الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صراع القوى العظمى

صراع القوى العظمى
صراع القوى العظمى


مع دخول شهر أغسطس الجارى، تصبح «معاهدة الصواريخ متوسطة المدى» المبرمة بين «الولايات المتحدة»، و«روسيا» منتهية، وفقًا لما أكده العديد من المسئولين الأمريكيين، وعلى رأسهم مستشار الأمن القومى الأمريكى «جون بولتون» يوم الأربعاء الماضى، الذى صرّح بانتهاء المعاهدة فى  2 أغسطس الجارى، وذلك لانتهاء مدة 6 أشهر منذ انسحاب «واشنطن» فى فبراير 2019 من المعاهدة.
ونتيجة لقرار الإدارة الأمريكية، الذى اتُّخذ دون إعطاء أى تفاصيل عن شكل المستقبل القريب، حاول الخبراء والمحللون بدورهم، التنبؤ بما هو قادم؛ إذ أكد جميعهم أن شيئًا واحدًا حتميّا فى حالة سقوط «معاهدة الصواريخ متوسطة المدى»، وهو دخول العالم فى سباق تسلُّح لم نشهده من قبل!
ونحاول فى هذا الملف عرض آراء وتوجيهات كبار الخبراء المختصين الأمريكيين، التى نشرها «مجلس السياسة الخارجية الأمريكية» الذى تعتمد عليه «واشنطن» فى صُنع القرار، فى إطار دراسة مفصلة، أكدت أن التهديد الذى سيواجهه العالم اليوم مختلف تمامًا من حيث الشكل والمضمون عن أى تهديدات سابقة.
وحاول الخبراء من خلال تلك الدراسة توجيه الأمن القومى الأمريكى بشكل مختلف والإعداد والتخطيط لبداية «صراع القوى العظمى» من خلال إعادة النظر فى تحديد الأسلحة العسكرية، والأسلحة الاستراتيجية، وأنظمة الدفاع الأمريكية.
وتكشف الدراسة السِّرَّ وراء قرار «واشنطن» بالانسحاب، وهو التقدم الذى أحرزته دولتا «روسيا» و«الصين» فى مجال الأسلحة النووية، الذى أثار قلق «البيت الأبيض»؛ خصوصًا عزمهما على قلب النظام الدولى، الذى تقوده «الولايات المتحدة»، وساعدت فى تأسيس قواعده منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، والذى خدمها جيدًا لمدة 70 عامًا.
ففى الوقت الذى كان فيه «البيت الأبيض» منشغلًا بتنفيذ مخططاته فى منطقة «الشرق الأوسط»، زلزله قرار «روسيا» بضم «شبه جزيرة القرم» فى عام 2014 من ناحية والهيمنة الصينية فى بحر الصين الجنوبى، وشرق «الصين» من ناحية أخرى إلى جانب التحديث العسكرى الهائل الذى تقوم به الدولتان الآن؛ حيث صار يتطلب، وبشكل متزايد، نظرة جديدة على الموقف الدفاعى الأمريكى. وقد أوجز الخبراء، كيف تعيد «الولايات المتحدة» الآن إصلاح، وإعداد ترسانتها النووية، التى ستتم تجربتها بمجرد انتهاء المعاهدة.
كما استكشفوا جهود تحديث الأسلحة النووية لخصوم «الولايات المتحدة»، من خلال تحركات عملاء المخابرات الأمريكية حول العالم. وناقشوا أيضًا طرُق تطوير، ونشر أسلحة اختراق حاجز الصوت «هايبرسونيك» من قِبَل «موسكو»، و«بكين»، مؤكدين على ضرورة قيام «واشنطن» بالدفاع ضدها بشكل صحيح. وكشفوا أيضًا عن تفكير الدولة الأمريكية العميقة، فيما يخص المستقبل القريب، لعصر ما بعد انتهاء «معاهدة الصواريخ متوسطة المدى»، وكيف تفكر شخصية (رجل الأعمال) «ترامب» فى إعادة رسم صفقات لا تشمل «روسيا» فحسب، بل عددًا من الدول الأخرى، فى محاولة لتقويضها بطريقة تصب فى صالح «الولايات المتحدة».