الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

د. سيزا قاسم: فشَلَ فى التعبير عن روحانيّات الأنبياء!

د. سيزا قاسم: فشَلَ فى التعبير عن روحانيّات الأنبياء!
د. سيزا قاسم: فشَلَ فى التعبير عن روحانيّات الأنبياء!


تحمّست الدكتورة سيزا قاسم، أستاذة النقد الأدبى بالجامعة الأمريكية، لمناقشة كتاب محمد شُعير «سيرة الرواية المحرّمة» فى حفل إطلاق الكتاب الذى أقيم منذ أسابيع. ذكّرها تركيز الكاتب الصحفى على عمل واحد هو رواية «أولاد حارتنا» برسالتها للدكتوراه عن الواقعية فى الرواية المصرية واختيارها ثلاثية نجيب محفوظ من بين كل الأعمال العربية ليتركّز عليها بحثها. يومها كان أمرًا فريدًا، ولا يزال، فى الجامعة نهاية السبعينيات، كيف يتم التصديق على دراسة أكاديمية مقارنة تقوم على عمل واحد فقط. كانت رسالتها عصفًا بالتقاليد الأكاديمية مثلما كانت فتحًا فى الرؤى النقدية للأدب العربي. هى أرادت أن ترسم صورة للواقع المصرى والتاريخ من أسفل كما تقول، من رؤية ميكروسكوبية إن صحّ التعبير، تمامًا كما فعل شُعير فى كتابه بالتركيز فقط على أولاد حارتنا، وهذا نمط من الدراسات الأدبية والنقدية معروف فى التقاليد الغربية ويُعطى صورة أدق وأوضح. صدرت رسالة قاسم هذه بعد ذلك، فى عام 1984، فى كتاب حمل عنوان «بناء الرواية: دراسة مقارنة فى ثلاثية نجيب محفوظ»، وتوالت منه طبعات عديدة ولقى نجاحًا كبيرًا.
لم تشأ د. سيزا الردّ على حملات الهجوم عليها والدفاع عن أديب نوبل ضدّ تصريحها العنيف أمام حضور حفل إطلاق كتاب شُعير، وهو التصريح الذى بدا صادمًا ومستفزّا للجميع بقولها: إن محفوظ كان «جبانًا مثل أغلب المثقفين المصريين»، وقالت لروزاليوسف: «احنا هنخلق أصنام ولّا إيه!». صدمة «حماسة» الدكتورة سيزا قاسم فى الحديث، بل إلحاقها إيّاه بضحكات متقطّعة، يبدو أنها تلازمها عندما ردّت على سؤالي: ألم يكن يحمى روايته! بأن «أولاد حارتنا من الأساس رواية فاشلة»، و«هذا ليس كلامي، غالى شكرى قالها من قبل». هكذا انتهى حديثنا القصير الأوّل على وعد بألّا يُنشر.
سأعود لدكتورة سيزا، بعد يومين، وأصداء ردّها عالقة فى الذهن: لماذا فاشلة؟ كيف تكون فاشلة؟ تستطرد فى الحديث هذه المرّة ويبدو أنها شاءت أن تعود بالذاكرة لتلتقط خبراتها وتلقّيها لمحفوظ طيلة أربعين عامًا. «مش محتاجة أتكلّم اليوم عن عظمة محفوظ» تُبادرنى على الهاتف.
ترى د. قاسم أن نجيب محفوظ كتب بداية من «زقاق المدقّ» وحتى الثلاثية روايات «تُناطح» بعضها.. تُدلّل بهذا التعبير على جمال الكتابة وتمكّنه من موضوعات الروايات. أمّا فى «أولاد حارتنا» فتقول إن صاحبها «لم يُوفّق فيها». وتُفسّر: ليس لهذا علاقة بموضوع الرواية الديني، أو أنها تتكلّم عن الأنبياء، ولا بسبب الرمزية فى العمل، هو فقط لم يوفّق فى التعبير عن الروحانية الموجودة عند الأنبياء.
تتذكّر بالمقارنة، رواية كزانتزاكيس «المسيح يُصلب من جديد»، التى برع الكاتب فى وجهة نظرها فى «إعادة تمثيل لآلام المسيح عبر الناس البسطاء».
تُفضّل ذائقة الدكتورة سيزا أعمالًا مثل «الكرنك» و«السمّان والخريف». تعود د. سيزا لتتذكّر عن هذه الأخيرة: «من أجل ما يكون» وتُضيف: «عبّر فيها عن طموح عصر كامل».
هى ترى أن الكتابة عن الظروف حول رواية «أولاد حارتنا» أكثر من الكتابات عن الرواية نفسها وتحليلها نقديّا.. هكذا تُنهى حديثنا دون أن تنسى إضافة ضحكاتها المتقطّعة: «هاتيلى عنوان كتاب واحد تكلّم عن الرواية نفسها».