الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

التحرير« السويسرى» للمرأة!!

التحرير« السويسرى» للمرأة!!
التحرير« السويسرى» للمرأة!!


ومع أنها تنتمى للعالم البريمو والمتقدم ويحسبونها من أسعد بلاد الدنيا.. إلا أن سويسرا فى مسألة الجنس الناعم واللطيف تنتمى إلى عالم الترسو الذى يسمونه من باب الدلع بالعالم النامى.. بدليل أنها آخر دولة أوروبية غربية تمنح المرأة حقوقها السياسية.. فى حين أن نيوزيلندا فى آخر الدنيا منحت المرأة حق الترشح والانتخاب منذ مائة وخمسين عاما.. إلا أن سويسرا المتقدمة لم تسمح للمرأة بحقوقها السياسية سوى منذ خمسين عاما.. وقبلها كانت تحرمها حتى من قيادة السيارة.. ولهذا يحتفل الشعب السويسرى هذه الأيام بمرور خمسين عاما على تحرر المرأة.. وهو ما تحقق فعليا بعد خمس سنوات من النضال النسائى.. تحديدا فى 1973!!

منذ عام 1973 حتى الآن اختار السويسريون ست  سيدات فى منصب رئيس الدولة.. وكأنهم بذلك الاختيار يعوضون سنوات الغياب الطويل والتجاهل المتعمد.. أو كأنهم يكفرون عن انحيازهم للرجل خلال تاريخهم القصير.. ولا تنسى أن عمر الدولة السويسرية قصير نسبيا مقارنة بدول أوروبا!!
الانتخابات فى سويسرا هى الأغرب فى العالم.. ينتخبون مرة كل سبع سنوات.. ينتخبون سبعة أشخاص.. كل واحد يتولى الرئاسة لسنة واحدة.. وبعد انتهاء السنوات السبع.. فركش انتخابات جديدة وسبعة أشخاص جدد!!
يعنى رئيس الدولة عندهم لا يمكث فى منصبه الرئاسى سوى سنة واحدة يتيمة.. لا يستطيع فيها التحكم فى مصير الدولة.. هو ليس رجل سياسة أو اقتصاد.. هو مجرد رئيس بروتوكولى.. رئيس تسيير الأعمال ولا نفوذ له أصلا.. وفى سويسرا كلها لا نفوذ لشخص على آخر إلا بالعمل الصالح... من البيت للشغل.. ومن الشغل للبيت .. عندهم قصر واحد للرئاسة يذهب إليه السيد الرئيس كل صباح لممارسة مهام عمله وتوقيع الأوراق المهمة وخلاص.. يغادره بعد الظهر أو فى المساء إلى بيته الأصلى.. لينام هناك!
قد يأتى الرئيس بسيارته الخاصة... وقد يأتى بالمواصلات العامة وهو ما يحدث غالبًا.
يحتفل السويسريون هذه الأيام بمرور خمسين سنة على تحرر المرأة وإعطائها حقوقها السياسية.. وزمان كانت المرأة تشارك فى الانتخابات بتوصيل زوجها إلى مقر الحملة الانتخابية وانتظاره بالخارج.. أما مسألة التصويت فهى شأن من شئون الرجال الذين هم قوامون على النساء..  يحددون مستقبل البلاد وخطط التنمية والعلاقات الدولية وشئون المجتمع.. فى حين تحدد المرأة نوعية الطعام فى البيت ولون طلاء غرفة الطعام.. وخلاص!!
لا يذهب السويسريون لصناديق الاقتراع لانتخاب الرؤساء السبعة فقط.. وإنما يذهبون فى كل مناسبة تحتاج لتبادل الآراء.. والسويسريون هم أكثر شعوب الأرض ذهابا للانتخابات والاقتراع.. ويكفى أن يجمع شخص أو مؤسسة أو حزب سياسى مائة ألف توقيع حول قضية أو اقتراح.. وساعتها تدعو الحكومة المواطنين للاقتراع.. بصرف النظر عن موافقة الحكومة أو عدم موافقتها.
إنها الديمقراطية الطازة.. فى مجتمع مفتوح ومتعدد.. حيث كل شيء يخضع للمناقشة والحوار.