الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أسرار أخطر اجتماع سرى للوبى الصهيونى فى «كابيتول هيل» !

أسرار أخطر اجتماع سرى للوبى الصهيونى فى «كابيتول هيل» !
أسرار أخطر اجتماع سرى للوبى الصهيونى فى «كابيتول هيل» !


كشفت جريدة «واشنطن بوست» الشهر الماضى عن تصريحات لوزير الخارجية الأمريكى «مايك بومبيو»، حول ما يعرف بـ«صفقة القرن» فى تسجيل صوتى يشاع أنه مسرب من داخل اجتماع مغلق مع رؤساء كبريات المنظمات اليهودية داخل «الولايات المتحدة»، دون الكشف عن أسمائها.

وفورًا، اكتظت الصحف العربية، والعالمية بتصريحات وزير الخارجية الأمريكى، التى لم تتطرق - على الإطلاق - إلى أى من تفاصيل «الصفقة»، بل كانت كلماته عادية..حيث قال «بومبيو»: «ما من ضمانات حول أن تكون «الولايات المتحدة» قادرة على حل النزاع العربى - الإسرائيلى»...و«أن البعض يعتبرها (الصفقة) غير قابلة للتحقيق، وأنها لن تكسب زخمًا، لكن أتمنى أن يعطى الجميع مساحة للاستماع»...وغير ذلك من تصريحات لا تختلف عن تلك التى يجهر بها «بومبيو»، وغيره من المسئولين الأمريكيين فى الإعلام.
فى الحقيقة، أثيرت شكوك حول هذا اللقاء بين وزير الخارجية الأمريكى ورؤساء المنظمات اليهودية، والذى وُجهت إليه الأضواء الإعلامية، بأنه مجرد اجتماع على هامش اجتماع أساسى سرى عُقد داخل «كابيتول هيل»، لم يحضره «بومبيو»، ولم يعرف أحد عنه شيئًا، حتى أعضاء الكونجرس!
فكانت المصادفة فى  اليوم نفسه، أن ينضم - خلف الأبواب المغلقة - 16 رئيسًا لمنظمات يهودية من ذوى النفوذ القوية إلى 25 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى الديمقراطيين فى اجتماع خاص، وهو حسب خبر على موقع «تايمز أوف إسرائيل» حدث سنوى.
وبالطبع، كانت جميع المنظمات اليهودية المجتمعة، قد أعلنت  صراحة أنها مؤيدة للحكومة الإسرائيلية، وداعمة لسياساتها، باستثناء منظمة واحدة، تدعى (Bend the Arc).
وكان ضمن المجموعات اليهودية القوية الحاضرة: «مجلس رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى» الذى يضم تحت جناحه 51 منظمة يهودية. و«لجنة الشئون العامة الأمريكية -الإسرائيلية - AIPAC» وهى أقوى جمعيات الضغط على أعضاء الكونجرس الأمريكى، وهدفها تحقيق الدعم الأمريكى لإسرائيل. و«رابطة مكافحة التشهير»، وهى منظمة يهودية تعمل على كشف ما يعرف بـ«معاداة السامية»، أى «العداء ضد اليهود» فى جميع أنحاء العالم، عن طريق رصد ما تنشره وسائل الإعلام عامة عن اليهود، ووسائل إعلام الدول العربية والإسلامية بشكل خاص، ومن ثم تصدر نشرات دورية بهذا الخصوص ترفعها إلى الساسة الأمريكيين، ونواب الكونجرس الأمريكى، من أجل التأثير على الرأى العام.
وترأس وفد مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطى «تشاك شومر»،  الزعيم الحالى للأقلية فى مجلس الشيوخ، الذى وصف نفسه بأنه «شومير» وهى كلمة عبرية تعنى (حارس)، أو (وصى) إسرائيل داخل مجلس الشيوخ. كما ترأست الاجتماع السناتور «آيمى كلوبوشار»، التى ربطت حملتها لتصبح المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية فى عام 2020 بالمصالح اليهودية والإسرائيلية، والتى أعلنت - أيضًا - على موقعها، بأنها أيدت إرسال صفقة بقيمة 38 مليار دولار إلى إسرائيل (أى ما يعادل حوالى 7 آلاف دولار لإسرائيل فى الدقيقة، وحوالى 20 ألف دولار لكل أسرة إسرائيلية مكونة من أربعة أفراد).. ولكن غير معروف من الذى قدم تحديدًا جدول الأعمال، الذى اتبعته «كلوبوشار» فى هذا الاجتماع، لكن أشارت الأصابع إلى كونه مجهودًا مشتركًا من قبل «شومر»، وعدد من المشاركين البارزين من المنظمات اليهودية.
لم يعرف أحد تفاصيل هذا الاجتماع، فلم يتم الإعلان عن وقته ومكانه، وجميع المشاركين فيه، وقد تم الإبلاغ عنه فى عجالة لوسائل الإعلام الإسرائيلية واليهودية فقط. ووفقًا للتغطية اللاحقة لهذا الحدث من قبل «أليسون وير»، فقد أوضحت أن حتى الموظفين داخل مكاتب الـ«كونجرس» لم يكونوا على علم بأن الاجتماع منعقد، كما لم يصدر أى بيان بعد ذلك، ومع ذلك حاولت «وير»، وغيرها باختلاس أى معلومات.
فقالت «وير» إن أحد الأهداف الرئيسية لهذا الاجتماع، هو كيفية احتواء، وعكس المشاعر المؤيدة للفلسطينيين بين الناخبين الديمقراطيين، الذين اعتنقوا بالفعل أفكارًا عن إمكانية أن يكون للفلسطينيين نفس الحقوق التى يتمتع بها الإسرائيليون، بجانب تركيز الحاضرين بشكل خاص على «حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات» (BDS)، التى أصبحت قوة متنامية حول العالم.
ونقلت ما كتبه رئيس مكتب «وكالة جيويش تليجرافيك» (JTA) فى «واشنطن» «رون كامبياس» عن الاجتماع، أنه بجانب مناقشة قضايا إسرائيل، و«العداء ضد اليهود»، تحدثت منظمتا «الاتحاد الأرثوذكسى» اليهودية، و«الاتحادات اليهودية لأمريكا الشمالية» عن تشريع من شأنه الحصول على زيادة فى التمويل من قبل وزارة الأمن الداخلى الأمريكية، كمنح أمنية للمنظمات..فمن المفترض أن يزيد مشروع القانون، الذى لا يزال قيد النظر فى مجلس الشيوخ، من 50 مليون دولار حاليًا إلى 70 مليون دولار، هذا بالإضافة إلى وجود مشروع واحد فى مجلس النواب الأمريكى تصل قيمته إلى 90 مليون دولار».
أما موقع «جويش إنسايدر» فقد حاول الحصول على أى تفاصيل من الحاضرين، الذين كانوا متحفظين بدرجة ملحوظة، مثل: السيناتور الديمقراطى «كريس كونز»، الذى علق بأنهم كانوا يحتاجون لوقت إضافى، من أجل مناقشة عدد من القضايا الأخرى، فقال: «كان يوجد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، وقادة الجالية اليهودية من جميع أنحاء «الولايات المتحدة»، كما كان هناك العديد من الموضوعات التى ناقشناها. لقد كانت ساعة مثمرة للغاية، أتمنى لو استمررنا لساعة أخرى.. كان هناك نقاش نشط حول كيفية حاجة من كانوا فى الاجتماع لمحاربة التعصب ضد اليهودية، بجميع أشكاله، وإيجاد طريق مشترك لحلها».
وفقًا لمصدر آخر حضر الاجتماع، رفض الموقع ذكر اسمه، أوضح أن الرئيس التنفيذى لمنظمة (AIPAC) «هوارد كور» ناقش مذكرة التفاهم بين «الولايات المتحدة» وإسرائيل. وأضاف أن «جيرمى بن عامى» رئيس منظمة «جى ستريت» قد أثار موضوع: «كيف يجب يمكن أن يعاد النظر فى أمر منتقدى سياسات إسرائيل، بأنهم غير معادين لإسرائيل أو اليهودية»، دون إعطاء أى تفاصيل أخرى. يذكر أن الهدف السياسى والمعلن لمنظمة «جى ستريت»، هو توفير رؤية سياسية موالية لإسرائيل، ودعم القومية اليهودية، والتركيز على الصراع العربى -الإسرائيلى، وتشجيع مصالح «الولايات المتحدة» فى منطقة «الشرق الأوسط» لتعزيز الأمن لإسرائيل.
ثم نشر الموقع بعد الاجتماع قائمة كاملة بالمشاركين، بجانب رسم تخطيطى لأماكنهم فى قاعة مؤتمرات «كابيتول هيل».. حيث تم وضع أعضاء مجلس الشيوخ على جانب واحد من طاولة الاجتماع المستطيلة، وكان القادة اليهود بجانبهم ملء المقاعد على الأطراف الثلاثة الأخرى. ومن جانبه، نشر «ناثان ديامنت» المدير التنفيذى لمنظمة «السياسة العامة للاتحاد اليهودى الأرثوذكسى» ، الذى كان ضمن الحاضرين، صورة للاجتماع المغلق على حسابه بموقع التواصل «تويتر»، لكنه لم يوضح متى تم التقاط الصورة. وبالمقارنة بين الرسم التخطيطى للاجتماع وصورة «ديامنت» نجد أنه نفس الاجتماع.
كان أعضاء الكونجرس الحاضرون، كلا من: «باتى موراى، جاكى روزن، إد ماركى، مايكل بينيت، ريتشارد بلومنتال، ماريا كانتويل، توم كاربر، بوب كاسى، كاترين كورتيز ماستو، ديك دوربين، ماجى حسن، مازى هيرونو، كريس مورفى، باتى مورى، جانتى شاهين، ديبى ستابينو، توم أودال، كريس فان هولين، ورون وايدن».
ومن بين الزعماء اليهود الذين حضروا الاجتماع، فبجانب المذكورين سابقًا، كان يوجد كل من: «جوناثان جرينبلاط» رئيس منظمة «رابطة مكافحة التشهير»، و«مارك ويلف» رئيس مجلس أمناء منظمة «الاتحادات اليهودية لأمريكا الشمالية»، و«آرثر ستارك» رئيس منظمة «مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى»، و«مارك ميلمان» الرئيس التنفيذى لمنظمة «الأغلبية الديمقراطية لإسرائيل»، و«رون كلاين» رئيس منظمة «المجلس اليهودى الديمقراطى الأمريكى»، و«سوزى جيلمان» رئيسة منظمة «منتدى السياسة الإسرائيلية»، و«جولى شونفيلد» مساعدة المدير التنفيذى لمنظمة «الجمعية الحاخامية»، والحاخام «ريك جايكوبس» منظمة «الاتحاد من أجل إصلاح اليهودية»، و«آفى كاتز» رئيس مجلس المحافظين فى منظمة «الاتحاد الأرثوذوكسى»، و«مارك هيتفيلد» رئيس منظمة «جمعية مساعدات المهاجرين العبرية-HIAS»، و«مارك بى.ليفين» الرئيس التنفيذى لمنظمة «الائتلاف الوطنى لدعم يهود آسيا»، و«لوريث وينشتاين» المديرة التنفيذية لمنظمة «النساء اليهوديات»، وأخيرًا «ديفيد بيرنشتاين» رئيس منظمة «المجلس اليهودى للشئون العامة».
أما سر ظهور وزير الخارجية الأمريكى «بومبيو»، فقد أوضح موظف سابق فى وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، أنه بجانب شغل الرأى العام بالتسريب، فعلى الأرجح التقى «بومبيو» مع نفس الزعماء، والأعضاء الديمقراطيين، وعبر عن قلقه من احتمال أن يصبح زعيم «حزب العمال» البريطانى «جيريمى كوربين» رئيسًا لوزراء «بريطانيا».
وأكد موظف الـCIA السابق أنه قد تم استهداف «كوربين» من قبل اليهود البريطانيين، لأنه أول سياسى كبير فى «المملكة المتحدة» يتحدث بتعاطف عن محنة الفلسطينيين، لذلك كان وجود «بومبيو» على هامش هذا الاجتماع ضروريًا.. فقال «جيرالدى»: «التقى وزير الخارجية الأمريكى مع هؤلاء النشطاء أنفسهم، واتفق معهم على وجوب القيام بشىء ما، بما فى ذلك اتخاذ خطوات محتملة للتأكد من أن «كوربين» لن يصبح رئيسًا للوزراء فى المقام الأول». وهو ما حدث بالفعل.. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التفاصيل الغامضة والسرية.