صواريخ مضادة للطائرات لضرب القوات السوفيتية فى أفغانستان.
 «إيان سبيرو»
اجتمع الصحفى الأمريكى مع هؤلاء للاطلاع مع ما لديهم من معلومات حول قضية Inslaw أو «الأخطبوط» كما أطلق عليها «كاسولارو»الذى التقى أيضًا مع رجل الأعمال «إيان سبيرو» الذى كان عميلًا للـCIA والاستخبارات البريطانية إلى جانب الموساد الإسرائيلى حيث احترف جمع المعلومات فى منطقة الشرق الأوسط، وبعد أن قرر فضح الكثير من الجرائم والعمليات السرية التى قام بها وبدأ فى سردها على «كاسولارو» تعرضت زوجته وأبناؤه الثلاثة للقتل رميًا بالرصاص أثناء نومهم فى منزلهم عام 1992، وبينما بدأت أصابع الاتهام تتجه إلى «سبيرو» الذى كان الشخص الوحيد المفقود بين أفراد الأسرة بدأت عمليات البحث عنه كمتهم ليتم العثور على جثته بعد أيام فى منطقة نائية، حيث أكدت التحريات أنه مات مسمومًا، ونظرًا لتعدد علاقاته مع أجهزة الاستخبارات المختلفة وخلافه معهم جميعًا بعد أن قرر الكشف عن عملياته معهم، فلم يتم التوصل إلى القاتل واعتبرت القضية مزيجًا ما بين القتل والانتحار أى أنه أب قتل أسرته بسبب مروره بضائقة مالية فى ذلك الوقت ثم انتحر!.
 «دافيد ستاندورف»
أما «دافيد ستاندورف»، فقد قرر التعاون مع «كاسولارو» والكشف عن عملياته مع «وكالة الأمن القومى» NSA كما كان الرجل يعمل كمراقب للاتصالات اللاسلكية حول العالم من داخل إحدى القواعد العسكرية الأمريكية وهى قاعدة «فينت هيل فارم» التابعة لوكالة NSA الاستخباراتية، وبالتالى فقد كان يملك الكثير من المعلومات التى قررالإفصاح عنها، لكنه لم يستطع أيضًا الكشف عن كل ما لديه حيث عثر على جثته داخل سيارته مغطاة بملابس وتوصلت التحقيقات إلى وفاته إثر ضربة قوية على رأسه.
 «دانى كاسولارو»
ولم يسلم «كاسولارو» نفسه من الاغتيال حيث كان مهددًا طول الوقت إلا أن شخصًا ما قرر أن يقتله لكى تنتهى قضية «إنسلو» قبل أن يصل الصحفى الدؤوب إلى الحقيقة التى كان يقول إنه أوشك الوصول إليها تمامًا قبل أن يتم العثور على جثته أيضًا بغرفته بأحد الفنادق الكبرى غارقة فى الدماء، وأكدت تقارير الشرطة أنه مات نتيجة لإصابته بـ 12 جرحًا قطعيًا فى كلا رسغيه وألقيت جثته فى حوض الاستحمام.
وقد صرح محامى شركة «إنسلو» المحامى العام السابق الجنرال «اليوت ريتشاردسون» بأنه من الصعب التزرع بأى سبب لوفاة «كاسولارو» غير تعرضه للقتل لأنه كان على وشك كشف كل تفاصيل القضية التى أطلق عليها « الأخطبوط». مات «كاسولارو» لكن الكثير مما كشف عنه يؤكد تورط «وزارة العدل» الأمريكية وكبار المسئولين وقتها فى القضية. 