الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

يقمع بامية.. أو يقشر بصل!

يقمع بامية.. أو يقشر بصل!
يقمع بامية.. أو يقشر بصل!


وما هذه الهوجة من الجامعات الخاصة.. جامعة أمريكية وإنجليزية وفرنسية وكندية.. وحتى روسيا الشيوعية أصبح لها جامعة عندنا.. جامعة رأسمالية على الموضة.. تقبض الشيء الفلانى كمصاريف سنوية.... والمشكلة أن معظمها جامعات تقليدية.. تقلد الجامعات الحكومية وتقلد مناهجها الدراسية.. مع أنه من الواجب أن تضيف جديدًا.. أن تبتكر فروعًا مختلفة للدراسة.

 أن تكون جامعات متخصصة بحق وحقيقى.. تقتحم الجديد والمتطور من العلوم.. يعنى ما المانع من إنشاء جامعة تكنولوجية إليكترونية.. أو جامعة لهندسة الطب والدواء.. أو جامعة للعلوم الإنسانية تدرس كتابيى أرسطو اللذين نجهلهما هذه الأيام والخيبة أن معظم الجامعات الطازة تفتقد للمعامل الضرورية.. وتفتقد هيئة التدريس المتفرعة.. هى تطبق نظرية الأوانى المستطرقة.. فتستعير من الجامعات الموجودة أساتذتها ومعيديها.. وأحيانا معاملها الدراسية.. ولو أنصفت وهى تتقاضى الشيء الفلانى.. لشكلت هيئات تدريسها ومعاملها الخاصة.. وأقول أنها تحصل سنويا على الشيء الفلانى كمصاريف قياسية تصل بعضها إلى ربع مليون جنيه فى السنة الواحدة.. كالجامعة الألمانية.. مع أن التعليم فى ألمانيا مجانى تماما كالتعليم فى إنجلترا أو سويسرا أو إيطاليا وفرنسا.. الفارق أن فرنسا تدفع لطلابها مائتى يورو شهريا.. كمصاريف نثرية يحتاجها الطالب.
أقول أن الجامعات الجديدة تتقاضى الشيء الفلانى من تلاميذها يعنى الطالب سوف يتكلف فوق المليون عند التخرج.. واحسب ما يتكبده الوالد صاحب العيال.. لكن لا تقلق كثيرا.. والمستقبل مضمون والوظائف المحترمة فى انتظار الأنجال.. والراتب بالأخضر الأمريكانى.. وقد صارت عندنا عادة.. وربنا ما يقطع لنا عادة.. أن نحجز الوظائف المحترمة والمتميزة لأبناء الصفوة والبهوات.. ولا تنسى عادة التوريث.. أن نورث وظائفنا المتميزة للأبناء والأقارب.. وهى حاجة غريبة يا أخى أن نثور على مبارك لأنه أراد أن يورث ابنه.. فى حين أننا نورث أبناءنا الوظائف المحترمة.. دون أن يثور علينا أحد.
الجامعات الخاصة هى الوسيلة والسبيل لكى تضمن لابنك وظيفة حلوة.. بعيدا عن سخافات مكتب التنسيق الذى يساوى بين الرؤوس.. الجامعة الخاصة رغم أنها لا تقدم شيئًا متميزًا لطلابها فإنها تقدم لهم الوسيلة والسبيل لشغل الوظائف المتميزة عمرك شفت خريج جامعة أمريكية يعمل معك فى إدارة المستخدمين بالشركة أو المصلحة.. يختصر سنوات البهدلة ويعين فى التو واللحظة فى وظيفة المدير والعضو المنتدب.. فى حين أن وظيفة كاتب المستخدمين محجوزة لأبناء حضرتك وهذا خطر جدا... لأنك تقتل طموح الوطن والمواطن.. وزمان كان التعليم هو الوسيلة المثلى للارتقاء الاجتماعى.. وابن البواب يحصل على ليسانس حقوق فيصبح محاميًا بالمحاكم.. ولو اجتهد قليلا لالتحق بسلك النيابة والقضاء.. الآن انتهت هذه النظرية تماما.. وابن البواب لن يرتقى أبدًا.. حتى لو اجتهد وحصل على الدكتوراه.. لأن نظام التعليم والتوظيف لن يسمح له بأن يفكر حتى فى الحصول على وظيفة محترمة.. على اعتبار أن وظائف المحظوظين محجوزة مقدمًا!!
ولا نطالب الدولة طبعًا بتعيين الخريجين لكن أطالبها بأن ترفع يدها تمامًا.. وأن تترك السوق للعرض والطلب.. والخريج الشاطر سوف يجد عملاً محترمًا.. والخريج البليد سوف يجلس فى بيتهم يقشر بصل ويقمع بامية.. أو فاصوليا!!>