وهل يقف البرهامى للسلام الوطنى؟!

هناك مواصفات للداعية الدينى.. لمن يخطب ويفتى لجمهور المصلين.. أهمها أن يحظى بثقة الناس حتى يتفهموا ويتقبلوا بما يقول ويدعو إليه.. وهو شرط يفتقده «برهامى».. صاحب الفتاوى العجيبة والمقززة.. وعنده يجوز للطفلة ذات الثلاثة أعوام أن تمارس الجنس.. والمرأة فى رأيه عورة لا لزوم لها.. والقبطى مرفوض وكافر لا يجوز التعامل معه.. ورجل بهذه المواصفات كيف نسمح له بالدعوة والخطابة فى المسجد.. والمسألة ليست لعبة سياسية.. وليست مجرد جبر للخواطر!

يقولون إنها مجاملة لحزب النور السلفى.. وهو حزب متخصص فى مسك العصا من المنتصف.. حزب اللعب فى المضمون.. صاحب شعار المصلحة تبرر الوسيلة.. حزب المواقف المائعة وأخذ الموقف ونقيضه فى نفس الوقت.. وفى يوم 25 يناير أكدت الجماعة السلفية رسميًا وصحفيًا دعمها للحاكم حسنى مبارك.. مؤكدة أن الخروج عليه حرام حرام.. ولما نجحت الثورة اعتلت الجماعة السلفية منصة التحرير تشجب وتلعن وتدين حكم حسنى مبارك!
قل لى على موقف واحد محدد لم تتراجعوا عنه.. وفى أول انتخابات رئاسية بعد سقوط مبارك.. اختاروا الوقوف علنًا مع عبدالمنعم أبوالفتوح.. وتفاوضوا سرًا مع محمد مرسى من أجل توزيع الغنائم والأرباح وتقسيم المقاعد البرلمانية والمواقع الوزارية.. وفى نفس الوقت تفاوضوا مع أحمد شفيق المرشح المنافس لمرسى.. وأرسلوا إليه ياسر البرهامى لمبايعته وحصد المكاسب فى حال نجاحه فى الانتخابات!
نسى «البرهامى» وهو يسعى ليكون داعية معترفًا به.. نسى نفسه.. هو مجرد طبيب أطفال بارت بضاعته بسبب الوجه العابس والسحنة المقلوبة.. والأطفال يفضلون الضاحك والباسم والبشوش من الأطباء.. بارت بضاعته فاحترف شغل الدعوة والفتوى والتكفير وشغل الثلاث ورقات!
وعلى ياسر البرهامى.. وقبل صعوده إلى المنبر الجماهيرى.. يفتى للسائلين..عليه أن يحدد موقفه بالضبط من الأقباط.. وهل يوافق على تولى القبطى موقع القيادة والتحكم؟!.. وما هو موقفه من المرأة بوضوح.. وهل يوافق على تعليم البنت ومعاملتها مثل الولد.. وذهابها للحضانة والمدرسة وجلوسها فى فصل واحد مع زملائها التلاميذ.. وما هو رأيه تحديدًا فى خروج المرأة للعمل لتعمل جنبًا إلى جانب الرجال وتوليها الوزارة أو مناصب القضاء والبوليس والبرلمان!!
ما رأيك يا برهامى بوضوح فى السلام الوطنى.. وهل تقف له إجلالاً واحترامًا.. أم أنك ترى أنه بدعة علمانية لا يجوز التعامل معها.
ما رأيك فى زرع القنابل فى الأماكن العامة كما حدث أمام معهد الأورام.. وهل شاركت فى العزاء.. هل تبرعت من مالك وهو كثير لصالح الضحايا.. ولا تقل أنك تبرعت سرًا.. لأنها ليست حسنة قليلة.. والواجب عليك التبرع علنًا وعلى رؤوس الأشهاد.. لأنك ستكون قدوة لغيرك.
قل لى على موقف محدد لم تتراجعوا عنه.. عن موقف حازم تمسكتم به.. عن قضية واحدة وقفتم وراءها.. وحتى حتمية تطبيق الشريعة الإسلامية التى صدعتم بها رؤوسنا.. تنازلتم عنها مقابل السماح لكم بالتواجد على الساحة السياسية وعدم حظركم كما حظرت الجماعة المحظورة.. وأنت تعلم أن الجماعة السلفية هى الوجه الآخر للإخوان.. حتى ولو اختلفت الوجوه وقدموا لنا وجهًا آخر.. طبيب أطفال طفشان من مهنته الأصلية.. ليحترف الدعوة والتكفير وشغل الثلاث ورقات!!. 