السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حواء الزعيمة!

حواء الزعيمة!
حواء الزعيمة!


الدنيا كلها تعرف صنف النساء الحاكمات.. تعين الوزراء وتستقبل السفراء وتفتى فى شئون الحكم وتحدد مستقبل البلاد وتعزف لها المارشات العسكرية فى المطارات والزيارات الخارجية.. وقد هجرت المطبخ والطبيخ والكنس والمسح وغسيل  الصحون وتربية الأولاد..
وتفرغت تماما للمسائل السياسية والاستراتيجية.. بما هدد تماما مكانة  الرجل.. الذى رضى بمنصب المواطن المسالم الذى يؤدى فروض الطاعة والولاء.. !!


فى خلال الخمسين سنة الأخيرة.. عرف العالم أكثر من عشر حاكمات.. كن أعظم من الرجال.. أشهرهن مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.. والتى لقبت بالمرأة الحديدية فى السياسة والاقتصاد.. بل إنها تكاد تكون رئيسة الوزراء البريطانية  الوحيدة التى لم تتبع أمريكا.. والعكس صحيح وكانت أمريكا تتبع المملكة المتحدة إبان حكم مارجريت تاتشر.. والغريب يا أخى أنها كانت حتى سن الثامنة عشرة تساعد الوالد فى محل البقالة الذى يملكه لبعض الوقت.. والبعض الآخر من الوقت كان يقضيه داخل الكنيسة كراهب متطوع.. وقد حصلت تاتشر على منحة دراسية فى سن الثامنة عشرة فى جامعة أكسفورد.. لتهجر البقالة وتدرس السياسة والاقتصاد.. ثم تصبح سيدة بريطانيا الحديدية وزعيمة حزب المحافظين.. وهى المرأة التى خاضت حربا عسكرية ضارية فى جزر الفوكلاند الأرجنتينية  تفوز بها وتجبر العالم كله على احترامها.. لتظل مارجريت تاتشر على قمة الهرم السياسى لمدة عشرين عامًا.. والمثير أنها كادت أن تعتزل السياسة قبل أن تبدأ  المشوار.. لأنها كانت خجولة فوق العادة.. لا تجيد الخطابة أبدًا.. وتتلعثم فى الكلام.. حتى تدخل السيد الوالد.. واستأجر لها ممثلا محترفًا.. علمها أصول الكلام والخطابة !!
وأول رئيسة  وزراء فى التاريخ الحديث هى  المسز بندرانيكة رئيسة الوزراء السيريلانكية التى دخلت دنيا السياسة بالصدفة.. وقد اغتيل زوجها ومعلمها  رئيس الوزراء  سولومون بندرانيكا عام 1959 على يد راهب بوذى من دعاة الانفصال.. فأجبرت زوجته على أن تحل محل زوجها لترأس الوزارة ثلاث مرات.. آخرها فى مطلع الألفية الثالثة.. وقد سجلت اسمها كأول سيدة حاكمة فى التاريخ الحديث.. !
ومن الواضح أن القارة الأسيوية متفوقة تمامًا على أوروبا وأمريكا وإفريقيا فيما يتعلق بالسماح للمرأة بتولى حكم البلاد.. وبالإضافة إلى مسز بندرانيكا فى سيريلانكا.. خذ عندك أنديرا غاندى فى الهند وبناظير بوتو فى باكستان والشيخة حسنية فى بنجلاديش.. والثلاث زعيمات تعرضن للاغتيال.. والثلاث  أيضا بنات زعماء فى بلادهن.. أنديرا غاندى ابنة الزعيم التاريخى للهند جواهر لال نهرو.. وبناظير بوتو ابنة ذو الفقار على بوتو الزعيم الباكستانى الكبير وقائد حركة المقاومة هناك.. أما الشيخة حسينة فهى ابنة زعيم ومؤسس جمهورية بنجلاديش مجيب الرحمن.
ويا عينى على أختنا حواء.. لم تعد موضة كأيام زمان.. راحت عليها يا حرام.. فصارت امرأة عادية مثلى ومثلك.. وباعتزال تريزا ماى فى بريطانيا.. ثم الاعتزال المتوقع لأنجيلا ميركل فى ألمانيا.. تهبط حواء بالقوة الجبرية عن العرش..
 وكانت تحلم وتخطط لزعامة العالم.. هارد لك راحت عليكى  يا حواء العزيزة!
وكلمة  حق.. فإن العالم أفضل كثيرا مع السيدات الحاكمات.. وهو لن يعرف الحروب أبدا.. وما عدا مارجريت تاتشر التى لم تنتم للجنس الناعم فإن السيدات الحاكمات لم يخضن الحروب.. ويكفى السيرة العطرة للألمانية أنجيلا ميركل.. وطوال فترة حكمها التى على وشك الانتهاء.. كانت تمثل ضميرا للعالم.. وقدوة لباقى الحكام الرجال فى أوروبا وأمريكا.. وجودها فى الحكم أشعر الدنيا بالأمان.. وهو نموذج لن يتكرر كثيرا لأختنا حواء.